ما سمعت بهذا(!!!)…

كلمة تقال لأمر غريب غير منتشر يصل خبره للبعض…
وكأن قائلها يريد إبطال الخبر كون حضرته لم يسمع به.
فعدم سماع الخبر لا يدلّ أنه مُختلق أو كذب.

▪فهذا المنهج الاستدلالي استخدمه كفار قريش حين دعاهم الرسول الى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان. وهذه حجة داحضة.
قال تعالى:﴿مَا سَمِعۡنَا بِهَـٰذَا فِی ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا ٱخۡتِلَـٰقٌ﴾ [ص ٧]
▪واستخدمه قوم نوح عليه السلام حين قال لهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره، قال تعالى: ﴿فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُا۟ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَوۡمِهِۦ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡ یُرِیدُ أَن یَتَفَضَّلَ عَلَیۡكُمۡ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَـٰۤىِٕكَةࣰ مَّا سَمِعۡنَا بِهَـٰذَا فِیۤ ءَابَاۤىِٕنَا ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [المؤمنون ٢٤].
▪واستخدمه قوم موسى عليه السلام كذلك، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاۤءَهُم مُّوسَىٰ بِـَٔایَـٰتِنَا بَیِّنَـٰتࣲ قَالُوا۟ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّفۡتَرࣰى وَمَا سَمِعۡنَا بِهَـٰذَا فِیۤ ءَابَاۤىِٕنَا ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [القصص ٣٦].
وهكذا…

▪لذا ذم الله تعالى هذا الاسلوب، أسلوب التكذيب لعدم العلم بالخبر في قوله تعالى:﴿بَلۡ كَذَّبُوا۟ بِمَا لَمۡ یُحِیطُوا۟ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا یَأۡتِهِمۡ تَأۡوِیلُهُۥۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [يونس ٣٩].
☆مع ضرورة الانتباه إلى أنّه ليس كل خبر سمعت به أو قرأته أو فيديو شاهدته يكون صحيحاً، ما يوجب التحرّي والتبيّن في مصداقية الأخبار، ما يوجب التّأنّي والتريث في القناعة بها ونشرها. خاصة في هذا الزمن الذي نعيش فيه فتنة الدجل والدجال والسنوات الخداعات.
والله تعالى اعلم.

لوط عليه السلام ودعوة التوحيد

السؤال:
لماذا لم يذكر القرآن الكريم عن لوط عليه السلام أنه دعا قومه إلى التوحيد على وجه الخصوص كما فعل مع باقي إخوانه من الرسل عليهم السلام؟
مثال ذلك، قوله تعالى:
▪{لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}
▪{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ..}
▪{وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}.
وغير ذلك من الآيات
☆علماً بأن لوط عليه السلام بنصّ القرآن قد أمر قومه بعبادة الله واجتناب الطاغوت: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
☆وأن قوم لوط كانوا كفاراً كما في قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ}
جواب السؤال:
لعله بسبب بشاعة ما كان عليه قوم لوطٍ من الفسوق، ومخالفتهم للطبع والشرع، حيث ابتدعوا ذنوبًا لم يُسْبَقوا إليها، كان أشدها إتيانهم الرجال، وقد أشار القرآن صراحة إلى استنكار لوط لذلك بقوله:
{أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}.
الفائدة:
أيما أمة جمعت بين الشرك و [الشذوذ الجنسي المُقنّن]، ما يسمونه في هذا الزمان ب [المثلية]، كما نراه في بعض دول العالم، فقد حكمت على نفسها بالهلاك.

Scroll to Top