كتبت مسودة هذا الموضوع قبل اكثر من خمس سنوات وقبل اعلان فوز الرئيس الامريكي اوباما رسميا رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، حين بدت ملامح تحولات جيوسياسية تطرأ على سلوك البنتاجون من استراتيجية الهجوم ضد العدو الى الدفاع. ومضت السنوات الخمس في حكم أوباما او اكثر لتكشف لنا على أن مسيرة الانكفاء الامريكي على الذات اخذت موضعا متقدما اكثر مما مضى على الرغم من حملة انتقادات واسعة من شخصيات جمهورية لهذه السياسة.
وبما ان الموضوع حساس لأن أي ضعف في قوة دولية كبيرة سيكون لصالح قوة كبيرة اخرى. وأمام هذا الواقع كان على العرب والمسلمين ان يتعرفوا على حقيقة تلك التحولات في السياسية العسكرية الامريكية وتأثيرها الايجابي او السلبي بدقة وفق ضوابط الشرع وفقه الواقع بعيدا عن الصخب الاعلامي الاجوف.
بداية لا بد من العلم بأن ثمة صراع لا ينتهي بين الامم يشتد ويخبو الى أن يرث الله الارض ومن عليها، ويتغير فيه اللاعبون في الزمان والمكان، ومن هؤلاء اللاعبين: اليهود الذين أكثر القرآن الكريم من ذمهم وحذر من فسادهم وأطماعهم، ومنشأ هذا الخلق اليهودي الذميم يرجع الى عقيدة ثلاثية هي من أخطر العقائد الشريرة على الانسانية والعالم أجمع على الاطلاق. نسجتها أدمغتهم الحاقدة ووضعتها في التوراة والتلمود، تقول هذه العقيدة أو (العقدة): 1- اليهود شعب الله المختار 2- الارض ملك لهم 3- البشر بهائم خلقوا لخدمة اليهود، فلا سبيل لليهود الى تطبيق أو حل هذه العقيدة أو (العقدة) الا بطريقة واحدة ألا وهي : الاشتراكية الماركسية *، والاشتراكية الماركسية فقط، وإن شئت قل: بالشيوعية والشيوعية فقط، حيث لا يوجد أي فرق جوهري بين الاشتراكية والشيوعية على أرض الواقع، سوى ما نراه من تلاعب بالالفاظ القائم على الدجل.
وفي نفس الوقت يجب ان لا ننسى التحولات والتطورات والتجديدات التي تمارسها الشيواشتراكية، والتي تتم ضمن الاطار نفسه وحسب تعاليم لينين وماركس للوصول الى ذلك الهدف الرامي لتحقيق عقيدة اليهود تلك. وباختصار شديد جدا في اثبات العلاقة العقائدية بين اليهودية والاشتراكية مهما جددت في خطابها وغيرت في اسمائها حيث كان آخرها التدثر بشعار الليبرالية، اقول: من الأدلة على علاقة اليهودية بالشيوعية في التاريخ القديم قيام دولتي القرامطة والفاطميين حيث ثبت نسبهم لدى المؤرخين الى اليهود، فقد طبقوا النظام الاشتراكي تحت أسم: (كل شىء ملك للسلطان) ثم، ثمة علاقة واضحة بين الشيوعية واليهودية قديما امتدت الى واقعنا المعاصر، منها هو تأصيلي ومنها ما هو تطبيقي.
أولاً: فمن الأدلة التأصيلية المعاصرة على علاقة الشيوعية باليهودية: 1- يهودية المؤسسين (ماركس وانجلز ولينين). 2- التوافق العجيب بين تعاليم ونبوءات بروتوكولات حكماء صهيون والأساليب الشيوعية في الوصول إلى حكم العالم واستعباده. 3- الاعتراف المباشر والصريح الصادر عن حكماء صهيون بتأسيس الحركة الشيوعية أو الاشتراكية كما هو مذكور في كتابهم ( بروتوكولات حكماء صهيون). 4- التصريحات الواضحة من الزعماء الإسرائيليين أمثال مناحيم بيجن وشمعون بيريز، التي تعترف بصنع الشيوعية لحل المشكلة اليهودية، وغيرهم.
ثانياَ: ومن الأدلة العملية التطبيقية المعاصرة على علاقة الشيوعية باليهودية: 1- الدعم المالي اليهودي للثورة البلشفية. 2- يهودية قيادة الثورة البلشفية. 3- سيطرة اليهود على مراكز الحكم في الحزب والدولة الشيوعية الروسية. 4- منح اليهود أعلى درجات الحقوق. 5- إقامة دولة (إسرائيل الأولى) بعد الثورة البلشفية. 6- اليهود مؤسسو الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي. 7- حضور الاتحاد السوفياتي المؤتمر الصهيوني العالمي. 8- دعم السوفييت لقرار التقسيم. 9- الاشتراكية وتهجير اليهود إلى فلسطين. 10- مناورات السوفيت لحمل الأمم المتحدة على الاعتراف بإسرائيل. 11- العلاقة الحميمية بين موسكو وإسرائيل. 12- الاشتراكية العربية وتسليم الأرض العربية لإسرائيل.
