مع اقتراب 2021، تقوم مجلة العمق بإعادة نشر جزء من دراسة نشرت أول مرة في سبتمبر 2006 من قبل مجلة GEAB الأوروبية. والتي كانت استمرارًا لبعض التحليلات العميقة لنتائج نهاية النظام العالمي الموروث من الحرب العالمية الثانية في المجلة، وهذه المجلة تشتهر بسبر أغوار التوقعات المستقبلية في الساسية العالمية، وقد بدأت بعض التحليلات الغربية تشر إلى انعكاسات استراتيجية على مستقبل إسرائيل، وأعيد نشر هذه الدراسة مطلع 2020 في موقع مركز LEAP الفرنسي للأبحاث الذي تتبع له تلك المجلة، وهو يقدم تحليلات جديدة غير مسبوقة بخصوص مستقبل إسرائيل بحلول سنة 2020، فما هي هذه التحليلات؟ وكيف أنها لا تزال قائمة بانتظار انزياح أزمة كورونا لتبدأ فعلها اعتبارًا من 2021 وما بعدها بإذن الله. لنبدأ…
تنويه: هذا المقال هو ترجمة معدلة عن المقال الأصلي في موقع LEAP بعنوان “إسرائيل 2020: سيناريوهان للمستقبل السيناريو 1: نحو نهاية دولة إسرائيل / السيناريو 2: نحو دولة إسرائيلية دائمة”، ونعتقد أنه من المناسب إعادة نشره لسنة 2021 باعتبار أن سنة 2020 قد توقفت فيها كثير من التطورات بسبب جائحة كورونا، وهي بالأصل كانت دراسة منشورة في موقع آخر سنة 2006، وقد حذفنا منه الإشارة إلى بعض الأفكار المتعلقة بحزب الله وإيران، لأنها لا تعبر عن وجهات نظر مجلة العمق، كما نعتقد أنها مغلوطة وهي أصبحت بالفعل قديمة منذ سنة 2006. وقد تم الإبقاء على معظم النص الأصلي مع بعض التعديلات والإضافات البسيطة، حيث إن معظم الأفكار الواردة في المقال مهمة وتستحق القراءة والاطلاع عليها، على الأقل من باب الاستئناس والاطلاع على وجهات نظر جديدة بخصوص القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة، والمقال مكتوب من زاوية نظر أوروبية وليس عربية.
الافتراضات الأساسية لبناء السيناريوهات:
1. انتهاء الأسباب الابتدائية لوجود إسرائيل: لقد كان السماح بإنشاء دولة إسرائيل هو ثمرة اتجاهين سياسيين رئيسيين، وذلك مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، وهذين الاتجاهين الآن هما في طور الانقراض إن لم يكونا قد انقرضا تمامًا. أولاً: الشعور العام في العالم الغربي بالذنب تجاه الإبادة الجماعية للشعب اليهودي التي ارتكبها النازيون، وثانياً: الفكر والنموذج الاستعماري. فأما الاتجاه الأول فهو آخذ بالخفوت والضعف بسبب تزايد بعد المسافة الزمنية مع الحدث المسبب، ولأنه كان عاملاً رئيسياً في إنشاء دولة إسرائيل، إذ كانت بالنسبة للغرب محاولة للتعويض عن الفظائع التي ارتُكبت في أوروبا ضد اليهود من قبل النازية خلال الأعوام 1930-1945. وأما الاتجاه الثاني، فقد اختفى عمليا بعد انتهاء مرحلتي الاستعمار وما بعد الاستعمار، مما أثر بشكل جوهري على اختيار موقع إنشاء دولة إسرائيل؛ لأنه تم “اقتطاع قطعة أرض” كان يديرها الأوروبيون سابقًا باستخدام النمط الاستعماري الذي بدوره قد انتهى وجوده. فكأن وجود إسرائيل من زاوية النظر هذه هي أنها من مخلفات مرحلة سابقة منتهية، وتحتاج لأن يتم تكنيسها.
