(الحاكمية لله) هو في أساسه مصطلح ومفهوم إسلامي، بل يُعدّ من خصوصيات الإسلام. هذا المصطلح حين فهمه البعض منا فهماً بعيداً، وتأولوه تأويلا فاسداً، وخصّوه فقط بالتشريعات السلطانية من دون المدنية والمجتمعية، وحكموا على كل من حكم بغير ما انزل الله فيما ـ يتعلق بالأحكام السلطانية ـ بالكفر البواح المخرج عن الملة بغض النظر عن توفر الشروط وانتفاء الموانع، فإنهم بفهمهم هذا قد خالفوا منهج السلف الصالح من جهة، وانبثقوا من الطرح اليساري من جهة أخرى، فأدى بهم هذا الفهم الباطل إلى القول بحتمية الاصطدام بالسلطات التي كفّروها.
وهذه الفكرة، فكرة الاصطدام القائمة على الفهم المغلوط للنصوص، والمتأوّلةِ تأويلاً فاسداً، والبعيدة عن فهم السلف الصالح، جاءتنا من النظرية الماركسية القائلة بـ (حتمية سقوط الرأسمالية)، والتي هي في أساسها قائمة على نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ، هذه النظرية القائمة على قانون التضاد، أو التناقض الذي استخدمه الماركسيون وهم يعلمون أنه كذب، واستخدموه لإسقاط الأنظمة الإسلامية والغربية الديمقراطية جميعها لبسط نفوذهم على العالم، لتحقيق مملكة داود العالمية الصهيونية التي تتمثل بسيطرة الشيوعية على كل العالم.
بهذا نكون قد أدركنا أصل وأساس الانحراف الذي وقع فيه بعض شبابنا المسلم. فقاتلونا بهذا الفهم المغلوط، فأضروا بنا، ونفعوا به الأعداء. لذا تجد أن (الماركسية والصهيونية العالمية) تدعم هذه الأفكار وتوجهها لصالحها ضد الأنظمة السنية المعتدلة، والدول الديمقراطية الحقيقية، لكن إذا انتقلت الفكرة عن غير قصد منهم لإسقاط الأنظمة الاشتراكية كالنظام السوري عارضوها بكل أشكال القوة وبالفيتو!!