(إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ)
معركة اعلامية تدور رحاها بين الحكومة والنقابات المهنية حول اقرار قانون الضريبة المعدل.. حيث دعت النقابات المهنية جميعها غدا الاربعاء الموافق ٣٠/٥/٢٠١٨ الى اضراب عام لكافة منتسبيها احتجاجا على قرب اقرار الحكومة للقانون المعدل لضريبة الدخل… وجاء ذلك ردا على حملة قامت بها رئاسة الوزراء لتوعية المواطن بفوائد القانون المعدل وانه لن يمس الطبقتين الفقيرة والمتوسطة وان ٩٠% من المواطنين معفيين من الضريبة الى آخره.
في حين ردّ الداعون للاضراب على ارقام الحكومة بطريقة ذكية ابتعدت عن مناقشة ارقامها التي اعلنتها وذهبت الى مناقشة ما سموه الضريبة غير المباشرة والتي سيتأثر بسببها الطبقتين الفقيرة والوسطى معا.
قلت:
يوجد شرخ عميق وواسع في الثقة بين الحكومات المتعاقبة والشعب واسبابه كثيرة يعرفها الكثيرون على رأسها ازدياد المديونية على الرغم من الإصلاحات الاقتصادية التي طبقتها الحكومة وبسبب الفساد المالي.
في المقابل ثمة شرخ بدأ يتسع ويزداد عمقا بين فئات محددة من الشعب والمعارضة التي تقوم بتحشيد الشارع ومنها النقابات المهنية ضد اي قرار يبدو ايجابيا سواء في مجال الطاقة او المياه او السياسة او البرنامج النووي وامثال ذلك من المشاريع الوطنية الكبرى التي تصب في مصلحة الوطن.
وبين الشرخين يئنّ الوطن والمواطن وتتجاذبه الآلام والآمال كل لجهته… وكأن حالنا يقول:
(طاسة وضايعة)، إذ يرمي كل طرف منهم الطرف الآخر بتردي الاوضاع الاقتصادية في البلد.
وما أميل إليه هنا هو أن اقرار القانون المعدل لضريبة الدخل لن يحل الازمة الاقتصادية بل سيساهم فقط في تخفيف نسبة التراجع الاقتصاي السنوي. وقد يصيب اثره الطبقة المتوسطة من المجتمع التي طالما تحملت وامتصت الصدمات .
عدم اقرار القانون لن يحل المشكلة الاقتصادية المتراكمة في الاردن ولن يخفف من الاعباء المالية على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بشكل كبير بل بشئ يسير. وسيعرض البلد الى المزيد من الضغوطات الاقتصادية وتراكمها. بالتالي ستأتي على الأخصر واليابس والغني والفقير وتغرق السفينة بجميع من فيها… الا من استطاع القفز وهو يجيد السباحة.
العبرة…
على الحكومة ان تستمع للمعارضين لتعديل القانون، و تنظر الى الايجابيات المترتبة على رفض التعديل وايجاد البدائل والحلول للمخاوف التي ابدتها المعارضة للقانون .
وعلى الداعين للاضراب ان يحافظوا على الايجابيات المصاحبة للقانون المعدل ويعارضوا فقط السلبيات.
قال الله تعالى: (إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا).
هذا والله تعالى أعلم.
الثلاثاء
٢٩/٥/٢٠١٨
عدنان الصوص