أخطر صور الجاسوسية اليهودية الواردة في السنة النبوية جـ 2

هوية فتنة الدهماء وحقيقتها:

هذا مختصر لوصف هذه الفتنة كما جاء في الحديث الشريف مع شرح لم يخرج عنه، بل قصدت شرح ذاك الوصف من خلال منظور معاصر معايش لسلسلة الدجل والدجالين عبر العقود الماضية. فما هي إذن حقيقة تلك الفتنة الفكرية القائمة على الدجل وقلب الحقائق التي تجعل منا غثاء ورعاعاً نطير حيث طارت، ونهبط حيث أرادت؟ وما هي هويتها الفكرية؟ أهي شرقية أم غربية؟ أهي يهودية أم نصرانية؟ أهي رافضية أم سنية؟ أهي رأسمالية أم شيوعية؟، أم أنها خليط من الأفكار وما هو ذلك الخليط؟

 

حتى نستطيع أن ننطلق بالخطوة التصورية الأولى انطلاقة صحيحة، علينا أن تستعين لتحديد هوية هذه الفتنة وجذرها بالقرآن الكريم.

القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل قط، قد دلنا على أصل هذه الفتنة التي تسعى في الأرض فساداً وتكيد للمؤمنين كيداً عظيما ألا وهي اليهودية، وذلك في قوله تعالى قطعي الدلالة: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. [المائدة:82] . وقال عن اليهود كذلك:  ” كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً “. وفي سورة الاسراء نقرأ قوله تعالى عن افساد اليهود: ” وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسدنَّ في الأرض مرتين ولتعلُنّ علوّا كبيراً”. لاحظ قوله تعالى: ” ولتعلُنّ علوّا كبيراً “. هذه الآيات تثبت لنا مصدر الفساد في الارض بالإجمال، أما عن تفصيلات فساد اليهود في الأرض وصوره فقد بلغ عدد الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن ذلك حوالي (300) آية، كشفت لنا عن أشد أنواع الجرائم التي ترتكب في حق الله وحق الأنبياء والمؤمنين والناس أجمعين.

أما الدجل والتضليل الإعلامي الوارد في فتنة الدهماء، فإن جذور هذا الدجل والتضليل الإعلامي لدى اليهود ثابتة وعميقة، بل هي من أهم وسائلهم للوصول إلى هدفهم، بل قُلْ إنْ شئت: بدون الكذب والدجل لا تُحقق لهم غاية، ولا ترتفع لهم راية.

فقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تثبت كذبهم ودجلهم وخاصة على الله تعالى قصداً وعمداً، فما بالنا بكذبهم على البشر، ليس هذا مجال التفصيل فيه، من ذلك، قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران:75]. وجاء في ((التلمود)) و((الكابالا)):

((يحق لليهودي …أن يقسم يميناً كاذباً، ولكن بشرط أن يحرص على أن لا يكتشف أمره أحد، حتى لا يساء إلى سمعة إسرائيل))([1]). وجاء فيهما كذلك: ((يسمح لليهودي أن يكذب ويشهد زورا للإيقاع بالمسيحي))([2])..

وتقول ((بروتوكولات)) حكماء صهيون: ((إننا نقصد أن نظهر كما لو كنا المحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين. ونحن على الدوام نتبنى الشيوعية ونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال)) (البروتوكول الثالث).فانظر كيف يتبنون الشيوعية ويتظاهرون بأنهم يساعدون العمال، ولكنهم يعلمون بأن هذا فقط شعار دجلي تضليلي لإيقاع العمال في شركهم.

ويقولون كذلك: ((ولكي نصل إلى هذه الغايات يجب علينا أن ننطوي على كثير من الدهاء والخبث خلال المفاوضات والاتفاقات، ولكننا فيما يسمى (اللغة الرسمية) سوف نتظاهر بحركات عكس ذلك، كي نظهر بمظهر الأمين المتحمل للمسؤولية ([3]). وبهذا ستنظر دائماً إلينا حكومات الأمميين ـ التي علمناها أن تقتصر في النظر على جانب الأمور الظاهري وحده ـ كأننا متفضلون ومنقذون للإنسانية…وأعمال الدبلوماسي لا يجب أن  تطابق كلماته)) (البروتوكول السابع).. فهذا النص واضح الدلالة في أن وكلاءهم يوهمون الناس بأنهم أمناء عكسا للحقيقة وإمعانا للناس في التضليل الإعلامي، ولكنهم خبثاء، خطابهم الظاهري يخالف ما يبطنون.