2. نهاية فترة “الهيمنة” العسكرية الإسرائيلية: أثبتت العقود الأخيرة بعد حرب أكتوبر سنة 1973 لم تكن مجرد انتصار عابر على إسرائيل وكسرًا لأسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ولكنها أيضًا قد أنهت عمليًا “هيمنة” إسرائيل عسكريًا على بيئتها المجاورة في الشرق الأوسط، مع ما تبع ذلك من قيود اتفاقات السلام مع مصر والأردن. وقد كانت هذه الأسطورة معتمدة بشكل خاص على افتراضين قد أصبحا لاغيين وباطلين الآن: مناعة الجيش الإسرائيلي، والقدرة المطلقة للحليف الأمريكي، وقد أثبتت السنوات اللاحقة والضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء عدوانها على لبنان في 2006 مثلا، بأن القوة الإسرائيلية العسكرية قد صارت إلى حالة إقليمية محدودة على الرغم من عدم وجود شك بأن الجيش الإسرائيلي لا يزال أقوى جيش نظامي في المنطقة. إضافةً إلى عجز الحليف الأمريكي عن التدخل عسكريًا بفعالية في المنطقة بعد الانسحاب من العراق، فهذا الوضع ساهم في إضعاف الهيمنة الإسرائيلية التي كانت مرتبطة بقوة بالشعور بالدعم الكامل من قبل قوة أمريكية. بالإضافة لكون الجيل الإسرائيلي الحالي من قادة الجيش والجنود هو الجيل الرابع، فهم لم يخوضوا خبرات حقيقية في الحروب.
3- تزايد القدرات العسكرية الاستراتيجية بشكل تدريجي لخصوم إسرائيل في المنطقة: استمر العالم العربي والإسلامي ككل بتحسين مستمر لقدراته القتالية ضد الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية الإسرائيلية (أو المستوحاة مباشرة من الجيش الأمريكي)، فقد قدمت حربي أفغانستان والعراق كل يوم دروسًا تكتيكية لا حصر لها حول هذه المسألة، ويتم تحليلها ونشرها في جميع أنحاء العالم العربي الإسلامي. وبالتالي، فإن التفوق الاستراتيجي أو التكتيكي للجيش الإسرائيلي سيواجه من تحديات معقدة بشكل خاص. كما يمكن للمرء أن يلاحظ بسهولة، على الرغم من المعارضة الأمريكية والبريطانية، أن بقية العالم نجح في فرض (وإن لم يكن ذلك بسهولة) على إسرائيل إيقاف الحرب التي دمرت البنى التحتية العامة والمدنية في لبنان سنة 2006، مما يشير إلى أنه حتى القدرة المحتملة على الردع للترسانة النووية الإسرائيلية قد أصبحت موضع تساؤل بشكل غير مباشر، حيث يجب على المرء أن يتساءل من هي القوى الكبرى في العالم التي ستدعم قيام إسرائيل بتدمير المنشآت النفطية الرئيسية في العالم في المناطق التي تحوي على أكبر الاحتياطيات من الوقود الأحفوري؟ فهنا أيضًا أصبحت القوة العسكرية المحضة لا تعني بالضرورة قدرة سياسية توازيها.
