وجّهَ الرئيس الأوكراني (اليهودي)، فلاديمير زيلينسكي، العرب والمسلمين بطريقة استخباراتية ثورية ذكيّة للتعاطف مع روسيا، بقصدٍ أم دون قصد، حين…
▪طلب العون من الاحتلال الإسرائيلي ومن أثرياء اليهود.
▪خاطب الكنيست الإسرائيلي بأن ما تواجهه أوكرانيا حاليا من تهديد، يشبه ما تواجهه إسرائيل.
▪قال أن سقوط أوكرانيا سيضر بيهود العالم.
▪دعى يهود العالم لعدم الصمت.
▪اختار القدس مكاناً للمفاوضات مع روسيا.
كل هذه التصريحات الملفتة للنظر، المتكررة والمتكررة والمتكررة، من اليهودي زيلينسكي، وغيرها تدلّ على العلاقة القوية بين أوكرانيا وإسرائيل، ومن الطبيعي أن تؤدي إلى التأثير على العرب والمسلمين سواء كانوا في معسكر اليمين أم في اليسار، وذلك مع التكرار وانقضاء الزمن، إلى الانضمام للحلف الشرقي الروسي، أو تأييده على الأقل. كما ساهم في ذلك أيضاً تصريح رئيس وزراء الاحتلال نتياهو نفسه في أول يوم من الحرب دعمه لأوكرانيا ضد روسيا، حيث أدى إلى توجّه العرب للتعاطف نحو روسيا.
أي: أن هذه التصريحات أعلاه من زيلينسكي ومن نتياهو قد تدفع بعض الأنظمة العربية والإسلامية غير اليسارية (محور الاعتدال) لتأييد روسيا، كما ستعزز من تأييد الأنظمة العربية اليسارية (محور المقاومة) لروسيا. وكذلك الشعوب العربية بالمجمل ستتوجه بالعاطفة نحو روسيا.
مكمن الخطر:
مارست روسيا سياسة الأرض المحروقة، واإابادة الجماعية، التي نالت من المدنيين وأصابت أهدافاً مدنيةً في أوكرانيا، مما دعى العالم الغربي للحديث عن محاكمة بوتين بسبب هذا الإرهاب والإجرام، بل وصف الرئيس الامريكي بايدن بوتين بأنه (مجرم حرب).
هذا وغيره ذلك من الانتقادات والقرارات التي ستُصنف روسيا كدولة إرهابية، مما سيكون له أثر سلبي على كل من سيتعامل معها مستقبلاً، أو لا زال يتعامل معها، وخاصة من العرب والمسلمين، وخاصة الخاصة الدولة العربية السنيّة المعتدلة، وخاصة خاصة الخاصة هي السعودية.
بالتالي، فسيتم تسليط المزيد من الضوء على علاقة السعودية بروسيا وبالصين، ومراقبتها أكثر وأكثر وأكثر من قبل الإعلام ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان داخل الغرب بكافة توجهاته اليمينية واليسارية، مما سيساهم مستقبلاً بوصف السعودية بالدولة الإرهابية من قبل الغرب نفسه، وبتوجيه كبير من الأصوات واللوبيات الصهيونية والشرقيه فيه.
وهذا الأمر إذا استمر لعقد أو عقدين، فإن نهاية النظام السعودي، ستكون أقرب مما يمكن تصوره، ما لم يتنبه النظام السعودي إلى السيناريو الخطير هذا، فيعمل على تجنّبه بالحكمة قبل فوات الأوان. خاصة أنه سبق حدوث…
▪ اتهام ولي العهد بدم خاشقجي.
▪واتهام السعودية بهدم البرجين.
▪واتهامها بقتل المدنيين في اليمن.
▪واتهامها بأنها دولة لا تراعي حقوق الإنسان، وتكمّم الافواه.
▪وتمارس الإعدامات بالجملة.
▪وتدعم الإرهابيين الدواعش.
إلى آخر تلك القائمة من الاتهامات الدجلية، وغيرها مما قد يأتي مستقبلاً، ما قد تؤدي مجتمعة إلى غاية وهدف واحد، وهو تصنيف السعودية رسمياً على أنها دولة إرهابية أو راعية للإرهاب، ومن ثم التعامل الدولي معها على هذا الأساس، وبالتالي ستكون هي الضحيّة التالية.
اللهم رُدّ كيدهم في نحورهم، واحفظ الدول العربية السنية من مكرهم.
٢٢/٣/٢٠٢٢
عدنان الصوص