المُستغفَل : المغفل الذي يحاول المستحمِر الركوب عليه لتحقيق غاياته المجرمة
المُستغفِل: المجرم نفسه!
علمنا التاريخ أن الصهاينة والاشتراكيين عندما يفتعلون انقلابا او ثورة ضد الحكم الملكي أو الديمقراطي الذي يواجه عبودية وبربرية الصهيونية الاشتراكية، يقومون بتسليم واجهات من الحكم كالرئاسة او الوزارات المدنية لبعض الاحزاب الدينية او الديمقراطيين او بعض القوى الليبرالية البلهاء التي تلتهي بحفنات من الشعارات وتترك المجال واسعا لسيطرة الاشتراكيين على الحكم.
بينما يبدأ الاشتراكيين منشغلين بتفعيل حكومتهم ذات المعطيات المخفية للسيطرة على الامن والجيش ووزارة الداخلية والمخابرات، هذه الحكومة التي تدار فعليا من موسكو وتل ابيب عبر خبراءهما الفكريين والامنيين والشعاراتيين.
وهذا ما حصل في روسيا ومصر وكوبا والعراق وليبيا وافغانستان وسوريا وايران وغيرها في ثوراتهم الملعونة على الملكيّة والديمقراطية من قِبل الضباط الاشتراكيين الاشرار.
ثم يضربون “صحبةً” مع القوى الديمقراطية والدول الغربية حول العالم هادفين ان لا يكسبوا اعداءً جددا لغاية ان يمتلكوا زمام الأمور، مثل زيارات القذافي وكاسترو وحافظ الاسد للغرب بُعيد سيطرتهم على الحكم، انها زيارات “تهدءة اعصاب” تسودها الشعارات عن الديمقراطية واحترام الحقوق والعمل مع العالم “للتقدم” الذي كان ممنوعا!!
ويبقى الوضع كذلك حتى يتمكن اليساريين من مفاصل الدولة العسكرية والامنية، ثم ينقلبون على كل شئ!
ينقضّون على المسيحانيين والاسلامويين الذين ضحكوا كثيرا لـ “نصر الله” الذي حل!! ويودعونهم السجون!
ويرفسون الاغبياء الليبراليين الديمقراطيين الذين صدقوهم وصفقوا لهم بحماس ويطردونهم مشردين من البلاد!
ويديرون اقفيتهم للغرب خالعين سراويلهم قائلين لهم: باي باي ديمقراطية غبية!!
وتبدأ تطبيق العقيدة الاشتراكية التي تتلخص بكلمة واحدة: العبودية!
فيوجدون الاله الذي لا يأتية الباطل بزعمهم على أكوام من جثث الرفاق، ويصبح البشر معها عبدا فكريا وماديا ومرددا لشعارات كاذبة ظاهرها الحرية والقومية والانسانية والعدالة الاجتماعية، وباطنها الدجل والسرقة وهضم الحقوق وقلب المعاني! وينهمك الفرد فلاحا وعاملا جائعا بدجليات تاريخية و”علمية” تفتقد لادنى درجات العلم وقوانينه!
وتعلق المشانق الثورية وتُؤسس المعتقلات الجماعية المفتوحة!! يعيش فيها ما كان يسمى ببني آدم في احد الاقبية الرائعة الجامعة لكل البشر من كل مكان وزمان ومفصل، يعيشون سويا حياة أخوية نادرة النظير لمدد تتراوح بين 30 و 40 عاما ليدجَّنوا فيها تدجينا فكريا مريعا تحت التعذيب الثوري الممنهج!.
ثورات اليوم
اليوم تعود بعض هذه الثورات باسم “الربيع” لتحل ببلاد العرب.
وكما حصل في تونس ومصر يُجر الاسلامويين الى حفرة عميقة تحت شعار “الخلافة” والحكم الاسلامي، مع أن القادة الحقيقيين لهذه الثورة هم اشتراكيين!! اعداء للاسلام واعداء للديمقراطية! فهل سيفهم الفرحان “بالنصر الالهي” بأن المستحمِر يحاول جره الى حفرة العبودية بإقامة العلاقات مع إيران وروسيا؟ وأن عليه تطبيق الحرية والديمقراطية الحقيقية الواعية المسؤولة ويبتعد عن إيران وروسيا والزمر الاشتراكية.
وهل سيفهم أبطال الثورات الشعبية ضد الأنظمة الاشتراكية في ليبيا وسوريا ان عليهم ان يبدأوا بتغيير ما في الانفس من سلبيات دينية وفكرية و بأن ثوراتهم الطاهرة يجب أن لا تدنّس بأصحاب الايديولوجيات الثورية الدموية وزماميرهم من ابناء أفكار التكفير وحزب التحرير والخزعبلات الخمينية؟!
هل سنفهم ان هؤلاء ان عادوا فمعناه انه البربرية والقمع والمجازر والسجون والتشريد سيعود ولو بعد حين؟!
اللهم اني داعٍ فأمّنوا: ربنا دبّر لنا فإنّا لا نحسن التدبير! واجعل يا رب هذه الثورات خيرا على أمتنا رغم أن الأعداء أرادوها كلمة حق أريد بها باطل، اللهم أيقظنا لنجعلها رغم أنوفهم كلمة حق أريد بها حق.