فشل المجلس الوطني لمصلحة ثورة ناضجة

أتمنى ان ياتي اليوم اللذي نسرد فيه الثورة من الداخل بعد نصرها.

الثورة لم تحتاج الأحزاب لكي تنطلق

لم تسأل حزب الاخوان المسلمين رأيهم او مشورتهم لكي تنطلق ؛ لم تسال الاحزاب اليساريه و لا القومجيه و لا اعلان دمشق و اغلب الشبان لم يكونوا يعلموا الكثير عن تاريخ الاحزاب السياسي في سوريا و هناك اجماع ينص برفض الحزب الواحد البعث و هذا يعني الاحزاب الشمولية.

اننا عندما ناخذ تاريخ كل قيادي سوري كبير في السن و محزب نجده اعتنق فكره الديمقراطية منذ فترة وجيزه و ليس في بدايه انخراطه العمل السياسي.

فالبعث عراق ام سوريا الاثنين ما زالوا احزاب ديكتاتوريه شموليه تقصي الاخر و الشيوعيين كذلك و الاخوان المسلمين لم يكونوا يطالبوا بالديمقراطية منذ ٢٠ عام.

نفسها القيادات لم تتغير ان كان في حزب الشعب الديمقراطي رياض الترك ام عند الاخوان منشقين ام لا فنجد ابو حازم الشقفة و البيانوني و كلاهما مثل الترك مازالوا القياديين.

الثورة لم تسال عنهم و لم تكون مسيسه اصلا فالجوع كافر و الظلم قاتل و كانت الشراره فطرية تطالب بمطالب مبدئية بدون برنامج سياسي.

متى التحقت الاحزاب و التيارات المسيسه بالثورة ؟

حتما بسرعة لكن اول من سن سنانه كانوا الإخوان المسلمين و هنا اشمل الشقين يعني البيانوني و النحاس لاني لست مقتنعة بالانشقاق التام بل بالانشقاق المنسق.

تولوا هؤلاء تنظيم المؤتمرات لكي تقود المعارضة الثورة من الخارج باعتبار ان الثوار قاصرين و لا يملكوا التجربة السياسية.

سرعان ما فهموا الاخوان ان الغرب سيرفضهم و يتخوف منهم ان حضروا لوحدهم في اطار مفاوضات للتغيير في سوريا  ؛ فتم الاتصال بالآخرين من اعلان دمشق و اليساريين و القوميين و كذلك الممولين رجال الاعمال.

و لكنهم سيطروا و ببراعة على كل المؤتمرات و المجلس بجداره  و تدريجيا فرضوا وجودهم بالمال و بالمجلس على الشارع السوري رغما عن انف الجميع.

يقول شباب الثورة في سوريا انهم يعون جيدا انهم بعد اسقاط النظام سيسقطوا المجلس و الاخوان هم اول المتهمون.

هفوات اليساريين و انحداد افقهم و نرجسيتهم و تكبرهم كان ورائها الاخوان فهم من وضعوا المهزوزين في الواجهة لكي يروا كم هم متوازنين وواثقين من انفسهم و كم اللا متدينين ضعفاء.

الاخوان المسلمين و مطالبتهم بالسلطة باكرا قبل سقوط النظام  كانت السبب في اخفاق العمل لنصر الثورة.

مازلت اسال من وكلهم ؟

كيف يتكلموا بالديمقراطية و يقصون الاخرين.

كيف ياخذون اغلبيه المجلس و يقصون العرعور و هو له اغلبية الشارع الفطري.

من المسؤل عن استحالة اتحاد المعارضة ؟  غباء اليسار و وصولية الإخوان  و هنا اقصوا الشارع و تولوا امره.

هيئة التنسيق الموظفة لدى الأسد برتبة معارضة لها اصدقاء قياديين في المجلس و ها هم يدخلون  المخابرات اللذين يجلسون في صفوفه و ادخل اغلبهم الغليون.

يجلسون سويا من هم اكثر سعيا وراء الكراسي و اصحاب المصالح و أعداء الثورة و سجناء الايديلوجيات و اتباع  القيادات القديمة اللذين لا يجرؤن على التفرد  عن حزبهم.

و عندي سؤال لكل المتحزبين

هل انت تشعر انك سوري ثائر قبل ان تكون اخونجي او شيوعي ام لا ؟

فشل المجلس كان محتوم.

الثورات تقاد من منابعها و لا تتلقى تعليماتها من خارجها.

اليوم المشكلة ليست كما تبدو ان الأزمة اللتي  تستدعي تنحي الغليون لن تحل بتنحيه و لا حتى بتنحي من معه المصيبة هي بعدم تواجد نظرة موحدة نابعة من الشارع.

الشارع يرفض الحوار و يرفض انصاف الثورات و يرفض المساومة مع النظام و المجلس بتكوينه الحالي لاعلاقة له بالشارع و اي انجاز مستحيل لان وقت كبير يضيع في صراعات ذات جذور ايديولجيه و كذلك لعدم تمثيل المكونات للثوره السوريه لا من بعيد و لا من قريب.

سميته يومها سفينة نوح حيث اصبحت الواسطة و الاسر تدخل و كان المضحك المبكي وضع المعارضة المتعارضة ترقص شجارا على دماء الشهداء.

المطلوب فك كل الاحزاب و اولها الاسلامية و نسيان كل الاعتبارات الشخصية بما فيها القوميات.

المطلوب من كل سوري رحابة صدر لكي يشارك كل واحد بكونه مجرد مواطن سوري يدخل المجلس بعد موافقة الثوار عليه بالإجماع من الداخل و بعد استبعاد كل شبهات الاستخبارات عنه و كذلك بعد تخليه و قلعه عند باب المجلس لأي انتماء حزبي.

لا كراسي و لا اسامي مخفية الداخل يعرف قياداته و ليس بحاجة لتوجيهات المجلس بينما المجلس يتوجه من الداخل.

سالني احدهم ما هي الشروط لنجاح مجلس او تجمع فقلت له اولا شرعية الداخل ثانيا دعم الداخل ثالثا دعم الخارج ؛ ثم اضفت لكن فرضا اننا لم نجد دعم خارجي و مساندة دوليه فهل نوقف الثوره ؟

اذا شاء العالم ام ابى الثوره مستمرة لكن ان احسنا الاداء اقنعنا العالم و حصلنا على ما نريد و اسقطنا النظام.

لمن يردد نسقط الاسد ثم بعده المجلس اقول المجلس كما هو لن يسمح لكم بإسقاط النظام كل النظام.

رجاء للإخوان المسلمين كفا لعبا بدماء الشهداء و عبثا بالديمقراطية.

لمى الأتاسي

Scroll to Top