اليوم يكتمل عام كامل على الغزو الروسي بزعامة الديكتاتور السفاح بوتين لأوكرانيا.
في هذه الحرب يستطيع كل ذي عينين أن يرى أن العالم ينقسم بين الشرق الذي تحكمة الشيوعية (بمختلف أسماءها)… وبين الغرب الديمقراطي الذي يدافع عن الإنسان وحقوقه. محورين واضحين لا لبس بوجودهما وصدامهما.
وللتذكير، فقد تم خلال هذا الغزو مسح مدن بأكملها، فقد تم تدمير أكثر من 50% من البنية التحتية الأوكرانية، وتدمير الزراعة – التي كانت تغذي الكثير من دول العالم – في أوكرانيا، وتحول الملايين من الشعب الأوكراني الى لاجئين في دول العالم، إبادات جماعية لآلاف من المدنيين الأوكرانيين، والمجزرة البربرية لم تنتهي بعد.
روسيا التي خسرت أكثر بكثير من نصف مليون قتيل وجريح، وخسرت أكثر بكثير من نصف آلياتها ودباباباتها وسفنها وطائراتها ومعداتها العسكرية، استعانت في هذه الحرب بكل أنواع الإرهابيين من حول العالم: عصابات فاغنار، عصابات قاديروف، عصابات بشار الأسد البعثية، عصابات الدونباس المتطرفة الانفصالية، عصابات إيرانية، عصابات مرتزقة من آسيا وافريقيا واوروبا وأمريكا اللاتينية!
في نفس الوقت فإن روسيا تستعين بإيران وكوريا الشمالية والصين وبيلاروسيا وكل الدول المارقة حول العالم لتزويدها بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة والصواريخ بما في ذلك الوقود لاستمرار هذه الحرب!
إن الدعاية الروسية الدجلية تقول: الغرب هو المشكلة، وغدا سنرفع العلم الروسي (السوفياتي) في برلين!
ونحن نقول: لا يمكن إن نقبل عودة العالم الى ثقافة قرون استعمارية مضت عندما كان القوي يأكل فيها الضعيف، وتُمسح بلاد بأكملها، وتباد جماعات وأمم وتختفي تماماً بسبب أن جيرانهم لا يوافقونهم الرأي! أو لا يقبلون بهم جيراناً على الاطلاق!!
فكيف ومن يقود الحملة الجديدة على أمم العالم الضعيفة اليوم هم أشرس المجرمين عبر التاريخ وهم الشيوعيون الذين يحملون عقيدة “الدجل والإرهاب” والذين يرفعون اليوم شعارات مختلفة دينية ووطنية وقومية ويسارية ويمينية؟ أكيد أن الوضع سيكون أكثر بشاعة مما نتخيل.
إن دعم شعوب العالم الضعيفة بداية من أوكرانيا وليس انتهاءً بسوريا يجب أن يكون واجبا استراتيجيا لدول العالم المتحضر.
منذر العربي