منذ أسبوع استضيف الكاتب السياسي صالح القلاب على برنامج بانوراما العربية، وتكلم بثقة بأن نهاية القصة قريبة وأنه لا مزيد من المهل أبدا، لقد كان يتكلم بثقة وكأن لديه معلومات، وقال بأنه إذا طبق بشار خطة عنان فسوف يسقط فورا بنزول الملايين للساحات، وإذا لم يطبقها فهناك عمل عسكري ضده بقرار من مؤتمر أصدقاء سوريا في تركيا، فسألته المذيعة إذا كانت هذه معلومات عنده أم هي توقعات؟ فقال إن الأمور واضحة مما نرى من حراك دولي.
طبعا من المعروف أن الرجل وزير أردني سابق ولا يتكلم من فراغ، كما يتطابق هذا الكلام مع توقعات كثيرة من عدة أشهر أحدها مقابلة مع مسؤول في CIA بأنه توجد عدة مهل للنظام بسبب شدة ضغط إسرائيل مقابل أنه اذا لم يقضي بشار بعد شهر إبريل على الثورة فهناك عمل عسكري ضده وراءه امريكا.
وبالعودة لموضوع ساعة الصفر… هنا قد توجد مشكلة، فقد يكون فيها مهلة جديدة!! كيف؟؟
عندما تفشل مهمة عنان وقبل أن تبدأ دول اصدقاء سوريا بالعمل العسكري ضد النظام، هنا إذا بدأت ساعة الصفر، عندها قد تضغط اسرائيل مجددا قائلة للدول الغربية انتظروا… دعونا نرى ساعة الصفر ماذا سينتج عنها، فإما أن يسقط الشعب السوري والجيش الحر في مجازر كبرى، خاصة أن النظام أيقن أنه ساقط لا محالة، فلم يعد يهتم بضبط المجازر وتقليل عدد القتلى، وطبعا لأن ميزان القوى مع النظام لا يزال أكبر من الثورة والجيش الحر بكثير، وإن ما كان يمنع النظام من المجازر الكبرى هو خوفه من ضربة عسكرية، ولأن هذه الضربة قد أصبحت مؤكدة فلم يبقى عنده شيء يخاف منه.
وإما أن يكون هناك تسليم للسطلة من قبل النظام وليس من قبل بشار شخصيا، في هذه الساعة بالاتفاق مع روسيا وإيران، فيتم تسليم الحكم للاخوان المسلمين ممثلين في مجلس غليون ويتم اعتبارهم أبطالا أنقذوا الثورة في آخر لحظة!! ويقوم كبار الضباط من خارج الحلقة الضيقة المحيطة بالانقلاب على بشار وحلقته الضيقة، طبعا بدعم من روسيا، وحتى ربما تشارك وحدات الجيش الروسي في إنجاح ساعة الصفر هذه، لا أستبعد ذلك، ليس لسواد عيوننا، وليس لتكفير جريمة الفيتو والتسليح الروسي، ولكن لوضع بديل عن بشار يحافظ على النفوذ والاحتلال الروسي والإيراني، وبطريقة مسرحية أكشن، بحيث تجعل الشعب راضيا بهم سواء عن انخداع بهم أو عن اضطرار بالقبول بهم للخروج من حالة الانسداد الحالية، ثم يتم تنظيم انتخابات هزلية بمراقبين دوليين منحازين مثل الدابي وعنان، ويفوز غليون أو عضو آخر طبعا ليس بنسبة 99%، هذه المرة يجعلوها بنسبة معقولة، مثلا 55% مثل الانتخابات التي فاز فيها الرئيس شافيز الشيوعي في فنزويللا بنسبة معقولة.
إن هذا الكلام الذي هو توقع محتمل، لأنه يبدو أن من يقف وراء ساعة الصفر هم الإخوان المسلمين والمجلس الوطني بشكل رئيسي، فأول من تحدث بها بحسب علمي كانت هي قناة سوريا الشعب المحسوبة على الإخوان المسلمين.
مع ملاحظة أنه قد سبق حصول شيء مشابه تاريخيا لموقف روسيا من الحكومة الشيوعية التي كانت في أفغانسنتان، فقد طلبت دعما عسكريا من الاتحاد السوفياتي للقضاء على الثورة الجهادية، فجاءهم مدد عسكري سوفياتي على أساس أنه لإنقاذهم، ولكنهم خدعوهم وتخلصوا منهم لصالح جناح آخر في الحزب الشيوعي، فأنقذت روسيا الحكم الشيوعي بشكل عام وليس ذات الحكومة الشيوعية التي طلبت الدعم.
والله أعلم.