لذا فقد بات من الواضح ومن خلال عشرات التجارب التي مرت بالعالم منذ بضعة عقود ان الكتلة الاشتراكية من وكلاء اليهود ومنها الثورة الخمينية او ممن تأثر بهم من غيرهم، اينما تحركوا لا يتحركون الا لمصلحة اسرائيل واينما سكنوا لا يسكنون الا لمصلحة اسرائيل، فاسرائيل هي بهم كانت وبهم لا زالت وبدونهم ستفقد حياتها ووجودها مع الزمن. ولقد منحت هذه الحركة الثورية الاشتراكية اليهود السيطرة على ثلث أو نصف الكرة الأرضية منها (67)% من مساحة الوطن العربي، قبل البدء بالانحسار والتراجع أمام الد خصومها من الغربيين وعلى رأسهم أمريكا.
فعقب الحرب العالمية الثانية وجدت الدول الغربية نفسها فريسة سهلة للاشتراكية السوفيتية التي انتهزت ظروف ما بعد الحرب السيئة بالانقضاض على دول اروربا الشرقية، فتدارك الغرب الامر وتنادوا للمحافظة على البقية الباقية من دولهم من الخطر الماركسي اليهودي. فأعلن عن قيام حلف شمال الاطلسي لتحقيق هذه الغاية، وبالمقابل تشكيل حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي، واستمرت هذه الحالة من العداء بين القطبين الى نصف قرن، حتى منيت الاشتراكية اليهودية بالهزيمة امام الغرب المتفوق عليه ماديا وعسكريا. هذه الهزيمة للاشتراكية وخروجها من العديد من الدول التي كانت قد احتلتها كمصر وأفغانستان واليمن الجنوبي والعراق قبل احكام قبضت الرافضة عليها ولبنان، ثم بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل لاتفيا وأستونيا ولتوانيا، وغيرها من المواقع التي خسرتها الاشتراكية اليهودية، كلها ادت الى تراجع الامل اليهودي التوراتي في بسط نفوذهم وسيطرتهم على العالم من خلال الحل الوحيد والأوحد لتطبيق عقيدتهم او عقدتهم الا وهو الحل الاشتراكي وخطابه المتجدد.
من هنا ندرك تماما ان هنالك إرادة يهودية لنشر الاشتراكية بألوان ونكهات جديدة في العالم ما استطاعت الى ذلك سبيلا، وان أي عرقلة لهذا المخطط من خلال معاداة الدول او الانظمة الثورية الاشتراكية او معاداة ما أطلق عليه ( دول محور الشر)، يُعد في القاموس التوراتي اليهودي من المحرمات، وإن أظهرت إسرائيل للعالم خلاف ذلك قصدا ونفاقا للتضليل الاعلامي. وعلى ذلك وعلى الرغم من استفادة إسرائيل او اليهود من المناخ الديموقراطي الغربي والأمريكي وما نتج عنه من ايجابيات ودعم مادي ومعنوي لصالحهم، والتحكم في سياستهم الى حد كبير في بعض المراحل، الا انهم يعتبرون الغرب وخاصة أمريكا ألد خصومهم الحقيقيين لمعاداتهم للتوسع الاشتراكي اليهودي في العالم.
فأمام هذه الحالة من التناحر بين القطبين الاشتراكي بخطابه المتجدد والرأسمالي الديموقراطي الذي طالما استمر فانه يعيق السعي لانجاح المخطط اليهودي، لما فيه من إفشال المشاريع الثورية او الانقلابات الاشتراكية وملاحقتها وفرض العقوبات عليها، إذن فلا بد من وسيلة ناجعة تثني امريكا على وجه الخصوص من المضي في سياستها الهجومية المعادية للمد الاشتراكي، فكانت فكرة إقناع صناع القرار الغربي والأمريكي باتخاذ سياسة جديدة سميت بسياسة الانكفاء على الذات وعدم التدخل في السياسة الدولية، لكي تستطيع الاشتراكية اليهودية الحركة بأقل مقاومة تذكر. ولما كان هذا الامر ، إقناع أمريكا بالانكفاء على الذات يصطدم مع الاستراتيجية الامريكية على وجه الخصوص المعتمدة على السياسة العسكرية الهجومية في محاربة المد الاشتراكي وصوره المختلفة في العالم باعتباره السرطان الأحمر، فلا بد من تقديم المبررات القوية لاقناعهم بمثل هذا المشروع.
