يتحدث بعض ناشطي الثورة السورية عن خطورة سيطرة جماعة الإخوان المسلمين بشكل كامل على الثورة السورية لإنشاء دولة إخوانية، أما مشاركتهم مع جميع أطياف المعارضة فهذا لا خلاف عليه، والبعض من الناشطين يقدم بدلا من الإخوان طروحات إسلامية وسياسية مستمدة من فكر حزب التحرير، بماذا يختلف فكر حزب التحرير في النتيجة النهائية عن فكر جماعة الإخوان المسلمين؟ فكلاهما يركز على إقامة “الخلافة” أكثر من إصلاح الأمة، ولو أن الإخوان أقل في هذا.
كلاهما يتبنى الرؤية اليسارية للصراع الطبقي في المجتمعات ولكن الإخوان بدرجة أقل، وكلاهما يتغاضى على جرائم روسيا وإيران بل ويحمل مسؤوليتها للغرب!!
إن حزب التحرير هو الآخر ينظر للشيعة الاثني عشرية كمذهب إسلامي، وينظر لإيران كدولة للإسلام وخطوة على طريق “الخلافة”، اللهم إلا في فترة الثورة السورية فقد “ركب” حزب التحرير موجة العداء الشعبي السوري لإيران، وحتى ركب أيضا موجة العداء الشعبي للاخوان ليكون هو “الاحتياط رقم 2” لإيران اذا سقطت تماما ورقة الإخوان المسلمين في كونهم “الاحتياط رقم 1” للوجود الإيراني المباشر في سوريا.
أين يوجد حزب التحرير في سوريا؟ لا يمكن ملاحظته بسهولة لأنه حزب سري نخبوي يهتم بانتشار أفكاره أكثر من زيادة عدد أعضائه، وهو يحاول الآن التغلغل فكريا، خاصة في قيادات الجيش الحر لنشر الأفكار المتطرفة بينهم، ومن أبرز أفكاره هي الدعوة للخلافة الإسلامية فورا ورفض الدولة التعددية، وله أفكار أخرى متشددة شبيهة بأفكار تنظيم القاعدة، على رأسها فكرة بعثية تقول بأن الغرب هو العدو الأول والشيطان الأكبر، وتهدف الفكرة منع الثورة السورية من الاستفادة من أي تدخل عسكري أو أي تسليح محتمل للجيش الحر.
وهو من أسباب انتشار راية القاعدة البيضاء أو السوداء في بعض مظاهرات الثورة السورية وبعض كتائب الجيش الحر، وهذه أبرز علامة دالة على وجوده، ويجب على الفور التخلص من هذه الأفكار الهدامة التي لا تتفق مع الإسلام الحقيقي الوسطي المعتدل، وهي أفكار مشبوهة خطيرة جدا على الثورة السورية وعلى كل الأمة.