موسكو واسرائيل الحلقة الثانية

Image842نتابع الحلقات لنبين علاقة الشيوعية باليهودية في واقعنا المعاصر

ولكي ندرك تلك الحقيقة ادراكا تاما لا بد في المستقبل من بيان الادلة النظرية من التوراة والتلمود والبروتوكولات الصهيوينية لاثبات العلاقة بين الشيوعية واليهودية وصور تطبيقها على ارض الواقع قديماً. وذلك لحل ما يسمونه بالمسألة اليهودية وهي: (أن اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم وعبيد خلقوا لخدمهم).

سيتبين للقارىء بالأدلة الصريحة على أن الشيوعية المعاصرة وليدة اليهودية، أو الصهيونية باعتبارها الحركة السياسية اليهودية الساعية لتطبيق العقيدة اليهودية او المسألة اليهودية. تلك العقيدة التي لا يمكن حلها الا باستلام الحكم والتأميم. وهذا ما اتفقوا على تسميته حديثا بالشيوعية او الاشتراكية.

سنتناول هذه العلاقة الشيوعية اليهودية من الناحية التأصيلية والناحية العملية التطبيقية.

أولاً: الأدلة التأصيلية المعاصرة على علاقة الشيوعية باليهودية:

– يهودية المؤسسين:

(أ) المؤسس الأكبر كارل ماركس:
واسمه الأصلي (كاي مردخاي) وهو يهودي(91 )، حيث ولد في ألمانيا الغربية سنة (1818م)، وبعد ست سنوات من ولادته اعتنق والداه اليهوديان المسيحية من غير اعتقاد بها(92 )، وأصبحت أسرته بروتستانتية(93 ). وممن قال بيهودية ماركس كل من، الحاخام اليهودي (مانفرد رايفر)( 94)، و (ن. هـ. بياليك)، حيث ذكر أن تفكيره يهودي، وذكاؤه الحاد وبعد نظره الثاقب شربا من لبن اليهود(95) .
ويكشف لنا الدكتور عبد المنعم الحفني عن سبب تظاهر والد ماركس بالنصرانية، فيقول: ((كان أبوه محامياً ألمانياً، صدر قرارٌ بمنعه من ممارسة المحاماة بسبب يهوديته، فاعتنق المسيحية تُقاة، … وهي طريقة اليهود كلما أعوزهم الأمان يلجأون إليها أحياناً فرادى وأحياناً بشكل جماعي، حتى إذا أمكنتهم الفرصة عادوا إلى إظهار دينهم)) ( 96).

ويربط الحاخام اليهودي بين الروح اليهودية الثورية المتأصلة في أعماق كارل ماركس، والاشتراكية، فيقول: ((تكاد كتب التاريخ لا تذكر كما يجب أن كارل ماركس، ذلك الرجل الذي كان بروحه واجتهاده وجهاده أكثر إخلاصاً لمهمة إسرائيل، من أكثر الذين يتشدقون بالحديث عنها باستمرار. ولد ماركس في ألمانيا سنة(1818)، لأسرة عريقة في العمل الحاخامي. وكانت روح اليهودية الثورية المتأصلة في أعماقه هي التي توجه أعماله وتملي عليه أفكاره ونظرياته…كارل ماركس هو أحد مؤسسي الاشتراكية في العالم، وكتابه ((رأس المال))، هو إنجيل الحركة الاشتراكية، وتوفي عام (1883م) ( 97) .

(ب) أما فريدريك انجلز:
رفيق ماركس في النظرية الاشتراكية: فقد ولد في ألمانيا عام (1820م)، وكان هو أيضاً ((يهودياً ينتمي إلى أسرة يهودية ثرية تمتلك مصانع للنسيج في إنجلترا))( 98).

(ج) لينين:
واسمه (فلاديمير ايليتش أوليانوف)، وممن قال بيهوديته، عبد الله التل( 99)، ومرسي عبد العظيم الأسيوطي( 100)، والدكتور إبراهيم الشريقي( 101)، ونهاد الغادري(102) وغيرهم.
وأشار نهاد الغادري إلى ((دراسة صدرت عام (1965)، لكاتب يهودي أمريكي عاصر لينين ورافقه هو(لويس فيشر) تؤكد أن لينين يهودي الأصل. وهو ما سبق وذهبت إليه من قبل مجلة فرنسا القديمة عام (1918)، وصحيفة (الساعة) الباريسية ذات الاتجاه الراديكالي الاشتراكي عام (1917)، وقالت الأخيرة: إن اسم لينين اليهودي هو (زيدر بلوم)))(103).

يتبع الحلقة الثالثة بإذن الله

——-

المراجع:
(91) ((وضاعت الجولان))، للمؤلف فؤاد كرم، (ص 5)، ط/3، 1970. وكتاب ((خرافة الثقافة اللادينية))، تأليف مرسي عبد العظيم الأسيوطي، مكتبة النهضة المصرية، (ص143- 150)، ردّ فيها المؤلف على زعم عبد الوهاب المسيري أن ماركس لم يكن يهودياً. وكتاب ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، تأليف د. إبراهيم الشريقي، ط/ 1، (ص 14).وكتاب ((التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية))، للكاتب نهاد الغادري، (ص 15 ،20)، من منشورات دار الكتاب العربي، طبعة: بيروت كانون ثاني 1969.
(92) ((النظام الإسلامي والمذهب الماركسي والمقارنة بينهما في الحكم والتشريع))، للبروفسور الدكتور إبراهيم الشريقي (ص23).
((93) ((موسوعة الهلال الاشتراكية))، (ص465). و((الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام))، لـعبد الله التل، ط المكتب الإسلامي (ص63). و((موسكو وإسرائيل)) (ص20).
(94) ((اليهود)) لزهدي الفاتح، (ص99-100)، ط/2، نقلاً عن مصدره رقم (232).
(95) ((اليهود)) لزهدي الفاتح، (ص157)، ط/2، نقلاً عن مصدره رقم (399).
(96) ((اليهود)) لزهدي الفاتح، (ص144)، ط/2، نقلاً عن مصدره رقم (359).
(97) ((موسوعة فلاسفة ومتصوفة اليهود))، مكتبة مدبولي، (ص 197).
(98) ((خرافة الثقافة اللادينية))، تأليف مرسي عبد العظيم الأسيوطي، مكتبة النهضة المصرية، (ص151). ومن الأدلة على ذلك: قول ماركس لانجلز في رسالته التي بعث له بها في11/2/1865م، لندن: ((لما كان اليوم هو السبت يخيل الي انك لن تبعث بكراسك في اليوم نفسه)). عن كتاب ((مراسلات ماركس انجلز)) (ص 188)، ترجمة د. فؤاد أيوب، دار دمشق.
(99) ((الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام))، عبد الله التل، ط/ المكتب الإسلامي، (ص43)، وانظر: ((اليهود في المعسكر الشرقي)) لداود سنقرط، ط/1، 1983، ، ص27-28.
(100) في كتابه ((خرافة الثقافة اللادينية))، مكتبة النهضة المصرية، (ص155- 157)، وفي هذه الصفحات ردّ على ما قاله عبدالوهاب المسيري، إن خلفية لينين الدينية ليست يهودية.
(101) في كتاب ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، ط/1، (ص 14).
(102) ((التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية))، للكاتب نهاد الغادري، (ص/21)، من منشورات دار الكتاب العربي، طبعة: بيروت، كانون ثاني، 1969.
(103) في الحاشية، (ص21).

 

Scroll to Top