بعد مضي ستة شهور على الثورة السورية تحقق امر واحد هو إيقان الناس من ضرورة إزالة مجموعه التحكم في سوريا وتحقق ذلك بإيقانهم أن مجموعه التحكم زائلة ولا رجوع عن هذا الهدف.
ماعدا ذلك تحمل الثورة كعامل تغيير العديد من الأسئلة وتترك الإجابات … ومن هذه الأسئلة الشائكة لماذا الأسد وجماعته بهذه القسوة والشراهه للدم ؟؟؟ لماذا الجيش وقوى (الأمن) السورية بهذه الحالة من غياب الإنتماء للإنسان السوري ، علماً أن هؤلاء من أبناء المجتمع وبالأمس كانوا على مقاعد الدراسة معنا، ويسكنون جيراننا ونتشارك معهم ألم البذار وفرحة الحصاد . أذكر هنا حالة الجندي الأجنبي عندما يحتل بلداً ما أو يغزوه تحت مبرر ما، فمن الطبيعي أو غير المستنكر ان يشعر ذاك الجندي بحالة من عندم الإنتماء للأرض والإنسان وكذلك الريبة والشك من كل إنسان مواطن يتحرك أمامه وبالتالي تكون ردة فعل الجندي الأجنبي مبررة الى حد ما مهما كانت قسوتها. إلا أن ما حدث في ليبيا وعسكرها المواليين للقذافي والعسكر الموالين لحزب البعث ونظام اسد في سوريا سيبقى ملتصقاً بذاكرة الشعوب العربية والإسلامية بخانة الأفعال غير المفهومة وغير المنطقية بل إنها قد تهرب الى خانة الحوادث غير القابلة لتصديق المنطقي ,إلا إذا تذكر حالات العربدة الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب في لبنان وفلسطين وحالة العطش الإسرائيلية لدم الأغيار ورؤيتهم وهم يهيمون في ظلال غبار بيوتهم المدمرة ومزارعهم المنكوبة عندها فقط قد يجلس المرء يتفكر في التماهي بين الحالتين .
إلا اننا لا نسطيع أن نتجاوز هذه النقطة دون أن نسأل كيف إستطاعت أنظمة أن تجيش عساكرها بهذه الطريقة وتتنتزع منهم إنتمائهم لإمهاتهم وأبائهم وإخوانهم وأصدقاء عمرهم وتجعل منهم قتلة باردي الدم ؟؟؟ أهو الخوف من قتلهم على يد من يراقبهم ؟؟ أم تصديقهم لكلام منظومة التحكم الإرهابية في سوريا ؟؟ أم عجزهم عن إتخاذ خطوة في الإتجاه الصحيح ولو كانت هروبا من تأدية لوازم الإنتماء للأسد؟؟؟ ولعل أكثر الأسئلة المنهجية هو أيكون عامل الغزو الفكري والبرمجة العقلية والعصبية لهؤلاء الجنود عبر تكريس ساعات من كل يوم بالتعبئة القومية والتوجيه المعنوي هو العامل المحرض لهم ليكونا قتلة ابائهم وأصدقائهم ؟؟؟؟ وخصوصاً توافق ذلك مع منعهم من تلقي اية معلومات خارجية؟؟ وجعلهم يشعرون أنهم في دوائر من الخطر متعدد الجوانب من يراقبهم من مخابرات تنظيم أسد الإرهابي. او من ان ينتقم منهم احد على سوء سبق ان إقترفوه ؟؟ أو غير ذلك من اوهام زرعت بالتكرار والزمن في أذهان الجنود؟؟؟؟
أما منظومة التحكم ورئيسها الأسد فلم نجد له إلا حالة واحدة أنه لم ولن يرى الشعب إلا مجموعة من البهائهم خلقوا لخدمة اسد ومعتقداته التي بررت له ولأبيه قتل مئات الألوف من السوريين والفلسطينين واللبنانين وإهداء اسرائيل مرتفعات الجولان والحفاظ على أمنها، ونشر اشكال الأرهاب المتعدد الألوان في الوطن العربي وليس آخرها إرسال طياريين سوريين لمساعده القذافي في قل شعبه.