إن النظام السوري المحتجز لحركة التقدم الوطني ، والقاتل والمعتقل والملاحق والمحاصر لأبناء الشعب ، والكابت لحرياتهم ، والسارق لسلطتهم وثروتهم والمهيمن على كافة مؤسسات مجتمعهم المدني والأهلي ، هو النظام الجامد غير القابل للإصلاح والتحول الهيكلي ، نظراً لطبيعته البنيوية ، وجبلته القمعية الأحادية ، وعليه لا يمتلك سوى البقاء التام أو الانهيار التام دون أي سبيل آخر.
وتفادياً لحصول فراغ سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وإعلامي وأمني والبدء من المرحلة الصفرية ، عقب السقوط المفاجئ للنظام ، فإن الضرورات الموضوعية تفرض على السوريين جميعاً المبادرة الفورية لتأسيس سلطات بديلة للسلطات القائمة ، تضطلع بمهمة توفير احتياجات المواطنين أولاً، والعمل على تدمير النظام ثانياً ، والتأسيس لبناء النظام الديمقراطي المنشود ثالثاً وهي : سلطات سياسية – سلطات دفاعية – سلطات اقتصادية – سلطات اجتماعية – سلطات إعلامية – سلطات ثقافية ….
إن السلطات البديلة لسلطات النظام السوري ، والمكونة من أحزاب ومنظمات ومؤسسات وجمعيات وهيئات وروابط ولجان المجتمع الأهلي والمدني والزاحفة باتجاه طرد سلطات النظام والحلول محلها ، ستربك النظام من خلال خلق ازدواجية في السلطة معه ، ومحاصصته إياها ، وصولاً للسيطرة التامة عليها ، وذلك نتيجة تبني الثورة لاستراتيجية العصيان المدني السلمي ( إضراب الكرامة) باستخدام أدوات التغيير الوطنية الجديدة التي يمتلكها الشعب السوري بيديه وهي :
العصيان السياسي – العصيان الأمني – العصيان الاقتصادي – العصيان الاجتماعي – العصيان الثقافي – العصيان الإعلامي ……
ومن المعلوم أن نجاح الاحتجاجات الشعبية التظاهراتية في المرحلة الأولى من الثورة ، هي التي أوجبت ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية ألا وهي العصيانية التمردية ، من خلال تبني استراتيجية العصيان المدني ، لذا فقد كان نجاح المرحلتين السابقتين ، هو ما يفرض ضرورة تحقيق نقلة نوعية في النضال الشعبي ، حيث أن التمرحل الموضوعي العملي يتطلب البدء بتأسيس سلطات بديلة للنظام السوري المتصدع ، وعدم الاقتصار على العسكرية منها فقط ، لأن المعركة الوطنية الديمقراطية مع النظام السوري تشمل كافة المجالات الاقتصادية والفكرية والأمنية والاجتماعية والثقافية والإعلامية .
أما الموجبات الموضوعية لتأسيس السلطات البديلة فهي :
المساهمة في دفع الحراك الثوري للأمام ، والارتقاء به إلى المرحلة المتقدمة النهائية .
التقدم الظاهر الذي أحرزته الثورة الوطنية الديمقراطية الهادفة إلى إسقاط النظام .
تصفيح الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية ، نظراً للتعددية الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية ، التي يتصف بها المجتمع السوري .
بناء شبكات وطنية مستقبلية ، تحمي المجتمع من الانهيار والسقوط في الفراغ ، وانفلات المكبوت عقب انهيار النظام ، كون الكيان السوري في المرحلة الحالية لا يمتلك دولة ، بل سلطة عارية .
قيادة جموع الشعب المنتصر باتجاه إقامة نظام سياسي ديمقراطي، كنواة أولى لبناء دولة وطنية ديمقراطية مدنية ، حيث لا ديمقراطية دون مؤسسات.
ومن المعروف أن جميع الثورات الديمقراطية ضد الأنظمة الاستبدادية في العقود الماضية ، أبرزت الحاجة الماسة إلى إقامة مؤسسات مجتمع أهلي ومدني جديدة ، أو إحياء مؤسسات قديمة ، خلال اشتعال الثورة لتكون بمثابة أدوات ضغط على النظام من جهة ، وقيادة النضال الشعبي الديمقراطي من جهة أخرى .
