في إحدى المناطق السورية تم اعتقال أخت مسئول التنسيقيات فيها، وهي ابنة الثالثة عشرة ربيعاً، واغتصابها والتنكيل بها وإطلاق سراحها بعد أن جنت بشكل نهائي، واليوم يتكرر المشهد نفسه في مدينة حمص حيث تمكن سكان مدينة سباع من القبض على أحد الشبيحة التابعين للأمن السوري، أثناء محاولته قتل ناشط في المدينة، واعترف بأنه وزملائه قاموا باختطاف مجموعة من الفتيات أثناء قيامهم بعمليات مداهمة برفقة قوات الأمن، واحتجازهن في منطقة المزرعة بحمص، والقيام باغتصاب عدد منهن ثم قتلهنّ.
وسرقة الأخوات والبنات واغتصابهن ومن ثم التخلص منهن للضغط على الناشطين مشاهد تتكرر بشكل شبه يومي داخل سوريا ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة السورية، والتي كان آخرها اعتقال زينب البالغة من العمر تسع عشر عاماً، بعد مداهمة الشبيحة لبيتهم في السابع عشر من رمضان الماضي، وأخذها معهم بعد أن لم يجدوا شقيقها الناشط “محمد ديب الحصيني” ثم سلمت لوالدها يوم السبت الماضي السابع عشر من هذا الشهر، موضوعة داخل كيس اسود وقد قطع رأسها ويداها وإحدى ساقيها، وتم إجبار الوالد على دفن الجثة بتكتم شديد وبحضور أمني مكثف.
وهذا هو موقف الوحوش القتلة الذين يحكمون سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً مع معارضيهم، فهل كان هذا الموقف هو موقف كفار قريش وصناديدها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم– وصحابته – رضوان الله عليه عليهم– وهم الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم–: ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”!؟ وهل عاملوهم بما يعامل به المجرم بشار خصومه، وهل اعتدوا على أعراضهم وانتهكوا حرمات بيوتهم!؟ ولكن للحقيقة والتاريخ فإن مواقف كفار قريش كانت أشرف بكثير من موقف بشار وأعوانه من معارضيهم، بل أن موقف أبا جهل – فرعون الأمة– كان أكثر نبلاً بمليارات السنوات الضوئية من الفرعون بشار، وعندما علمت قريش بعزم رسول الله – صلى الله عليه وسلم– الهجرة وأرادت قتله تجمهروا أمام بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم– وطال انتظارهم، وهمّ قوم منهم أن يدخلوا عليه الدار، فرفض أبو جهل هذا قائلاً لهم: ” لا تدخلوا البيت أتريدون أن يقول العرب روعنا بنيات محمد”!؟.
وإذا كان فرعون الأمة أبا جهل لم يقدم على ما أقدم عليه فرعون العصر بشارون وأعوانه، فأي نوع من المخلوقات هؤلاء البوهميين الذين انتهكوا البيوت واخذوا النساء منها، واعتدوا على الأعراض، وقطعوا الرؤوس والأيدي والأرجل!؟ وأي حيوانية وصلوا لها!؟ بل ما هي العقيدة التي ينتمون لها!؟ وما هو الدين الذي يسمح لهم بالاعتداء على الأعراض، وانتهاك حرمات البيوت!؟
وليس من تفسير لهذه الظاهرة البوهيمية إلا ما ذكره الأستاذ الدكتور ” أحمد عكاشة”: ” بان الإنسان يتميز عن الحيوان بجزء من مخه الأمامي، حيث فيه مشاعر الاكتئاب وبعض الاضطراب، ومن لم يكتئب ويضطرب في بعض حياته يتساوى بالحيوان، وقد يصل الأمر بالبعض إلا الانتحار، واستفيد من هذا التشخيص الطبي بأن الجبابرة والطغاة تعطل عندهم حالة الإحساس في مقدمة أمخاخهم، وذلك بسبب طغيانهم والتأليه من قبل خدمهم ودهس شعبهم والنكاية بمعارضيهم والتمثيل بمن لا يروق لهم، وهذا لا شك سلوك يتفق وسلوك الوحوش في الغابة، وهذا يتفق ودلالة الإعجاز في الآية الكريمة ” أولئك كالأنعام بل أضل” حيث يتفق التفسير الطبي مع الحال الواقعي مع النص القرآني” نقلاً عن صنف من المخلوقات مجلة الوعي الإسلامي العدد554.
وهذا ما أدركه أهل الشام من استحالة إصلاح هذه المخلوقات البوهيمية فضلاً عن مطالبتها بالقيام بأي إصلاح، فعزموا جادين على تخليص أرض الإسراء والمعراج من شرورهم، وتطهيرها من دنسهمٍ، رافعين شعارات “الشعب يريد إعدام الرئيس وزمرته البوهيمية” ماضين نحو تحقيق مطلبهم دون خوف أو ملل أو تلكؤا، وفيهم يقول عليه أفضل الصلاة، مدركاً بأنهم سيلاقون أهوالاً أشد مما لقيها هو وصحابته على يد فرعون عصره أبو جهل، فقال: ” اشتقت لإخواني، قيل: نحن يا رسول الله، قال: بل انتم أصحابي ولكن إخواني من سيأتون بعدي ويؤمنوا بي ولم يروني، أجر الواحد منهم بأجر الخمسين منكم، لأنكم تجدون على الخير أعواناً أما هم فلا” صحيح الترغيب، وقال عنه الألباني صحيح لغيره، فهنيئاً لكم يا أحباب رسول الله – صلى الله عليه وسلم– يا من زلزلتم عرش هذا البوهيمي وعريتموه، وكشفتم حقيقته، وأظهرتموه بأنه لا دين له ولا شرف ومروءة ولا كرامة ولا أخلاق ولا إنسانية، وبإذن الله فإن سقوط هذا الطاغية بات منكم قاب قوسين أو أدنى، والعاقبة للمتقين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com