إن من أسباب ما يحصل للشعب السوري من إبادة بشعة هو لأنه قام ضد الظلم متأخرا جدا، في حين كان غافلا عندما كان منع حزب البعث الديكتاتوري من الوصول للحكم – قبل وصوله – عملا ليس فيه خطر مثل ما هو الآن، وما أشبه اليوم بالبارحة، فمع أنه لا يوجد الآن خطر كبير على من يقاوم المخططات الديكتاتورية الجديدة لفترة ما بعد الثورات، مع ذلك يوجد الآن من يخوف الناس من مقاومة الديكتاتوريات الجديدة خوفا عليهم منهم إذا وصلوا للحكم في المستقبل!
ومثل هذا الكلام قيل أيضا قبل سنوات خوفا من مقاومة مشروع إيران الطائفي في عام 2007، ولكن الرد الصحيح، هو أن هذا واجبنا وأن الله ينجي الذين ينهون عن السوء وعن المنكر.
فالشعوب التي تخاف الآن من الديكتاتوريين المستقبليين سوف تقع تحت تسلطهم وعندما تثور عليهم متأخرة ربما يقع بهم ما وقع به الشعب السوري الذي لم يقاوم الفكر البعثي الاشتراكي عندما كان حزب البعث لا يزال في المعارضة، ولم يقتلع شجرة التسلط عندما غضة طرية.
وبالفعل ها قد أثمر التحذير في تلك الفترة من خطر إيران و تعثر المخطط الإيراني، ولولا ذلك – بعد الله – لكان وضع الخليج ومصر والأردن قد أصبح مثل حال العراق، وبسبب ذلك اضطروا لاستبداله بمشروعات أخرى تمتطي الربيع العربي، لذا يجب العمل على كشف دور إيران والصهيونية فيها، والعمل على تصحيح العمل الإسلامي ليكون عملا وطنيا لله غير تابع لأجندات خارجية أو حزبيات ضيقة.
إن الاستبداد باسم الدين، ليس هو الإسلام في جوهره الذي أعطى الانسان الحرية وحرّم الاستبداد، يجب العمل على تشريب الشعوب لقيم الحرية والديمقراطية كي تقف حاجزا أمام أي مشروع ديكتاتوري جديد.