١- أدت إلى مقتل عددٍ مهول من الصحابة والتابعين بلغ حوالي مائة ألف، على رأسهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
٢- أدت إلى تحول كبير في مسار التاريخ الإسلامي. منها انتهاء عصر دولة الخلافة الرَّاشدة والخلافة الشوريَّة، وقيام الدولة الأُموية وبروز الخلافة الوراثيَّة.
٣- تسببت بإنشغال المسلمين لأول مرة عن الفتوحات بقتال بعضهم البعض.
٤- تسببت ببداية النزاعات بين المسلمين، فبرز الخوارج لأول مرة، كجماعة تطالب بالإصلاح وردع الحاكم الجائر والخروج عليه، كما برزت جماعة السبئية الغلاة، التي اتفقت على تقديم أهل البيت على جميع الناس، وغالت في حبهم، كما كانت من آثار الفتنة.
موقف علي من قتلة عثمان رضي الله عنهما:
(…تولى علي بن أبي طالب الخلافة ودم سلفه العظيم عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يجف بعد، وقاتِلوه لا يزالون بالمدينة، وعليه أن يقتص من قتلة عثمان ويعيد للخلافة هيبتها، وكان ذلك مطلبا عاما؛ فذهب إليه طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام يطلبان منه أن يقيم حد القصاص على قتلة عثمان، فأجابهما بأن الأمر يحتاج إلى تمهل وتأنٍ؛ فالذين قاموا بالقتل عدد قليل، ولكن وراءهم عشرة آلاف يملئون المدينة قد خدعوا بهم، وهم مستعدون للدفاع عنهم؛ ولذلك عندما كانوا يسمعون قائلا يقول: من قتل عثمان؟ كانوا يجيبون في صيحة واحدة نحن جميعا قتلناه، فاقتنع الصحابيان الجليلان بما قاله علي بن أبي طالب لهما…)) بتصرف.
العبرة الكبرى..
لا تكن جسرا للحركات الباطنية ولا الخوارج ولا الماركسية ولا الرافضة الخمينية، ولا العلمانية المُحدّثة لإثارة الفتن بحجج وتأويلات تقوم على منازعة الأمر أهله، أو نصرة المستضعفين، أو محاربة الفساد والمفسدين، أو إقامة العدل بين الرعية بما يسمونه بالعدالة الإجتماعية. فإن الفتن الداخلية تعصف بالأمة كالإعصار المدمر. ولنا فيما يجري في بلاد الإسلام اليوم الغنية والدليل البيّن على خطر الفتن الداخلية. حيث نرى ملايين القتلى والجرحى والمشردين، وتسوية مدن كاملة بالأرض، وهتك لأعراض المؤمنات بالآلاف.
إلا ليت شعري… كيف نغفل عن أخذ العبرة مما مضى ونلدغ من نفس الحجر عشرات المرات؟!!!!
تذكر..
(لا يلدغ المؤمن من حجر واحد مرتين) الحديث.
١٩/٧/٢٠١٧
عدنان الصوص