إن التدخل العسكري ليس شحاذة ولا تسول ولا استجداء، فنحن لا نعيش في العصور القديمة ولا الوسطى، هناك قوانين في الأمم المتحدة تفرض الحق للشعوب في الحصول على التدخل العسكري ضد الإبادة الجماعية برغم وجود فيتو، وهو أيضا أمر واجب على الدول الكبرى، وهو قانون “متحدون من أجل السلام” أو المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
إذا كنا قد التزمنا بالانضمام للأمم المتحدة والقبول بهذه بعض القوانين، فإن هذا يعني أن من حقنا أن نستفيد من القوانين الإيجابية، على الأقل مقابل القوانين السلبية، وبما أنه يوجد فيتو روسي وصيني فلا فائدة من التوجه لمجلس الأمن، والحل يكون بالطلب من الدول الكبرى الغربية مباشرة بالتدخل العسكري الجوي لحماية الشعب السوري، وهذا حق لنا حسب القانون الدولي، ولا يموت حق وراؤه مطالب.
أما تسليح الجيش الحر فقط فهو أيضا أمر جيد، لكنه قد لا يكفي من ناحية الأخذ بالأسباب المادية، لأنه يطيل أمد المعارك لسنوات، وقد يؤدي لتحويل كل سوريا إلى بلد مدمرة مثل بابا عمرو كما حصل في معظم مدن ومناطق أفغانسنتان في ثورتهم ضد الاحتلال السوفياتي الشيوعي. ولهذا فإن التدخل العسكري حق لكل الشعوب لحمياتها من الإبادة الجماعية، ولا يموت حق وراؤه مطالب.
وأقول دائما، وبعد التوكل الكامل على الله، والتأكيد على مقولة ما لنا غيرك يا الله، إن الغرب حاليا ليس هو عدو الشعب السوري، بل هو عدو النظام، وعدو عدوي صديقي، ومن يقول إن الغرب متواطئ، فهو يريد الإيقاع بيننا وبين الغرب لنخسر الاستفادة من الاستعانة بضربات الناتو التي ربما لا يسقط هذا النظام إلا بها، والأخذ بالأسباب المادية واجب كي لا نكون متواكلين.
لقد كان تخاذل الغرب سببه الضغط الصهيوني الهائل وغير المسبوق عليهم لإبقاء بشار، لأن بشار ليس مجرد حامي حدود عادي، بشار هو مندوب الاحتلال الإسرائيل في أرض سوريا المحتلة، وهو أيضا محافظ إيران وروسيا، إن حزب البعث الصهيوني قد جعل سوريا محافظة إسرائيلية.
إن التدخل العسكري ضروري جدا أيضا لأن الجيش السوري الحر غير متكافئ مع كل هذه الجيوش الأسدية والبعثية والإيرانية والحزبللاتية والعراقية الشيعية والروسية والصينية.
فلنتق الله ولا تقولوا لا نريد تدخلا عسكريا، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.