رسالة للانظمة السنية خاصة

{رحم الله امرءاً جبَّ الغيبة عن نفسه}

ليس بحديث ومعناه صحيح..

ويُغني عنه…

حديث : الْحَلالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام . رواه البخاري ومسلم.

“وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين في فوائد آية الدَّيْن مِن سورة البقرة :

ومن فوائد الآية : أنه ينبغي للإنسان أن يتجنّب كل ما يكون له فيه ارتياب وشك ؛ لقوله تعالى: (وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا) .

ويتفرع على هذه الفائدة : أن دين الإسلام يُريد من مُعتنقيه أن يكونوا دائماً على اطمئنان وسكون .

ويتفرع أيضاً منها : أن دِين الإسلام يُحارب ما يكون فيه القلق الفكري ، أو النفسي ؛ لأن الارتياب يُوجب قلق الإنسان واضطرابه .

ويتفرع عليه أيضا : أنه ينبغي للإنسان إذا وقع في محلّ قد يُستراب منه أن ينفي عن نفسه ذلك؛ وربما يؤيد هذا الأثرُ المشهور: رحم الله امرئ كفّ الغيبة عن نفسه .

لا تَقل : إن الناس يحسنون الظن بي، ولن يَرتابوا في أمْرِي؛ لا تَقل هكذا ؛ لأن الشيطان يجري مِن ابن آدم مَجرى الدم ، فربما لا يزال يوسوس في صدور الناس حتى يَتَّهِمُوك بما أنت منه بريء “. اهـ. منقولا .

قلت:

أوْلى الناس بالبعد عن مواطن الريبة وسوء الظنّ هم الأمراء والسلاطين والعلماء والدعاة ممن يشار إليهم بالبنان.

لأن ثمة فئة شرقية في أصلها تعتمد قصداً وتديناً أسلوب التشهير للتنفير والإسقاط… فإن وجدوا حدثاً في زواياه أو زاوية منه مظنّة منكر أو غش أو عمالة أو سرقة أو سفاهة طاروا بها فرحاً ودعاية.

وعليه… يتطلب الحذر من الوقوع في أمرٍ يستغله هؤلاء الغرابيب.

فمن تعرّض للتهمة فلا يلومَنّ من أساء الظنّ به ابتداء، بل يلوم نفسه هو. وفي التوجيه النبوي: “ومن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه” ما ينير لنا السبيل في هذا . أي: من اتقى المتشابهات فقد حافظ على دينه وعلى عرضه من الأذية وسوء الظن.

فعمل الإنسان له جانبان: أن يكون صوابا مشروعا في نفسه، وأن يخلو من موطن التهمة.

فإن كان صحيحاً وفيه موطن للتهمة وكان لا بد من القيام به؛ لزم صاحبه تفنيد التهمة قبل حصولها والتبرئ منها، فإن لم يفعل ذلك فقد أساء إلى نفسه أولا وإلى رسالته ثانياً وإلى أمته ثالثاً. كما نشاهده من بعض الحكام والحكومات ممن يتصرفون ما يثير السخط وسوء الظن وفي نفس الوقت يتركون الإشاعات تموج موج البحر ولا يحركون ساكنا لتفنيدها بحجة أن الله يدافع عن الذين آمنوا أو زعمهم أن في ردّ الإشاعة وتفنيدها حظوظ للنفس؟

فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنها صًفيّة” ولم يكتف بحجتهم ؟

والحمد لله رب العالمين

٢٩/٣/٢٠١٨

عدنان الصوص

Scroll to Top