بعد فضيحة الفيتو الروسي والصيني ضد قرار مجلس الأمن بإدانة جرائم النظام البعثي في سوريا، خرج علينا اليهودي هنري كيسنجر ليحاول خلق بعض من المحبة لروسيا والصين في قلوب الشعوب العربية، وذلك بزعمه أن أمريكا سوف تتحالف مع إسرائيل في حرب عالمية ثالثة لإسقاط إيران وروسيا والصين، وتحتل إسرائيل سبع دول عربية ونفطية، وتقتل أكبر عدد ممكن من العرب!! فما هي الحقيقة وما هو الكذب والخداع في كلام كيسنجر؟ وهل حقا قيام حرب عربية غربية مشتركة ضد إيران سيؤدي إلى قيام إسرائيل باحتلال سبع دول عربية؟ أم ماذا كان يقصد بكلامه ليخدعنا نحو اتجاه آخر يريده؟
كيسنجر : سنحتل 7 دول نفطية :
“أكد هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق (89 عاما) وأحد أبرز أقطاب الصهيونية العالمية أن إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة التي سيتوجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.
وقال كيسنجر: لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وأضاف: إن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد «أصم»…”
عندما نأتي لتحليل هذه التصريحات، نأخذ بعين الاعتبار أن كينسجر لأنه يهودي صهيوني فهو في واقع الأمر لا يمثل في الحقيقة دولة أمريكا بل بشكل أدق يمثل اليهود والصهونية وإسرائيل في أمريكا، وبرغم التحالف بين أمريكا وإسرائيل فإن كلا منهما له أهداف واستراتيجيات مختلفة في نهاية الأمر، كما أن الدول الشيوعية والشرقية من روسيا والصين هي في حقيقتها دول يهودية وصهيونية في سرا، وعلى سبيل المثال فقد أسقطت الثورة السورية القناع عن كذب محور المقاومة عربيا وعالما، وفضحت حرص بشار الأسد وإيران وروسيا والصين على حماية حدود إسرائيل، وحماية الأسد لأنه ملك إسرائيل كما وصفته الصحافة الإسرائيلية.
ولهذا فإن الهدف من تصريحات كيسنجر هو إعادة تلميع وترويج روسيا والصين، ويحاول أن يدفعنا للتحالف مع روسيا والصين وإيران في هذه الحرب ضد أمريكا وإسرائيل، وإذا حصل هذا السيناريو تحديدا وليس الذي ذكره عندها فسوف تنجح إسرائيل في احتلال سبع دول في الشرق الأوسط، وليس على السيناريو المخادع وغير المنطقي الذي ذكره، وسبب ذكره للسيناريو المخادع لأنه عادة عندما تقول إسرائيل أو أحد الصهيانية شيئا فإننا نحن بحكم العداء معهم نفعل عكسه، وهذا جوهر الخدعة!!
أما أمريكا فهي دولة مكونة من تيارات متصارعة، منها تيارات لا تسمح لإسرائيل بالتوسع خارج أرضها، ولهذا إسرائيل بحاجة إلى ذريعة قوية للتوسع، مثلا بسبب حرب ضدها من بعض دول عربية وإسلامية، فتتوسع وتحتل أراضيهم عندما تنصر عليهم بسبب تفوقها عسكريا وماديا.
يجب أن نعلم أنه إذا حصلت مثل هذه الحروب فإن الغرب أقل خطرا على الإسلام من اليهود الأشد خطرا هم وحلفاؤهم في الأيدلويولوجيا من الدول الشرقية والشيوعية والممانعة، لهذا نتحالف مع الغرب ضد إيران، وفي هذه الاحالة ربما يتم تحييد إسرائيل مثلما حصل في حرب الخليج الأمريكية العربية ضد صدام البعثي الاشتراكي.
في الثورة السورية ورغم أنها سوف تسقط بشار الأسد أهم حليف سري لإسرائيل وحجر الزاوية لتلك الحرب، فإذا نجحت الثورة فسوف يسقط أهم ركن يساعد إسرائيل في مخططها، لكن محاولة من بعض القيادات الإخوانية المخترقة من إيران لحرفها عن مسارها الصحيح، بالبدء والعمل المفضي إلى القيام بحرب سورية غير معدّ لها ضد إسرائيل تكون نتيجتها إعادة التعاطف الغربي الذي بدأ ينقص مع إسرائيل وزيادة الدعم لها، وأهم شيء انتصارها على الشعب السوري المكلوم، وتوسع إسرائيل في مساحة جديدة في حرب شبيهة بحرب عام 1967، وهذه الخطة ستحاول إسرائيل وإيران عمل مثلها أيضا في مصر مع بعض القيادات الإخوانية المخترقة من قبل إيران في البرلمان المصري. والله أعلم.
نسأل الله أن يبعد كل شر عن أمتنا.