أقصد بالعنوان مجموع القوى المسؤولة عن التغيير، سواء التغيير الايجابي ، ام التغيير السلبي.
بداية الكل منا يعلم بأن الاسلام قد حمل مسؤولية التغيير جميع الافراد في المجتمع وفي كل الفئات والمستويات الاجتماعية. الا ان لبعض الفئات قوة تغييرية اقوى من الاخرى فلو اردنا ان نحصى قوى التغيير لوجدنا التالي:
قوة العامة ومنهم التجار
قوة الدعاة
قوة العلماء
قوة الحاشية الحاكمة
قوة شخوص الحكام
تخيل لو ان كل افراد هذه الفئات او اغلبها
آمن واتقى وعمل صالحا … تخيل كيف يكون حال الامة الاسلامية.
اي انه كلما تظافرت هذه القوى تظافرا ايجابيا ادى ذلك الى التمكين والعز والنصر المبين. وهذه الحالة حدث في عهد خلافة النبوة وفي عهد ابو بكر وعمر رضي الله عنهما…
اما ان قصرت فئة او اكثر من هذه الفئات المسؤولة عن التغيير ونحت منحا سلبيا؛ فانها لا شك ستؤثر في محصلة قوى التأثير الايجابي وستنقص منه بمقدار النقص الحاصل فيها، كما حصل في زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما.
حيث لما انحرفت نسبيا قوة العوام وبعض الدعاة وتأثرت بالشبهات والشهوات ولم يوجد من الدعاة والعلماء ما يكفي للقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاتساع رقعة الاسلام وازدياد عدد المسلمين فان ذلك ادى الى خلخلة بنية الامة الاسلامية والنقص في قوتها.
وأسوء الحالات هي ان تصاب الفئات كلها او معظمها بالوهن وحب الدنيا وشهواتها وترك الامر والنهي.
وبالاجمال لا بد من العلم أن مؤشر صلاح الامة الاكبر وأصله؛ يعود لصلاح الافراد ابتداء، حيث ان الافراد هم اللبنات الاولى المكونة لتلك الفئات المسؤولة عن التغيير، وهم الذين يفرزونها.
قال الله تعالى:
(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ومن الظلم قولبت فقه التغيير في قالب واحد الا وهو قالب فئة الحكام دون غيرهم، وزج الناس في اتون صراع دائم معهم ومع انظمتهم كما يفعله حزب التحرير. فان هذه الحالة من فقه التغيير هي الأسوء والاشد ضررا على الاسلام والمسلمين مطلقا.
عدنان الصوص
8/10/2016