فجاءت المشكلة الاقتصادية الامريكية وديونها، وتطورات الاوضاع ما بعد أحداث ايلول 2001، وما نتج عنها من تاثيرات سلبية على سمعة أمريكا ومقدراتها العسكرية والمادية والبشرية لتصب في تحقيق هذا الهدف الذي ستكسب اليهودية الاشتراكية من خلاله الكثير. فقد سبق لصحيفة الجارديان القول تحت عنوان “التمرد في العراق يجبر البنتاجون على إعادة التفكير في قدرتها على القتال على جبهتين في آن: ” إن العمليات المسلحة في العراق ترغم وزارة الدفاع الامريكية على إعادة النظر في عقيدتها العسكرية التي تتطلب من الجيش الامريكي أن يكون قادرا على الدخول في حربين رئيسين في ذات الوقت” [موقع بي بي سي الالكتروني في 06 يوليو 2005] ثم تمضي الايام ليتحول مشروع التفكير هذا الى واقع، فقد نشرت جريدة الشرق الاوسط في عددها 10856 بتاريخ 18 أغسطس 2008، خبرا مثيرا بعنوان: (تغيير العقيدة العسكرية الامريكية من الهجوم الى الاستقرار)، جاء فيه: “تكرس القيادات العسكرية الامريكية وقتها في حصد التجارب والعبر من حربي العراق وافغانستان من تعديل العقيدة العسكرية الامريكية التي تعتبر العمود الفقري للمؤسسة العسكرية الاميركية.
وشرح قائد (مركز الاسلحة الموحد للجيش الامريكي) الفريق ويليام كولدويل أن تغييرات جوهرية طرأت على العقيدة العسكرية هذا العام، أبرزها اعتبار (عمليات الاستقرار) بنفس أهمية (عمليات الهجوم)”. أ.هـ نعم فلقد نجحت مرحلة ما بعد احداث الحادي عشر من ايلول 2001 التي كانت من مخططات يهود ومن دعم اشتراكي وتنفيذ إسلاميين الى قيام الولايات المتحدة الامريكية بخوض معارك مع عدو من نوع جديد (الارهاب) استخدم اساليب تفخيخ عناصره ذكورا وإناثا وأطفالا بلباس مدني غير ظاهرين لأعدائهم، مما كبد الامريكان الكثير من الخسائر المادية والبشرية، وعرقل أي أمل للاستقرار في العراق وافغانستان ، الذي باتت امريكا بحاجة اليه لتسوق مشروعها الديموقراطي في دول العالم الثالث وخاصة الاشتراكية منها. فهل ستتواصل عمليات إقناع القيادة العسكرية الامريكية من خلال المزيد من الاساليب الثورية اليهودية الجديدة التي ستواجهها مع الخصم للتحول خطوة اخرى باتجاه سياسة عسكرية جديدة تقوم على اعتبار (عمليات الاستقرار ) أرجح من (عمليات الهجوم)؟؟ ثم بعدها اعتماد (عمليات الاستقرار) فقط وإلغاء (عمليات الهجوم)؟؟؟ فهل سنصل إلى هذه المرحلة، مرحلة (الانكفاء التام على الذات) او عدم التدخل في السياسة الدولية الخارجية على الرغم من وجود ما يدل على صعوبة قيام امريكا بذلك خشية التخلي عن بعض مصالحها في دول الشرق الاوسط؟
فإذا تطورت العقيدة العسكرية الامريكية وقبلت اعتماد (عمليات الاستقرار) ، فانما تكون قد أعطت الضوء الاخضر لليهود للتحرك بحرية كبيرة من خلال وكلائهم الاشتراكيين في موسكو وإيران وسوريا وكوبا وكوريا الشمالية والصين، وغير ذلك من الدول الاشتراكية، لتحقيق عقائد اليهود في التوراة والتلمود، وحينها سيدرك النائم الغافل أنهم أصبحوا طعاما وعبيدا وسخرة لليهود وللاشتراكيين الذين طالما قعدوا للعالم بالمرصاد. وحينها سيخرج الدجال اليهودي الرافضي لمحو الديانتين المسيحية والإسلامية، وسيعلن اليهود عن صدق توراتهم ونبوءاتها وسيتفاخرون. وما يجري في فترة حكم اوباما ما يدل على ان ثمة تراخي أمريكي كبير لاحظه الجمهوريون تجاه الخطر الاشتراكي والايراني والسوري. لذا يجب علينا نحن المسلمين التيقظ لمخاطر هذه السياسة والحيلولة دون حصولها لحرمان اليهود من استثمارها لتحقيق غاياتهم هم وعلى حساب مصالحنا نحن. ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
والحمد لله رب العالمين…
19/1/2014
* الاشتراكية الماركسية نسبة إلى الفيسلوف اليهودي كارل ماركس مؤسس الشيوعية اليهودية، وقد اخترنا تمييزها عن الاشتراكية على إطلاقها لأن لها عدة أنواع، وما نحذر منه هو تحديدا النوع الماركسي لأنه يهودي.
Pingback: اعتراف رافضي ماركسي خطير بأن امريكا تحارب الدجال | العمق / الموقع الجديد