4. تزايد عدم اليقين بشأن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل: قد يؤدي استمرار الفشل الأمريكي في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد الركود في العراق وسوريا – في ظل ضعف عام للولايات المتحدة وانكفائها نسبيًا – إلى الشك في استمرارية العلاقة المتميزة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهي شكوك يغذيها خصوم الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل الذين يتوقون لملاحظة عجز إسرائيل عن تنفيذ الأولويات الأمريكية في المنطقة. واعتمادًا على التطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، قد تواجه إسرائيل حتى انقلابًا شديدا للغاية. ففي الولايات المتحدة، اختار القادة الإسرائيليون تقليديا التحالف مع الجناح اليميني المسيحي للحزب الجمهوري. لكن لا ينبغي لتحالف الظروف هذا أن يجعلنا ننسى أن هذه العائلة الدينية السياسية في أمريكا لديها تقليد تاريخي طويل في معاداة السامية، وربما بسبب ارتباطها الشديد بالسلطة يمكن إغراؤها لإيجاد كبش فداء لتبرير فشل سياستها في الشرق الأوسط، ولا يحتاج المرء إلى أن يكون صاحب رؤية عظيمة لتخيل أي مجموعة يمكن استخدامها ككبش فداء؛ وما تعنيه تأثيرات هذا التطور على العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
5. تزايد النفوذ المتسق للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط: يمكن للمرء أن يلاحظ عودة الأوروبيين عسكريًا إلى الشرق الأوسط على أنه أمر مرحب به، وذلك بعد 50 عامًا بالضبط من طردهم من قبل التحالف الأمريكي السوفياتي في وقت أزمة السويس. فهناك 7.000 جندي أوروبي مكلفون منذ 2006 بحماية الحدود الشمالية لإسرائيل والإشراف على السواحل اللبنانية. إذ لطالما اعتبر هذا الاحتمال غير مرغوب فيه من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في العقود السابقة، وكذلك من قبل واشنطن. وبعيدًا عن كونه توزيعًا للمهام التي تريدها الإدارة الأمريكية أو السلطات في تل أبيب، فهو بالفعل عودة عظيمة للأوروبيين إلى المنطقة (لحسن الحظ أن له أهدافاً جديدة أخرى غير تلك الخاصة بالفترة الاستعمارية وما بعد الاستعمار). وهذه العودة يرجح أنها دائمة لأنها تحظى بتأييد قوي من الرأي العام الأوروبي (91٪ من التأييد بحسب تقرير GlobalEurometre لشهر إبريل 2019). وبما أن الأوروبيين يعتبرون هذه العملية في لبنان مرحلة أولى نحو دور قيادي في حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية؛ فإن هذه الأهمية المتزايدة للأوروبيين في المنطقة ستصاحبها مقاربة أكثر توازناً للصراع، وقد تعلن نهاية حقبة الدعم التلقائي لإسرائيل التي شوهدت في “الرعاية الأمريكية” لعملية السلام السابقة.
6. تطور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسي إلى صراع إقليمي حقيقي: وهذا يعني أن الصراع الذي يشمل مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين يتحول إلى صراع مع عدة قوى إقليمية محيطة، إنها نتيجة منطقية للافتراضات السابقة: إن اختفاء الاتحاد السوفيتي والضعف التدريجي للولايات المتحدة وصعود نفوذ الاتحاد الأوروبي في المنقطة، يوضحان ظاهرة “إعادة التمركز”. فخلال الخمسينيات والتسعينيات كانت موسكو وواشنطن هما التان اتخذتا أكبر القرارات المتعلقة بهذا الصراع. ومنذ بداية التسعينيات مرورا بـ 2006، ولفترة طويلة قادمة ستكون الخطوط العريضة لمستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين متأثرةً بمحيط أنشأته قوى إقليمية أخرى، طهران في أقصى الشرق وأنقرة في الشمال وبروكسل في الغرب الأوروبي والرياض والقاهرة وعمّان في الشرق والجنوب. وهذا لا يعني أن باقي العالم لم يعد لها أهمية، وإنما سيكون لها أهمية ثانوية فقط.
السيناريو الأول: نهاية دولة إسرائيل / نحو أقليات يهودية ضمن أغلبية مسلمة
يتضمن السيناريو الأول الافتراضين الأساسي التاليين:
1- استمرار إسرائيل بسياسة فرض القوة: وذلك بدلاً من الإندماج الإيجابي مع القيود الديمغرافية الطبيعية التي تثقل كاهل بيئة إسرائيل، إذ يواصل قادة وشعب إسرائيل تصرفاتهم استنادا إلى منطق القوة في صراع على الأرض مع جيرانهم (الفلسطينيين في المقام الأول) ومع بقية العالم (برفض الاعتراف بقرارات منظمة الأمم المتحدة التي لا ترضيهم). ويمكن رؤية ذلك بشكل خاص في خيار التشبث بالسلطة والتعنت ضد عملية السلام الذي يتخذه بنيامين نتنياهو وحكومته.
