ثلاث أسماء تنتهي بنفس الحرفين لحكام جمعت بينهم الصفات، وكانوا سبب الداء الذي حملته لنا الرياح من بلاد الروس؛ فأنتج لنا في الشرق طغاة ساقونا قطيعاً آخر على درب الاستبداد الدموي، وما زالوا…
عند سقوط الامبراطورية في فرنسا، اغتنم الماركسيون الفرصة واستولوا على الحكم فحولوا باريس الى مدينة للرعب والدمار والارهاب، وتم قتل رجال الدين بالرصاص، وكانت نتيجة هذه التجربة الشيوعية الاولى 18 عشر ألف قتيل.
أما في روسيا فكان هناك القيصر في بداية القرن العشرين، حتى جاء فلاديمير لينين زعيماً للشيوعية في روسيا، وكان اتباعه البلشفيون يعتقدون انه لا سبيل للوصول للسلطة إلا بثورة دموية.
كانت روسيا دولة تتابعت هزائمها مما دفعها للثورة؛ فتمردت القوات المسلحة المرابطة حول العاصمة بطرسغراد واستولت عليها في شباط 1917 وتم القبض على القيصر.
لم يكن للبلاشفة دور في هذه الحركة، لكن لينين الذي كان في المنفى أوعز للبلاشفة بعدم طاعة النظام الجديد، فهجم أتباعه على القصر الشتوي في المركز الحكومي وسحقوا القوات البسيطة المرابطة هناك، وأنشؤوا ما سموه الجيش الأحمر الذي لم يتورع مع البوليس السري والمخابرات عن استخدام أفظع الاساليب الوحشية ضد كل من هو غير شيوعي بناء على تعليمات لينين؛ فتعرض المئات للتعذيب والاعتقال والقتل الجماعي بحجة الخروج على القانون.
أصدر لينين قرارا بانهاء الملكية الخاصة ووضع يد الدولة على الممتلكات وهاجم عناصر شرطة جكا الفلاحين وانتزعوا منهم محاصيلهم بقوة السلاح، ثم قرر لينين عقوبة رهيبة في بعض المقاطعات فسلب من القرويين ليس الانتاج فقط بل البذار أيضاً!
ونتيجة لهذا بدء القحط عام 1921 وتشرد 29 مليون انسان من بعض المناطق الحدودية ومات خمسة ملايين انسان جوعاً، وكان لينين يتابع بشغف آثار القحط لأنه يعتبره ذا فائدة عظيمة قد تزعزع عقيدة الايمان بالله من نفوس الناس و يؤمنون بالشيوعية (حسب ما ذكر احد اصدقاء لينين)، وقد أظهرت السجلات السوفيتية أن لينين قصد عمداً انهاء حياة خمسة ملايين بالقحط والجوع.
كان لينين والبلاشفة يعتقدون بالفلسفة المادية الديالكتيكية أي اعتبار الانسان نوعاً من الحيوان ينبغي معاملته دون شفقة، وأن تطور النوع البشري مرهون بشدة الصراع بين الطبقات!
وكانت نهاية لينين عبرة لمن اعتبر؛ فقد أصيب بالمرض الشديد وصار مقعداً وكانت تصيبه آلام الراس إلى درجة الاختناق، ثم أصيب بأزمة حادة وفقد الاتزان في كلامه، وفي الأشهر الأخيرة من حياته تغيرت ملامح وجهه وصار مخيفاً، وعندما مات حنط الشيوعيون جسده، وجعلوا من ضريحه مزاراً.