سيناريو ما بعد وقف الحرب الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة

سيناريو ما بعد وقف أو إيقاف الحرب الصهيونية ضد شعبنا في قطاع غزة، هل هو:
(الحل السياسي للقضاء على الحل السلمي)

سبق أن قلت بأن العدو يريد إطالة أمد الحرب ليس بغضاً بالمقاومة، بل لعدد من الاهداف الاخرى على رأسها التهرب من استحقاقات العملية السلمية وإقامة الدولة الفلسطينية…

ولا زال العدو ولغاية الآن وبعد مرور ٧٠ يوم على بدء طوفان الاقصى متمسكاً بإطالة زمن الحرب، لكن وبسبب الخلافات الامريكية الاسرائيلية حول ملف الحرب وعلى رأسها مدة الحرب، وعدم قصف المدنيين، وإدخال المساعدات وعدم التهجير، أعلن العدو أن الحرب ستستمر الى عدة أشهر ردا على طلب امريكي بان تنتهي خلال اسابيع.

امام هذه الخلافات، وكذا الضغوطات العالمية والصهيونية الداخلية لإيقافها، يبدو أن السيناريو التالي بدأت تظهر ملامحه… وهو:

  • إنهاء الحرب لا غالب ولا مغلوب
  • البقاء على المقاومة الحمساوية مع بعض الشروط
  • المصالحة الفلسطينية الفلسطينية
  • إخراج قيادات فتحاوية مقاومة على رأسها مروان البرغوثي من السجن في عملية تبادل الاسرى، و/ أو قيادات فصائلية اخرى
  • ها اجندات خارجية مقاومة.
  • اجراء انتخابات فلسطينية
  • تشكيل حكومة فلسطينية

نعم، قد تكون هذه الخطة او هذا الحلّ هو الوسط بين أطماع العدو في حرمان عودة السلطة لمسؤولياتها في قطاع غزة، وأطماعه في إسقاط السلطة بأقرب فرصة ممكنة من خلال الانقلابات العسكرية من قبل الفصائل الفلسطينية ضد السلطة، وبين الهروب من استحقاقات السلام الابدي، او بعيد المدى.

فالعدو يراهن بهذه الخطة التي بدأت تظهر ملامحها الأولية على الحل السياسي للقضاء على الحل السلمي والمفاوضات.
كيف؟

العمل بطريقة سياسية سلمية على وصول قيادة فلسطينية بدل الرئيس محمود عباس لا تؤمن بالمفاوضات، بل بالمقاومة، وبطريقة فنية مدروسة تقوم بها هذه القيادة الجديدة تؤدي بها الى رفض السير في طريق السلام واستبدالها بالمقاومة.

وبهذا يتم تاجيل مشروع إقامة الدولة الفسلسطينية الى اشعار آخر بعيد. اما اذا رافق ذلك تغيّر في قيادات الانظمة الراعية للسلام كلها أو بعضها، وتبنت الجامعة العربية بقرار عربي العودة للقتال كحل للقضية الفلسطينية، فإن ملف القضية الفلسطينية سوف يغلق الى أمد أطول.

فهل ينجح العدو في ذلك، خاصة في اعلان رفضه لحل الدولتين على لسان الرئيس الامريكي بايدن؟
قد ينجح، وقد ينجح نصف نجاح، وقد يفشل؟

خطر الخلط بين التخذيل عن القتال، والتحريض عليه، خطر بالغ كبير

بل ذهب البعض للتحريض على القتال، مع علمهم بعدم توفر الشروط وانتفاء الموانع حقيقة، إنما هي تأويلات فاسدة قدموها لا تسعفهم في تَخطّي تلك الشروط والموانع فضلاً عن تحقيقها.

فالخلط بين التخذيل والتحريض على القتال يُمارس في هذا الزمان من المدارس الفكرية الثورية الخروجية، وعلى رأسها المدرسة القطبية، التي جمعت بين الوعي السياسي التحريري والماركسي والسّني، مع عقائد صوفية وأخرى رافضية.

مئات الآلاف من الأنفس المؤمنة، بل الملايين منها ذهبت هكذا في ديار الاسلام، بسبب التجارب الثورية الحركية التي تجاوزت ضرورة توفر شروط القتال ابتداء، وشروط النصر انتهاء، على رأسها الراية، ووليّ الأمر والنكاية.

فتجدهم يدفعون باتجاه قتالٍ نتيجته لا تحمي بيضة المؤمنين ولا تكسر شوكة الكافرين، بل تجدهم يُحرّضون الناس للمشاركة به وتأييده من جهة، ويحذرون من العلماء والدعاة الذين ينصحون الناس بحفظ الانفس وبتفعيل وتطبيق وجوب توفر شروط القتال لأجل تحقيق النصر من جهة أخرى.

فهؤلاء ليسوا جهلة، بل يزعمون أنهم على علم، ولا يعلمون أنهم ليسوا على شيء.

هذا والله اعلم.

متى يمكن تصديق الكاذب

الكذّاب لا يكذب دائماً في كل قول له، لكنه أحيانا يصدق…
ليس من المهارة تكذيب الكاذب في كل ما يقول، بل في استخلاص ما يصدق فيه مِن ركام الكذب.

وعليه، فمن كانت عقيدته تعتمد الدجل منهجاً، كالصهيونية والرافضة والشيوعية، وبقية الفِرق الاسلامية الباطنية، قد يصدقون، بالتالي فإن كذبناهم فيما صدقوا، وقعنا في الالتباس.
فالحكيم من استطاع التفريق بين هذا وهذا.

معاداة السامية

معاداة السامية بالنسبة لدولة الاحتلال الصهيونية، بمثابة القلب النابض للحياة.
فاذا توقف الناس عن الخوف من القيام بالاسباب الموجبة لاطلاق التهمة عليهم من قبل اليهود، توقف نبض الحياة في دولة الاحتلال.
المعيب أن العالم وقع في الفخّ، وأبناء قومي العرب ما قصروا، وعلى رأسهم الفلسطينيين.

المسيرات الشعبية في الغرب ضد إسرائيل

نعم فرحنا ولا زلنا بالمسيرات والاحتجاجات الشعبية في شوارع المدن الغربية والاخرى العالمية، ضد مجازر العدو الصهيوني التلمودية ضد شعبنا في فلسطين…
نعم، كان زخم المسيرات وتكرارها واستمرارها غير مسبوق، بل ملفتة للنظر….
فهل شعوب العالم كانت تنتظر هكذا حدث لتعبّر عن غضبها وبغضها للاحتلال الصهيوني؟
ام كان منطلق مسيراتهم للتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته؟

أم أن المحرك ليس حباً بقضية الشعب الفلسطيني ولا بغضاً بالعدو الصهيوني بقدر البغض والعداء لأمريكا؟
مهما يكن الأمر، حتى لو كان المحرك الأكبر هو بغض أمريكا الذي شارك فيه مختلف التيارات الفكرية والمذهبية، وعلى رأسها الخمينية والماركسية وفئات من اليهود وحزب التحرير ، والقاعدة والدواعش والاخوان وغيرهم، فإن مآل الأمر بإن الله بُغض العدو الصهيوني وسقوط اوراقه عالمياً مع الزمن.

Scroll to Top