في ظل هذه الظروف، وفي أفق العقد 2010/2020 وما بعده أصبحت المنطقة المجاورة مباشرة وغير مباشرة لإسرائيل بأكملها (باستثناء الاتحاد الأوروبي) معادية لها بشدة مع تزودها بقدرات عسكرية استراتيجية متزايدة، ومن ثم قد يصبح الصراع العسكري المفتوح مع العديد من الدول المجاورة أمرًا لا مفر منه. وما لم تتعرض إسرائيل لهجوم نووي أولي مباشر، فمن المرجح أن القوى العالمية الرئيسية (أعضاء مجلس الأمن) ستمنع إسرائيل من استخدام ترسانتها النووية.
2. تراجع الدعم الخارجي: ديموغرافيا وماليا وتكنولوجيا… ظلت تعتمد اسرائيل كثيرا على قاعدتها خارج المنطقة، وقد كان هذا هو الحال بالنسبة للدول الأخرى التي أنشأها الصليبيون في نفس المنطقة منذ حوالي ألف عام. ثم أدى الضعف الدائم للبابوية والقوى الأولية وراء ظهور هذه الدولة، مع خلفية من تراجع الاهتمام التدريجي من قبل القوى الأوروبية التي تشعر بالقلق على مصالحها المحلية والدولية الأخرى، أدى إلى ختم مستقبل تلك الدولة الصليبية في فلسطين. ومع أن التاريخ لا يكرر نفسه، لكنه بشعور جامح من السخرية، يغذي نفسه بالتكرار عبر القدرة المستمرة للبشر على الاعتقاد بأنهم سيكونون أكثر مهارة في النجاح حيث فشل السابقون!
السيناريو الثاني: دولة إسرائيلية دائمة وشريكة للعالم العربي في عملية التكامل الإقليمي
ويتضمن هذا السيناريو الافتراضين الأساسيين التاليين:
1. قطيعة إسرائيلية كبيرة مع سياستها المتبعة خلال العقود الأخيرة: البدء بدمج القيادة والشعب الإسرائيلي بشكل إيجابي ضمن القيود الديمغرافية المفروضة على منطقتهم، ووقف منطق الصراع مع جيرانهم (أولاً مع الفلسطينيين) ومع بقية العالم (البدء على وجه التحديد بالاعتراف بقرارات الأمم المتحدة التي لا ترضيهم). ويبدو من الصعب للغاية تحديد القوى السياسية ذات المصداقية القادرة على تجسيد مثل هذه الخطوة في إسرائيل، ومع ذلك فهي محتملة في جيل الشباب الإسرائيلي الجديد. فهو الجيل الرابع بعد جيل “المؤسسين” (الذين انقرضوا قبل حوالي 40 عامًا)، ثم جيل “البناة” (الذين كان شارون آخر مثال سياسي لهم)، ثم جيل نتياهو الجامد، ولكن لا يزال ما سيفعله الجيل الرابع غير مؤكد، ولكن جزءًا منهم ألمح إلى ذلك في العديد في المناسبات خلال السنوات القليلة الماضية في سياق مشاريع مختلفة، فهذه المجموعة يبدو أنها تحاول فتح حقبة جديدة بادماج إسرائيل في بيئتها الإقليمية.
