معركة السلام مع اسرائيل تحتاج منا الى نفس طويل، لسببين.
الاول: ان اليهود هم من اشد الناس حرصا على حياة، وانهم يمتازون بالغدر وعدم الايفاء بالوعود وغيره من الاخلاق الكريهة.
والثاني: هو غثائية المسلمين الا ما رحم.
لذلك، وبمناسبة تطور الموقف الامريكي السلبي التدريجي المعلن تجاه اسرائيل كما بات معلوما ومتداولا في وسائل الاعلام العربية والغربية والاسرائيلية، وكذلك بين المسلمين، وما ذكر من امكانية تحييد أمريكا والغرب في صراعنا مع إسرائيل وانه اصبح قابلا للتطبيق واسباب ذلك!!!!
كنت قد كتبت في عام 2005 قبل عقد من الزمن في كتابي: (المنابر الاعلامية بين تجاهل الخطر الاشتراكي وظاهرة معاداة امريكا) ما هو جدير بالمراجعة لاخذ العبر وما تحقق منه وما ننتظر تحققه. وهذا نصه:
سياسة أمريكا مع إسرائيل لها وجهان:
أ- سياسة سلبية خطرة:
تتمثل بجميع أنواع الدعم المادي ( المالي والعسكري)، والمعنوي ( استخدام الفيتو) وغيره لصالح إسرائيل، ومعظم هذا الدعم للحفاظ على وجود يهودي داخل فلسطين فقط لتحقيق عقيدة القيامة عند النصارى ومنهم البروتستانت . لكن علينا أن ندرك أن معالجة هذا الانحياز الأمريكي الواضح والفاضح لإسرائيل، لا يكون باقتراف المزيد من الأفعال التي تؤدي إلى زيادة الدعم والعطف الأمريكي والغربي لها، بل يكون بنفس الأسلوب الحسن الذي استخدمته إسرائيل معهم، منطلقة من المناخ الديموقراطي، بعيدا عن الإرهاب ودعم السياسات الاشتراكية، وأن نسعى إلى العمل لإيجاد تيار سياسي جديد يقوم بعلاقاته مع الغرب على فهم الإسلام والواقع أولا، وإعمال القواعد الأصولية للشريعة الإسلامية، وفقه الموازنات والمصالح والمفاسد ثانيا، دون شطط ولا إفراط ولا تفريط. علما أن تحييد أمريكا والغرب في صراعنا مع إسرائيل قابل للتطبيق إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع. وقد قطعنا جزءً من ذلك في الاتجاه الصحيح في السنوات الأخيرة بعد البدء بعملية السلام. فخرجت علينا فئة من الشباب المتحمس لنصرة دينها، ومعها الجهل في الأحكام الشرعية والجهل في الواقع، فاستخدمت الأساليب المحرمة الموروثة عن الشيوعية، فأعادتنا إلى بدايات الطريق من جديد، فخدموا بذلك إسرائيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. {قلت: انظر كيف تتوجه اسرائيل حاليا باستخدام ورقة داعش للحفاظ على العلاقة مع امريكا والغرب وللتخلص من استحقاقات العملية السلمية].
ب- سياسة ايجابية تتمثل بما يلي:
1- منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها، من خلال إجبار إسرائيل بالانسحاب من سيناء عام 1956 م. ومحاولاتها مرارا رفض مشروع قرار التقسيم الذي فرضته الكتلة الاشتراكية، وانبثق عنه قيام دولة إسرائيل عام 1948م . وهي تمنع حاليا إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية، بحجة محاربة الإرهاب الفلسطيني ، مما يدل على أن سياسة أمريكا لا تسعى كالاشتراكيين إلى اقامة الدولة اليهودية، أو توسيعها، إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي دعمته بريطانيا سابقا. وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة، وتجنب ما يعكر صفاءها.))) أ هـ انتهى الاقتباس من الكتاب
{قلت: ومما يعكر صفو تلك السياسة هي كل الافكار الثورية الماركسية او التحريرية او الخمينية وما انتجته من فكر هيمن على افراد تنظيم القاعدة والاخوان المسلمين، تلك الافكار التي انتشرت بين شبابنا على شكل احزاب وافراد وانظمة}
عدنان الصوص