الصين الشيوعية واستخدام تكنيك الرأسمالية

بغض النظر عن دوافع البعض بل كثير من المثقفين حين يزعمون بأن الصين الشيوعية لم تعد شيوعية، وأنها باتت رأسمالية أو ليس لها من الاشتراكية إلا الاسم فقط بحجة انفتاحها الاقتصادي المُقنّن والاستفادة من تكنيك الرأسمالية، فلن أتطرق لهذه النقطة كونها تدور بين الادّعاء المقصود لأجل التضليل من البعض، أو الجهل بحقيقة الاشتراكية وقواعد لينين كما هو ملاحظ عند الأكثرية.

وخير ما أقدمه هنا هو أقوال المنظرين في الشيوعية وعلى رأسهم، لينين نفسه الذي قَعّد الماركسية وطوّرها، فقدّم وأخّر، وأضاف وشطب أو أجّل، مما أدى الى تسمية مبادئه بالماركسية اللينينية.

فمن القواعد التي أرسى لينين أسسها قاعدة: (يستحيل تحقيق الاشتراكية دون استخدام خبرات الرأسماليين). وهذه القاعدة التي استعانت بها الصين الشيوعية، بل وروسيا الاتحادية الحالية، أنقلها لكم عن كتاب: (حزب التحرير) للمؤلف محمود عبدالرؤوف القاسم رحمه الله ذكرها تحت عنوان: (قواعد خاصة بالماركسيين).

يقول لينين: “إن الاشتراكية لتستحيل دون تكنيك الرأسمالية الكبير الموضوع وفقاً لآخر كلمة العصر الحديث “. أ.هـ ( لينين، مختارات، ج3، ص167، 181)

ويقول: “…يستحيل تحقيق الاشتراكية دون استخدام ما توصلت إليه الرأسمالية الكبيرة جداً من منجزاتٍ في حقل التكنيك والثقافة… كلا، لا يستحق اسم الشيوعي إلا ذاك الذي يفهم أنه لا يمكن إنشاء أو تطبيق الاشتراكية دون التعلّم على يد منظمي التْرُوسْتات… لا نستطيع أن نأخذ من أي مكان كان فن تنظيم الانتاج الكبير جداً على غرار التروستات… إلا إذا أخذناه من أكفأ اختصاصي الرأسمالية ” أ.هـ ( لينين، مختارات، ج3، ص167، 181)
(التْرُوسْت: كل مشروع كبير مشترك).

يقول محمود القاسم رحمه الله تعليقاً على ما نقله:
“نرى أن لينين، في مقولته هذه التي تتكرر كثيراً في كتبه، فقد نسف نظرية “فضل القيمة” نسفاً، لقد اقتلعها من جذورها، لأن نظرية “فضل القيمة” تجعل قيمة السلعة هو كمية العمل الذي يقوم به العامل لإنتاج السلعة (لا غير)، وأن ربّ العمل الرأسمالي يعطي العامل جزءاً من قيمة عمله الذي قدّمه في إنتاج السلعة، ويأخذ الباقي الذي هو “فضل القيمة، أو فائض القيمة” لنفسه.
لكن قاعدة لينين هذه أتت إلى ما سمّوه “فضل القيمة” فاستولت عليه كله، ولم تكتف بذلك، بل اقتطعت أيضاً جزءاً من الجزء الذي كان رب العمل الرأسمالي يعطيه للعامل.

ونرى لينين يعترف اعترافاً صريحاً وبإصرار على أنه يستحيل أن تسير أمور الصناعة بعمل العمال وحدهم، وهذا يعني أن قيمة السلعة ليست كما قالوا إنها قيمة العمل الذي يقوم به العمال، بل هناك قيمة أخرى أكبر وأهم، هي قيمة الإدارة والتقنية والتنظيم… وغيرها، بالإضافة إلى رأس المال”. انتهى كلامه منقولاً.”

عدنان الصوص
16/2/2022

Scroll to Top