هذه المقالة ليست لانتقاد الديمقراطية او دُعاة الديمقراطية، بقدر ما هي دعوة لاعادة التفكير.
وبما ان الديمقراطية هي نظام عروبي اصيل، واقرب الانظمة للاسلام، و يحافظ نظامها على الضرورات الخمس ( حفظ الدين والنفس والمال والنسل والعقل) للانسان فمن واجبنا النصح لدعاتها وتنبيههم الى خطورة بعض المشاكل التي قد تنتج عن تطبيقها بشكل عشوائي في العالم.
للديمقراطية مشاكل متعددة، ربما اهمها مشكلتين كبيرتين:
الاولى: انه يمكن ان يستغلها دعاة البربرية أسوأ استغلال فيركبوا عليها وعلى شعاراتها لاستلام السلطة وتطبيق نظرياتهم الاشتراكية البربرية على البشر.
فالقوى الديمقراطية تنخدع دائما بقوى الشر التي ترفع شعارات “ديمقراطية” خصوصا عندما تبيت تلك القوى ملتحفة بتسميات لمّاعة كمثل “نشطاء” و “مثقفين” و “سياسيين” و “صحفيين” و “دعاة حقوق انسان” و “حُماة بيئة” و “مناهضين للعنصرية”!
والثانية: ان “بعض” ممن يرفعون شعاراتها ويبشرون بها في العالم ويطالبون بتطبيقها مستعدين للتخلي عنها وعن دُعاتها ومريديها حول العالم عند اول ازمة!!
فروسيا التي باتت ترفع شعارات ديمقراطية تخفي من ورائها عقيدة اشتراكية بربرية وتستغل تلك الشعارات لقمع السياسيين والمعارضين والقوى الديمقراطية الفعلية على الارض، والصمت يكاد يكون مطبق من اولئك “البعض” اياهم!
أما في سوريا فبقيت القوى الديمقراطية تتفرّج على دعاة الديمقراطية يُقتلون بكل دموية ويُعاملون بكل بربرية لأكثر من سنة حتى نفّذ النظام الاشتراكي البعثي مخططاته بكل هدوء!! فقام بقتل كل داعية الى الثورة
السلمية والى الحرية والديمقراطية، وقام باطلاق الارهابيين وجلبهم من لبنان والعراق وايران وافغانستان وعمل على رفع الشعارات الطائفية واثباتها وتحويل الثورة الى حرب اهلية بعد ان كانت ثورة سلمية شعبية ديمقراطية 100%.
وهنا وبكل واقعية بعيدة كل البعد عن العنصرية اراني مضطرا لجلب القضية اليهودية بشكلها الصهيوني الاشتراكي الى الواجهة!
فاليهود في كلا الحالتين يلعبون دورا اساسيا لكبح جماح القوى الديمقراطية لمواجهة قوى الشر اياها بحجج لو سمعها جحا لوقع على ظهرة مغشيا عليه من الضحك!!!
و النتيجة الدائمة في كلا الحالتين هي: ان قوى الشر الاشتراكي تنتصر على قوى الديمقراطية بكل هدوء ومع ابتسامة سخرية!
نصيحتي: لا بد لحالة من المراجعات الفكرية لإصلاح جذري للفكر الديمقراطي بما يتناسب مع عصر الدجل القادم، واخذ الدروس والعبر من الانظمة الملكية الديمقراطية حول العالم لايجاد سياسات واستراتيجيات
واساليب جديدة.
وسيكون لي مقال مفصل حول الانظمة الملكية الديمقراطية وسبب نجاحها.