النشرة الجوية والطاقة الإيمانية
يهتم العالم اهتماما كبيراً بالنشرات الجوية في خطوة منه للتنبؤ بحالة الطقس اليومية والأسبوعية، وذلك للاستعانة بها في أداء واجباتهم وأعمالهم ورحلاتهم اليومية… وهذا الأمر من الأخذ بالأسباب المشروعة للاستعانة على متاعب واحتياجات الحياة الدنيا.
فتجد انّ النشرات الجوية تتكرر يومياً مرات ومرات في التلفزيونات والقنوات الفضائية والاذاعات والنشرات والصحف اليومية وغيره، وذلك لتحقيق مصالح دنيوية، أو للتحذير من وقوع مخاطر تصيب جسم الإنسان أو بعضاً من ممتلكاته.
في حين، نجد أن الحديث الديني الذي يهم كل شخص في دينه ودنياه يخلو من وسائل الاعلام العالمية بشكل لافت مقارنة بالنشرات الجوية علما بأن الحاجة اليومية إليها أشد وأعلا وأسمى من حاجة الشخص الى النشرات الجوية اليومية، وذلك لأن الكثيرين لا يبالون أصلا بمتابعة النشرات الجوية لأجل ممارسة اعمالهم، والبعض الآخر اهتمامهم بها لا يذكر، واحيانا.
العبرة:
▪من سوء الطالع اهتمام العالم بما هو دون عمّا هو أسمى وأبقى.
▪الدعوة لنشر رسائل إيمانية في وسائل الإعلام المختلفة وتكرارها يومياً على غرار النشرات الجوية.
القدر الكوني والقدر الشرعي
العلاقة بين القدر الكوني والشرعي واضحة في كتاب الله في عشرات المواضع.
قال تعالى: { فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ♡ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ }.
فالله تعالى أمر السماء والأرض لإغراق قوم نوح حين اختاروا الكفر وكذبوا الرسل.
كما في سورة (الفرقان، آية – 37): (وَقَوْمَ نُوحٍۢ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَٰهُمْ وَجَعَلْنَٰهُمْ لِلنَّاسِ ءَايَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا).فاستجابت السماء والأرض لإمر الله، فالله تعالى هو الخالق المدبّر المتصرف في الكون.
وقال تعالى:
(ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).
التنظير لدى البعض سهل…
لكن عند الجدّ الأمر مختلف تماماُ.
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).
جاء في تفسير الطبري… قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية نـزلت في قومٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد آمنوا به وصدقوه قبل أن يفرض عليهم الجهاد، وقد فرض عليهم الصلاة والزكاة، وكانوا يسألون الله أن يُفرض عليهم القتال، فلما فرض عليهم القتال شقّ عليهم ذلك، وقالوا ما أخبر الله عنهم في كتابه.
من أوجه المشاركة السياسية الشعبية
تقول الصهيونية بشأن خوض مغمار السياسة وتشكيل الأحزاب والجماعات الثورية:
(…. ونحن انفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الاممية) الثالث عشر.
لذا، نجد ان السبئية بدأت صراعها مع الامة من خلال باب سياسي يقوم على منازعة الأمر أهله، تلاهم في ذلك الرافضة والخوارج.
ثم جاء ماركس وانجلز فقررا النظرية الثورية لاجتياح العالم كما في دستورهم البيان الشيوعي. فأطلقوا شعار يا عمال العالم اتحدوا.
الحركات الثورية الإرهابية المعاصرة
يعتبر الشرق هو المُبرمِج والمُوجّه الأكبر للحركات الثورية الإرهابية المعاصرة، سواء اليسارية منها أم اليمينية، ثم استخدمها ونَشَرها ودعمها في عدد من الدول المستهدفة لبسط نفوذه، وخاصة بعد سياسة البيروسترويكا السوفيتية عام ١٩٩٠، حيث تظاهر بعدها بمحاربتها كذباً وزوراً لأجلل شرعنة أهدافه التوسعية وتبريرها أمام العالم، كما حصل في الشيشان وسوريا وليبيا وغيرها، أما في العراق واليمن ولبنان فبالتعاون مع إيران الخمينية الستالينية.