ونرى لزاماً علينا التنويه إلى أن جميع مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني المطلوبة في المرحلة الحالية تحديداً ، هي مؤسسات غير أيديولوجية أولاً وغير مطلبية ثانياً ، ولا تستهدف أية مطالب اقتصادية أو اجتماعية أو فئوية ضيقة ، خاصة في الحالة الملتهبة التي تمر بها الثورة السورية التي تعتبر جميع التناقضات الداخلية أو الخارجية ، مهما علا صوتها تناقضات ثانوية ، وضرورة التركيز على الهدف الأساسي (القطب) ألا وهو : حل التناقض بين القوى الوطنية الديمقراطية الحداثية وبين القوى السلطوية المتخلفة .
إن العمل على إنزال السلطات البديلة لسلطات النظام السوري على أرض الواقع ، والتطبيق العملي لها ، يتطلب تأسيس روابط شعبية ميدانية ، تبدأ بإصدار بيانات تأسيسية تحدد مهامها الخدمية والوقائية لأبناء المجتمع الواحد ، مهما بدت صغيرة في البداية ، على مستوى الحي الصغير والمصنع والمنشأة والدائرة والمزرعة والعمارة والشارع ، لتنتقل فيما بعد على مستوى المناطق الجغرافية في المدن والأرياف والبوادي ، والقطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية ، والنشاطات الاجتماعية للذكور والإناث ، ولكافة الأعمار، للتنسيق فيما بينها ، والعبور معاً إلى البر الديمقراطي عقب إسقاط النظام ، ولتكون نويات أولية لتأسيس منظمات المجتمع الأهلي والمدني ،والتي لا تقوم للنظام الديمقراطي المنشود قائمة إلا بها وهي:
رابطة الحي – رابطة القرية – رابطة البادية – رابطة العشيرة – رابطة المدينة – رابطة الأسرة – رابطة علماء الدين – رابطة الثوار – رابطة دعم الثوار – رابطة دعم أسر الشهداء – رابطة دعم أسر المعتقلين – رابطة دعم أسر الملاحقين – رابطة دعم المحاصرين – رابطة مساعدة الفقراء – رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان – رابطة مساعدة المحاصرين – رابطة العمال – رابطة الفلاحين – رابطة المعلمين – رابطة الأطباء – رابطة الصيادلة – رابطة الصحفيين – رابطة الإعلاميين – رابطة الحرفيين – رابطة الطلاب – رابطة المهندسين – رابطة الموظفين – رابطة المحامين – رابطة الشعراء – رابطة الاقتصاديين – رابطة العمال العاطلين عن العمل – رابطة الخريجين – رابطة المستخدمين – رابطة الشباب – رابطة النساء – رابطة الفنانين – رابطة الفتيات – رابطة الضباط القدامى – رابطة الصيرافة – رابطة تجار التجزئة – رابطة المحاسبين – رابطة الموسيقيين – رابطة المحافظة على البيئة – رابطة رعاية الطفولة – رابطة رعاية المرضى – رابطة رعاية كبار السن – رابطة رعاية المكفوفين .
رابطة حماية الممتلكات الخاصة والعامة الموزعة على :
السدود – محطات الكهرباء – محطات المياه – الدوائر – المخازن- الجسور – الأفران – المدارس- الجامعات – المعاهد الدراسية – المكتبات العامة – صوامع الحبوب – المصانع – المختبرات – .
أيها الشعب السوري العظيم
إن النظام السوري نظام شمولي ( توليتاري) مطبق على كافة مناحي الحياة الوطنية منذ عدة عقود ، ومثل هذا النوع من الأنظمة من المتوقع انهياره بشكل كامل ومفاجئ ، نظراً لطبيعة بنائه فبادروا إلى تأسيس روابط مجتمعية ، تكون نواة لتأسيس سلطات بديلة للنظام السوري ، مهمتها حماية الوطن من السقوط في الفوضى والفلتان الأمني.
فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