الجولاني الى قيادة دويلة بأوامر بشار الاسد

من المعلوم انه في الدول التي قامت فيها انقلابات اشتراكية … يستلم “وريث السر” زمام الامور من مركز عسكري او امني رئيسي … مثل أن يكون وزيرا للدفاع أو رئيسا للمخابرات العامة أو نائبا للرئيس ريثما تسيطر عصابتة على مفاصل الدولة وعندها ينقلب على الرئيس ويتخلص منه بيسر وسهولة ويعلن نفسه حاكما ابديا بأمر الله!

وهذا ما رأيناه في مصر مع محمد نجيب وعبد الناصر … وفي العراق مع البكر وصدام حسين … وفي سوريا مع امين الحافظ وحافظ الاسد … وغيرها كثير …

واليوم … لدينا مثال من نفس النوع على الاراضي السورية!
فـعصابة البعث الاسدي وعبر اَتباعها في قيادة النصرة او جفش تطالب بتكوين كيان يجمع العديد من الفصائل الاسلاموية التي تحمل خليط بين الفكر البعثي والايراني وفكر القاعدة والتكفير والاخوان والعواطف والشعارات الطفولية …

والجميل في موضوع هذا الكيان البعثي الجديد أن يكون العميل البعثي الجولاني … نائبا لرئيس هذا الكيان وقائدا عسكريا له بيده السلاح والامر والنهي!!

لكن من هو الجولاني؟
انه ابن ضابط مخابرات الاسد محمود قولاغاصي -ابو القعقاع- الذي كان مسؤولا منذ عام 2003 على تنظيم وتدريب وتهريب الشباب المدفوع بالشعارات الجهادية من سوريا الى العراق لقتال القوات الامريكية تحت امرة الزرقاوي …!!

والجولاني نفسه ذهب “للجهاد” في العراق … ومن ثم ارسلة البغدادي “بمهمة جهادية” من العراق لسوريا في الفترة التي بدأ بشار الاسد بتنظيم اطلاق سراح الارهابيين من سجون 7 نجوم -بما فيها معهد صيدنايا الفكري!- وجلب العديد من القيادات الفكرية لـحزب التحرير الى الساحة السورية ليشكلوا فيما بعد العديد من التنظيمات الاسلاموية الجهادية التي لصقها الاعلام الصهيوني الاشتراكي العالمي -اولهم قناة الجزيرة القطرية!- واليساريين السوريين واليساريين العرب … ألصقوها بالثورة السورية …!!

وفعلا في تلك الفترة اُنتجت العديد من التنظيمات -التي حوّلتها آلات البعث الاعلامية والدعائية الى فصائل ثورية!- في سوريا وتم الاعلان عنها رسميا وعلى رأسهم داعش بزعامة البغدادي والنصرة بزعامة الجولاني! وجاءت كوادر التنظيمين من معاهد بشار الاسد للتوجيه الفكري في سوريا ومعاهد نوري المالكي للتوجيه الفكري في العراق!

ومحاولات الاسد اليوم تدور حول اقامة كيان بزعامة الجولاني يكون درعاً لمواجهة لاي تحرك دولي ضد نظام البعث الاشتراكي الاسدي.

وهنا ادعوكم لنتذكر سوياً ماذا فعل هذان التنظيمان …
فورا قام نظام البعث بتسليمهم الارض والسلاح! عبر طنطنات “تحرير المناطق” من المعسكرات والمطارات … وبدأت ايران وقطر بالتمويل!
فقاموا بتخليص بشار الاسد من اعداءة داخل الثورة السورية من النشطاء السياسيين والفكريين والاعلاميين والاغاثيين السلميين بقتل بعضهم واخفاء آخرين … وتمموا ما بدأ به بشار الاسد بقتل كل مؤيد اجنبي للثورة السورية على الارضي السورية بما فيهم الاعلاميين ونشطاء حقوق الانسان وعُمال الاغاثة! ثم انقلبوا على ابسط افكار الثورة … فاعلنوا ان مشكلتهم هي مع العلويين وليس مع نظام الأسد!
ثم كفّروا الجيش الحر والثورة السورية وقاتلوهم وذبحوا قادتهم ونشطائهم ونهبوا ما نهبوا وسرقوا ما سرقوا وبدأوا باعادة تحرير المناطق “المحررة اصلا”! من كوادر الثورة والجيش الحر … ثم حرقوا علم الثورة لانه “راية جاهلية”!!

وعندما تحرك العالم للرد على جرائم نظام البعث الذي استخدم السلاح الكيماوي بأوامر بشار الاسد … حشدت داعش والنصرة وحزب التحرير المظاهرات والحشود عبر شعاراتهم الاسلاموية المعهودة … ووقفوا وقفة رجل واحد مع زعيم الارهاب في سوريا بشار الاسد و مفتي الارهاب والبراميل حسون … وهددوا ورفضوا اي تدخل امريكي او غربي او دولي في سوريا ضد نظام بشار الاسد!!!

وعودةً الى باقي التنظيمات والفصائل الاسلاموية …
بعض من قيادات تلكم التنظيمات استوعب “جزءا” حجم المؤامرة فتراجع فورا واعلن برائته من الفكر التكفيري البعثي الايراني … وهؤلاء تخلص منهم بشار الاسد و بوتين فورا!!
بينما بقي آخرون منزلقين في فوضى “الكارثة التي لا مخرج منها”! فأصبحوا ادوات بيد بشار الاسد عبر التنازلات التي لا نهاية لها لعصابة جفش البعثية!

وخلال ايام … سنعلم مَن منهم العميل … ومَن منهم الغبي … ومَن منهم العاقل!

 

منذر العربي

 

Scroll to Top