غزة هاشم بين قطر وإيران

بعد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة لقطاع غزة التي استقبله فيها رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية على طريقة استقبال رئيس دولة لرئيس دولة أخرى، كثر الحديث عن هذه الزيارة وعن دوافعها وأهدافها ومآلاتها ونتائجها على القضية الفلسطينية وأهلنا في القطاع.

وتحدث البعض عن ضرورة إيجاد دعم سني لأهلنا في القطاع بدلا من إيران التي افتضح أمرها وبان زيف شعاراتها لمواقفها الداعمة لعصابات الاجرام البعثية الاشتراكية السورية، ورحبوا لأجل ذلك بالخطوة القطرية على أمل أن يكون في مسعاها الخير والمصلحة للقضية الفلسطينية باعتبار أن قطر لن تكون لها أجندة خاصة مقابل الدعم الإيراني الرامي لإيجاد موطىء قدم للرافضة في فلسطين وتأسيس بعض الحسينيات أو شراء بعض الضمائر الضعيفة لزعزعة عقيدة الامة وأمنها.

المرحبين بالخطوة القطرية على أصناف، فمنهم من لم يدرك أن قطر السنية هي ذات توجه (ثوري محسّن) بطريقة بيروسترويكية ملساء تدور في فلك إيران من جهة، والعدو من جهة أخرى وهؤلاء لهم العذر في تأييدهم بالخطوة القطرية وبناء الآمال عليها.

أما الصنف الآخر فهم أؤلئك الذين آمنوا من قبل بما قيل عن أجندات قطر وميولها نحو الشرق ونحو العدو، فهؤلاء حين يرحبون ويؤيدون التقارب القطري مع أهل غزة والحكومة المقالة هنالك فأنهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم، وهم بذلك يشكلون في المجتمع العربي السني أزمة في الخطاب، وانفصام في الشخصية، ويلدغون من نفس الجحر مرة أخرى، إذ كيف لقطر التي نالت من الناقدين ما نالت ثم يأتون اليوم ليلبسونها ثوب الواعظين والمدافعين عن الحق الفلسطيني ويعقدون الأمل على تلك الخطوة التي بدأت ميتة؟

نعم نحن نرحب بدعم سني من أي دولة معتدلة التوجه والفكر لأهلنا في القطاع متى تراجعت الحكومة المقالة عن بعض ثوابتها التي تبين لنا من خلال ممارسات الحكومة المقالة نفسها وخطواتها المرحلية أنها ليست ثوابت، بل كانت مناورات سياسية قابلة للتغيير وللقسمة. ونأمل من حكومة مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي في هذا الإطار أن تقوم بدورها في ملف المصالحة، وفك الحصار عن قطاع غزة، بدلا من التشديد عليهم.

أما أن يتوقع البعض من الخطوة القطرية الخير فإن هذا الأمر لا يعدو فقاعة صابون وسحابة صيف ستمضي ويبقى الألم الفلسطيني والجرح نازفا، كون لا فرق بين قطر وإيران في القضايا والرؤى السياسية تحديداً، فرؤيتهما ونظرتهما للشرق الأوسط ليستا على خلاف جوهري يُرتجى من خلاله حدوث انفراج لصالح القضية الفلسطينية أبدا، مذكرا بأن تلك الزيارة للأسف الشديد قد كرست الشرخ القائم بين الفلسطينيين، وتعاملت مع الحكومة المقالة على أنها دولة معترف بها، وهذا يخدم مصلحة العدو.

27/10/2012

Scroll to Top