من يطالب بالتغيير تحت سقف النظام البعثي فهو كمن يطالب ببقاء ضمان أمن إسرائيل وضمان استمرار التحالف مع إيران ويضمن بقاء حزب البعث الاشتراكي الذي أسسته الصهيونية والتي أدخلت الشيوعية إلى بلادنا من أجل أن تسيطر علينا. النظام السوري قائم على استغلال حزب البعث والعائلة الأسدية للطائفة، وإقامة تحالفات مع روسيا والصين على الأساس الأيديولوجي الحزبي البعثي ذو الجذور الماركسية، وتحالفات أخرى مع إيران على أسس طائفية.
عندما تحصل ثورة فهناك دائما خوف من أن تقوم القوى والدول الغربية الاستعمارية بخطفها، والقيام بوضع نظام عميل لها أو يعمل على تحقيق مصالحها، وبالنسبة لهذه الناحية فالشعب السوري والمعارضة محصنة تجاهها والحمد لله، ولكن يجب أن نعلم أيضا أن هناك خوف من قيام النظام بالالتفاف على الثورة والعمل على التغيير تحت سقف النظام، وإذا لم يستطع سيقوم حلفاؤه من إيران وروسيا بمحاولة وضع نظام بديل يخدم مصالحهم وأيديولوجيتهم ولا يهمهم مصالح الشعب والوطن السوري، وهذا أمر يرفضه الشعب السوري رفضا قاطعا.
أن هذا النظام الإجرامي قائم ليس فقط على الطائفة وحكم العائلة، بل أيضا على حكم حزب البعث الاشتراكي ذو الخلفية الماركسية، وهذا هو أهم سبب لإصرار روسيا والصين (ذوات الخلفية الماركسية) على التمسك بهذا النظام، كما أن الماركسية هي في أساسها من إنتاج يهودي، ماركس وانجلز مؤسسيها كانا يهوديين، ولهذا هي تحافظ على أمن إسرائيل رغم كل الجعجعة، وهذه الصفة تشترك فيها كل الدول الماركسية، من روسيا إلى فنزويلا تشافيز.
الشعب السوري لن يقبل بأن يكون النظام الجديد البديل من خلفية ماركسية حتى لو كان ديمقراطيا، فلدينا مثلا دولتي الهند وجنوب إفريقيا الديمقراطيتين، ولكنها تدافعان عن هذا النظام في مجلس الأمن لأن ديمقراطيتهما ذات جذور ماركسية.
ولكن لا مانع أبدا من مشاركة الأحزاب اليسارية والماركسية في الديمقراطية والحياة السياسية، فهذا حق للجميع وظاهرة صحية ومشاركة الجميع هي لب الديمقراطية، لكن المرفوض هو أن تكون الديمقراطية تحت سقف اليسار الماركسي لأنه ذو أصل أجنبي ويهودي، وهذا ما يسعى النظام وحلفائه روسيا وإيران وإسرائيل جاهدين إليه، فهم يحاولون أولا أن يكون البديل تحت سقف النظام، فإذا فشلوا سيحاولون أن يكون تحت سقف الحركات والأحزاب ذات الخلفية الماركسية وسوف يزعمون أنه تحت سقف الوطن والدولة، ويجب أن يفشلوا وتقوم دولة ديمقراطية مدنية حقيقية حرة تحت سقف الوطن وتتسع للجميع.
إن الديمقراطية الحقيقية التي سقفها الوطن والدولة هي التي تسمح لجميع الأحزاب السياسية الوطنية بالعمل السياسي الوطني الحر بدون تضييق، سواء كانت هذه الأحزاب يسارية أم غير يسارية، ففي الخمسينات مثلا كان في سورية أحزاب ديمقراطية غير يسارية مثل الحزب الوطني وحزب الشعب، إضافة لشخصيات سياسية مستقلة وطنية، ولكن الفكرة السائدة الآن هي أنهما حزبين برجوازيين رجعيين، ولكن الحقيقة أن حزب البعث هو الذي نشر هذه الفكرة، وقد حاول طوال خمسين عاما أن يلطخ سمعتهما بالأكاذيب والتلفيقات والمبالغات، وعلى الرغم من بعض الفساد فيهما إلا أن سورية كانت أكثر ازدهارا وحرية وتقدما في عهدهما من عهد حزب البعث بعشرات الأضعاف.