ولهذه الفتنة اليهودية الخطيرة اليهودية المسلك والمنشأ أذرعا فكرية وعقدية سنكشف عن هويتها، عمد اليهود على تطويرها مع الزمن بقصد تحقيق غاياتهم ونبؤاتهم المركوزة في نفوسهم وفي توراتهم وتلمودهم لحكم العالم واستعباد البشر ونهب ثروات الأمم. لذا فإنهم قد توصلوا بدهائهم إلى الحل الوحيد والأوحد الذي يحقق لهم تلك النبوأت الشيطانية المعادية لمعاني الإنسانية وبغير هذا الحل لن يحقق اليهود تلك الغايات المريضة ولا تُرفع لهم راية، ألا وهو الحل الشيوعي أو الاشتراكي، ويسمونها كذلك بـ (الماركسية)، ذلك المذهب المادي القائم على عدد من الأركان أولها: الدجل والكذب، وثانيها: التأميم والتعميم، أي: مصادرة الثروات ونشر الشيوعية للناس كافة، وثالثها: استلام الحكم، ورابعها: الإرهاب الفكري والجسدي. هذه الأركان الأربعة تحقق لليهود تلك النبؤات المقيتة وحكم العالم واستعباد البشر.

أي: أن الاشتراكية أو الشيوعية هي التطبيق العملي لهذه العقائد اليهودية الباطلة، فبتعميم الشيوعية واستلام الحكم يصبح اليهود سادة (شعب الله المختار) يصدرون الأوامر والتشريعات، وبالتأميم تتحقق لهم عقيدة (الأرض ملك لهم والبشر عبيد وسخرة لخدمتهم).

يقول فؤاد كرم:

((بفضل التقدميين([4]) العرب، استطاعت إسرائيل أن تقفز بعد ما تسلطت على القدس خطوات فساحا باتجاه هدفها الأول والأخير المستمد من التوراة والذي كان الشعلة التي بها تهتدي وتستنير منذ حوالي (2000) سنة، إعادة بناء هيكل سليمان الذي سيجلس على عرشه أمير من نسل داود، وهو المسيح المنتظر، يجدد مجد إسرائيل ويسلطها على جميع الأمم والشعوب. ويكنس الأديان الأخرى: المسيحية والإسلام))([5]).

كما وأعلن مفكر يهودي أمريكي كبير: ((أن الشيوعية كلما اشتدت وقويت وامتدت، قوي أمل إسرائيل في تحقيق الحلم الذي راود اليهود منذ آلاف السنين: مساندتها في إعادة بناء الهيكل وانتظار المسيح))([6])، انتهى.

ويقول فؤاد كرم:

((بكلمة: كارل ماركس ابن الصهيونية… والشيوعية بنت الصهيونية. وهما توأمان يعملان لهدف واحد، وهو تكنيس الديانتين المسيحية والإسلام، كما قالت البروتوكولات))([7]).

وأخيراً:

فقد أشار العالم الشامي المعروف الشيخ علي الطنطاوي الى هذا المعنى، حيث قال في كتابه ذكريات، الجزء الخامس صفحة (49) ما نصه: ” وما أحسب الدجال الذي وردت فيه الأحاديث إلا كارل ماركس هذا، والدجال أعور، وهذا أعور حقيقة وإن كان ذا عينين لأنه ينظر بعين واحدة” أ. هـ

مما مضى ذكره ـ ولو كان ذلك مختصرا ـ إذا عقدنا مقارنةً بين أوصاف فتنة الدهماء الواردة في الحديث، وأوصاف الشيوعية أو الاشتراكية (لا فرق) نجد أنهما متماثلتين. فالشيوعية أو الاشتراكية أو الماركسية هي فتنة فكرية أصابت الدهماء (العامة، الغثاء)، ازداد خطرها على الرغم من ادعاء موتها وانتهائها طيلة عقدين من الزمن، وهي تفتن المسلمين في عقيدتهم، وهي من منتجات اليهودية التي من خلالها سينتصرون على العالم ويسيطرون، وستتوج فتنة الشيوعية في النهاية بخروج المسيح الدجال. وكل هذه الأوصاف قد وردت في وصف فتنة (الدهماء) أو الدهيماء) كما في روايات أخرى.

هذا والله أعلم وأحكم، والحمد لله رب العالمين.

1/1/2013

أخطر صور الجاسوسية اليهودية الواردة في السنة النبوية جـ 1


(1) عن كتاب ((اليهود)) لزهدي الفاتح، (ص169، ط/2)، نقلا عن مصدره رقم  (455).

(2) عن كتاب ((اليهود)) لزهدي الفاتح، (ص 166، ط/2)، نقلا عن مصدره رقم  (437).

(3) أي الوفي بعهوده المنفذ لما يلتزم به، سواء وفّى بذلك مضطراً أم غدر مع قدرته على الغدر والاخلاف، ومن أمثلة ذلك نشر روسيا اليهودية للفتن والاضطرابات في كل الأقطار، واتهامها الدول الغربية بالعمل على قيام الحرب ومن ذلك تظاهرها هي بحب السلام والدعوة اليه، لتكسب أنصاراً إلى جانبها في كل البلاد من المخدوعين أو الأشرار، وروسيا ظاهرة جداً في هذا البروتوكول.

(4) (التقدميون هم: الماركسيون، الشيوعيون، البعثيون، الاشتراكيون،القوميون العرب)، من كتاب ((وضاعت الجولان))، (ص 62).

(5) ((وضاعت الجولان))، (ص 6، 64، ط/3، 1970).

(6) المصدر السابق، (ص60).

(7) المصدر السابق، (ص61).

Scroll to Top