لقد أثلج السيد برهان غليون صدور الكثيرين من الشعب السوري بتعده بقطع العلاقات “العسكرية” مع إيران وإيقاف امدادت السلاح إلى حزب اللات في لبنان، لكن هل هذا كل ما طلبه الشعب السوري؟ وهل يكفي فقط هذا؟ ولماذا الآن بعد كل ذلك الوقت الطويل من الصمت على الدعم الإيراني للنظام السوري، وماذا عن العلاقات مع روسيا؟ تلك التي يبدو أنها مصرة حتى النهاية على دعم العصابة الأسدية بالبوارج البحرية والصواريخ المضادة للسفن، وفي المحافل الدولية ومجلس الأمن بالتصويت ضد كل قرار إدانة لهذا النظام. فقد نشرت الصحف والقنوات إخبارية مثل هذا الخبر:
باريس – لندن: «الشرق الأوسط»
قال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، إن أي حكومة تشكلها المعارضة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ستقطع العلاقات العسكرية مع إيران وتوقف إمدادات السلاح إلى الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل حزب الله وحماس. وأضاف غليون، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نشرت أمس، أن تلك الخطوات ستكون في إطار توجه سوري واسع النطاق للعودة إلى التحالف مع قوى عربية كبيرة في المنطقة. وقال غليون: «لن تكون هناك علاقة خاصة مع إيران»، موضحا أن «قطع العلاقة الاستثنائية يعني قطع التحالف الاستراتيجي، العسكري». وأضاف: «بعد سقوط النظام السوري لن يظل (حزب الله) كما هو الآن».
ودعا غليون في مقابلته مع الصحيفة الأميركية بالعاصمة الفرنسية باريس، المجتمع الدولي إلى أن يتخذ خطوات قوية جديدة بما في ذلك إمكانية إقامة منطقة حظر جوي في سوريا. وذكر الأستاذ الجامعي، (66 عاما)، المقيم بفرنسا، أن الهدف الرئيسي للمعارضة يتمثل في إيجاد آليات لحماية المدنيين ووقف آلة القتل. كما شدد على اتخاذ تدابير فعالة لإجبار النظام السوري على احترام حقوق الإنسان.
ودعا إلى دعم دولي أقوى للمتمردين بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي على سوريا. وقال إن «هدفنا الرئيسي هو إيجاد آليات لحماية المدنيين ووقف آلة القتل». وأضاف «نقول إنه بات لزاما اللجوء لإجراءات قوة لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان». وقال غليون إن المعارضة ملتزمة إذا وصلت إلى السلطة في سوريا، استعادة مرتفعات الجولات التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ولكنها ستسعى لاستعادتها عبر التفاوض وليس عبر الصراع المسلح. كما قال إنه سيسعى إلى تطبيع العلاقات مع لبنان بعد عقود شابها التوتر بين دمشق وبيروت.انتهى
هنا يحق لنا أن نسأل: هل ما أراده الشعب السوري هو فقط قطع للعلاقات العسكرية مع إيران؟ أليس ما يريده الشعب السوري هو قطع كل العلاقات العسكرية والثقافية والسياسية وحتى الدبلوماسية؟ هل معاقبة إيران على مشاركتها بقتل الشعب السوري هو فقط بأن لا يكون لها علاقة “خاصة” أم بقطع كل علاقة معها؟ بل أيضا في دعم المعارضة الإيرانية والشعب الإيراني في ثورته ضد عصابة الملالي، وذلك مثل ما فعل الشعب الليبي البطل في دعم ثورة الشعب السوري ضد بشار الذي اشترك مع القذافي في قتل الشعب الليبي.
وماذا عن حزب اللات؟ وهل يكفي فقط أن لا يظل بعد الثورة كما هو الآن؟ وماذا سيصبح؟ أليس من المفترض أن يتعهد المجلس الوطني بمحاكمة المشاركين من حزب الشيطان بقتل الشعب السوري؟
وماذا عن روسيا والعلاقات السورية معها؟ هل لا يزال لديكم أدنى أمل بتغيّر الموقف الروسي؟ هل بعد إرسال البوارج الحربية الروسية واستمرار روسيا بتسليح عصابة البعث والأسد يبقى هناك أمل بالموقف الروسي؟ هل بعد تصويت روسيا ضد قرار إدانة النظام في مجلس حقوق الإنسان يبقى أدنى شك باستحالة تغير الموقف الروسي؟
نتمنى توضيحا وخطابا واضحا يلبي مطالب الشعب وينصف حقوقه، خطاب جازم ليس فيه أي صيغ تحمل أكثر من معنى أو أكثر من تأويل.