الشعب المصري العزيز على قلوبنا قد قام في يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011، بحركة شعبية أسقط بها النظام الفاسد السابق نظام الرئيس حسني مبارك. ولكن من وجهة نظرهم خاب أملهم وأفرزوا نظاما آخر لا يختلف عن النظام السابق فنزلوا للشوارع معارضين لحكم المرشد، متسببين بمزيد من الآلام والخسائر. بل وقانطين من أن تنهض مصر من خلال هذا الحكم الجديد، ورفعوا شعار يقول: (يا مستني الإخوان ينهضوا بمصر، يا مستنى نتنياهو يصلي العصر).
قلت:
ما دمتم يا شعب مصر لستم متأكدين من أن النظام القادم (نظام حكم المرشد) أنه سيكون أفضل من النظام السابق، فلماذا قمتم منذ البداية بهذه الفوضى العارمة وتكبدتم من الخسائر المادية والمعنوية الكثير؟
ألا تعلمون بأن تغيير المنكر بمنكر آخر يساويه حرام؟!
فما بالكم وأنتم تقولون بأن منكر (حكم المرشد) أسوء من منكر النظام السابق؟
وهذه ليست المرة الاولى التي تخطئون فيها الحسابات، فقد سبق أن استبدلتم نظام الملك فاروق بنظام الاشتراكي عبد الناصر فاستعبدكم. ثم قتلتم السادات على أمل أن يأتيكم من هو خير منه، فأتاكم من هو دونه (مبارك). وها أنتم تستبدلون نظام مبارك بنظام المرشد الذي تقولون عنه بأنه أسوء منه أو يساويه في السوء.
فأين أنتم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)؟
فأنتم الآن أمام خيارين:
1- أن تتأسفوا وتعتذروا لشعب مصر كله بسبب حركتكم الأولى وثورتكم التي أطاحت بالنظام السابق وتندموا على كل ما فات من محاولات لتغيير منكرات الأنظمة السابقة.
2- أو تقبلوا بنظام حكم المرشد الذي أفرزتموه وتحقنوا الدماء والأموال والأعراض!
أما أن تعيدوا الثورة والفوضى من جديد، وفي نفس الوقت لا يوجد ضمانة لديكم بأن الحكم الثالث القادم الذي تأملون سيكون أفضل من حكم المرشد، فهذا العمل فيه تكرار لغلطاتكم الشرعية والواقعية السابقة. حيث لم تحققوا بها ما تصبون اليه بغض النظر عن السبب أو المسبب. مع ضرورة مراقبة النظام الحالي ومحاسبته وفق القوانين والدستور والقانون الدولي وغيره.
أكرر: فأين انتم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)؟
وتذكروا المثل القائل: (يداك أوكتا وفوك نفخ). وقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)) الاحزاب.
والحمد لله رب العالمين 16/2/2013