الإباحية في العقيدة الشيوعية ونظرية (كأس الماء)

يقول الأستاذ محمود القاسم في كتابه غير المنشور (حزب التحرير) وهو يُعرض موافقات حزب التحرير لقواعد لينين والماركسية: منها قاعدة (البرشمة)، أو (خطوات الشيطان)، ما هي (البرشمة)، وما علاقتها بنظرية (كأس الماء) في الإباحية اللينينة؟

يقول:

ومن الأساليب الفعالة التي يطبقونها عندما يقفزون للسلطة (أي: الماركسيون)،،، أسلوب “البرشمة” وهذه التسمية من عندي (المؤلف) أخذتها من قول أكرم الحوراني: “الشيوعية ما عَمْ يقبلوها، عَمْ نعطيهم إياها برشامة ورا برشامة”.

فعندما يسطو حزبٌ ماركسي ذو اسم معيّنٍ على الحكم في إحدى الليالي المظلمة، يتظاهر بمحاربة الحزب، أو الأحزاب الماركسية التي تحمل أسماءً أخرى، وخاصة منها التي كانت غير مقبولةٍ في المجتمع، كحزب البعث الذي صار، في أول أمره يتظاهر بمحاربة الحزب الشيوعي، وكجمال عبد الناصر الذي تظاهر أيضا بمحاربة الشيوعية، ووضع بعضهم في السجن لأسابيع ولأشْهُر، وصار يشتم خروتشوف، وخروتشوف يشتمه، وبذلك اطمأن كثير من اللاماركسين إلى أن النظام غير ماركسي، وبعد ذلك، صار البعثيون في سورية والعراق يحقنون الناس بالماركسية (برشامة ورا برشامة)، وكذلك صار الشيوعيون في مصر، وفي الجمهورية العربية المتحدة، يحقنون الناس بالماركسية (برشامة ورا برشامة).

ومن التطبيقات الشيوعية لهذه لقاعدة البرشمة قصّة قانون: “كأس الماء” الذي أصدره لينين في الأسبوع الأول من استلامه السلطة مع جملة كثيرة من القوانين التي سماها بعضهم “قوانين لينين”. ومخلص قانون “كأس الماء” أن الإنسان إذا عطش وكان أمامه كأس ماء، فإنه يتناوله ويشربه، وكذلك الجنس، فهو مثل كأس الماء، فإذا شبِقَ المرء وكان أمامه شخص من الجنس الآخر، فإنه يفرغ شبقه معه.

وقد انفجر استهجان المسلمين والمسيحيين لهذا القانون البذيء الذي كان أول قانون إباحي بعد العصر اليوناني القديم، والذي ظهرت في أواخره قوانين مشابهة، وأثارتها الصحافة الغربية ضجة مدوية ضد الشيوعية،،،

فأسرع لينين إلى إلغائه، وصار الماركسيون يحقنون به الناس في الاتحاد السوفياتي وفي العالم “برشامة ورا برشامة” حتى وصلت المجتمعات البشرية إلى الإباحية التي أخذت تغشى الناس في هذا الوقت، وستغشى أكثر وأكثر.

وكان القانون الإباحي الثاني في هذا العصر، هو القانون الذي صدر في فرنسا سنة 1936م عندما سيطر الماركسيون على المجلس النيابي وعلى الحكومة برئاسة ليون بلوم (اليهودي)، وكان المجتمع الفرنسي قد حُقن بالإباحية بدرجة كافية لقبول أكثر الفرنسيين هذا القانون، وكانوا قد حُقنوا به “برشامة ورا برشامة”.

وفي بلادنا تُبرشِم الماركسية الناس في السعودية “نصف برشامة ورا نصف برشامة” وفي غيرها من البلاد اللاماركسية “برشامة ورا برشامة” وفي البلاد المتمركسة “برشامتين ورا برشامتين” وفي العراق “ثلاث برشامات ورا ثلاث برشامات”.

انتهى النقل من كتاب (حزب التحرير).

كما نقلت لنا الماركسية الشيوعية الألمانية (كلارا زيتكين) تحت عنوان: (لينين و المسألة الجنسية) حواراً طويلاً دار بينها وبين لينين نفسه، نشر في الحوار المتمدن، جاء فيه اعتراف لينين بنسبة نظرية كأس الماء للشيوعية: “إنني اعتبر نظرية “كأس الماء” المشهورة في الماركسية مضادة للمجتمع”.

ويقول: “أنت تعرفين بلا شك النظرية المشهورة القائلة أن تلبية الغرائز الجنسية والحاجة الى الحب لن تعدو في المجتمع الشيوعي أن تكون أكثر من أمر بسيط تافه كاجتراع كأس من الماء. إن نظرية “كأس الماء” هذه قد جعلت شبيبتنا مستكلبة، مستكلبة بالمعنى الحرفي للكلمة”.

لاحظ هنا أن لينين صار ينتقد هذه النظرية للفضيحة التي لحقت بالشيوعية في العالم نتيجة نظرية (كأس الماء) الإباحية.

وهذا اعتراف آخر بأن هذه النظرية مشهورة بين الشباب الشيوعي:

“يجب أن تكون على دراية بالنظرية الشهيرة القائلة بأن إشباع الرغبة الجنسية، والحب، في المجتمع الشيوعي، سيكون بسيطًا وغير مهم مثل شرب كوب من الماء. لقد جعلت نظرية كأس الماء شبابنا مجنونين تمامًا” “كلمات لينين الخاصة”. (الجزء الثاني: في قضايا الجنس والمرأة والشباب والتعليم والأخلاق) 4. الجنس والحب.

وكذلك يقول MICHAEL HARDT:

“في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، ناقش الثوار السوفييت نظرية كأس الماء للجنس، وهي نظرية تُنسب على نطاق واسع إلى كولونتاي، تقول النظرية إن ممارسة الجنس لا ينبغي أن تكون أكثر تعقيدًا أو إشكالية من شرب كوب من الماء. ومع ذلك، فإن نظرية كأس الماء، على الرغم من بساطتها، أثبتت صعوبة فهمها على الكثيرين”.

وغير ذلك من الأدلة. وما سبق نستدل على تراجع اللينينة عن الإقرار بنظرية (كأس الماء) بخصوص العلاقات الجنسية، كان تكتيكاً وليس محاربة لها.

عدنان الصوص
18/3/2022

Scroll to Top