2. نجاح ولو محدود بقيام وحدة عربية: بعد القضاء الغربي على روح الوحدة العربية الكلاسيكية ابتداء من الستينيات، وما قابله من صعود لفكرة الوحدة الإسلامية التي يعتبر بن لادن (والبغدادي) نتاجها الأشهر، نشهد اليوم توجها نحو أمل جديد في شكل من الوحدة العربية الجديدة بين النخبة العربية الشابة. ويتغذى هذا التطور بشكل خاص من خلال ثلاث ظواهر متكاملة: أولاً، الشعور بالإهانة الناتجة عن الغزو الأمريكي للعراق، ثم استيلاء إيران عليه بالإضافة لسوريا ولبنان واليمن، والعجز تجاه السياسة أحادية الجانب لإسرائيل. ثانياً: الرؤية المتزايدة لنجاح عملية الوحدة الأوروبية التي من شأنها أن تولد محاكاة حقيقية، وأخيراً القلق المتزايد من أن الإخفاقات الأمريكية المتوالية ستعود بالنفع على القوى المسلمة غير العربية (إيران، باكستان، تركيا،…)، لأنها تستخدم الهوية الدينية الإسلامية على حساب الهوية العربية. إن إحياء عملية توحيد العالم العربي من شأنه أن يسهم بقوة في الحد من عدم المساواة والشعور بالدونية السائد في الدول العربية، إذ هو يغذي حاليًا الشعور بالظلم لصالح المتطرفين، كما أنه سيعزز قوة الاتحاد الأوروبي، بسبب دوره المتنامي في المنطقة في هذا الاتجاه، وستؤدي طبيعة علاقاته الخارجية إلى تفضيل قيام عملية تكامل إقليمي عربية.
إذا تم تأكيد صحة هذه الافتراضات ستكون إسرائيل قادرة على المساهمة بشكل كبير في تحسين بيئتها الخاصة بينما تعمل بشكل خاص كمسهل لهذه النهضة في عملية التوحيد العربي، فبحكم موقعها الجغرافي، فهي تقع على مفترق طرق العديد من البلدان الرئيسية (مصر، لبنان، العراق، سوريا، …)، وهذا يوفر لإسرائيل أصولاً استراتيجية لنجاح مثل هذه العملية. وتكمن قدرتها في مثل هذا السياق بكونها الناقل المتميز للشراكات الأوروبية أو الأمريكية مع بقية الشرق الأوسط، ويمكن لها أن تعزز هذا الوضع بشكل أكبر. وبالمقارنة مع الأيديولوجية السائدة الحالية في تل أبيب وواشنطن، فإن المفارقة هي أن عالما عربيا موحدا وقويا سيكون إلى حد كبير أقل إشكالية على وجود إسرائيل من شرق أوسط مقسم! إذ لن يبقى الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى خارج القرن الحادي والعشرين، ومشروع سكك حديدية فائق السرعة من بيروت إلى القاهرة في المستقبل، هو مشروع يمكن تصوره تقنيًا بأنه يمر عبر القدس أو تل أبيب.
ستكون إحدى النقاط الحاسمة في حسم سيناريوهات هذا التطور هي نبذ إسرائيل للفلسطينيين (والشعوب العربية الأخرى) بالإصرار على جعل القدس عاصمة سياسية، إذ يجب ألا تصبح القدس عاصمة سياسية، فلن يكون مسار السيناريو الثاني قادرًا على التجسد إلا إذا تخلت جميع الأجزاء عن هذا الرمز العزيز على قلوبهم، بطريقة مستوحاة بشكل خاص من تجربة البناء الأوروبي، وهي بالفعل إحدى الرسائل الأساسية التي يجب على المجتمع الدولي توصيلها. وستكون المسألة هي “تثبيط القوة” من أجل نقل الرهانات من المواجهة إلى التعاون، بدلاً من استخدامها لمحاولة سحق المعارضة. ورغم أن السيناريو الثاني يمكن أن يبدو متفائلًا للغاية، لكنه مستوحى من التاريخ أيضًا، لا سيما تلك النماذج التي شوهدت مؤخرًا في القارة الأوروبية، أو في بلدان مثل جنوب إفريقيا، حيث كان يبدو الأسوأ لا مفر منه.
ترجمة وإعداد:
زاهر طلب
23/12/2020
المصادر:
Israel 2020: 2 scenarios for the future Scenario 1: Towards the end of the State of Israel / Scenario 2: Towards a durable Israeli state | LEAP2040، بتصرف.