تكفيك هذه لكي تهديك فتدبرها…
ثبت منذ عقود مضت، أن العدو الصهيوني لا يريد السلام، ولكنه تجرّعه على مضض حتى وصل الى مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين، التي كان سيُجبر فيها على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
فماطل وماطل وتعذّر وتذرّع بورقة الأمن التي أُهديت له عن طريق مشروع المقاومة المرتبط بطهران ودمشق.
فلو كان يخاف من هكذا مقاومة، لسارع إلى قبول السير في مفاوضات الحلّ النهائي، خاصة أنه لا يوجد أمامه أي مانع من قبول السلام، لا من العرب ولا من الغرب، بل إن العرب والغرب يرغبون بالسلام.
لكنّ العدو رفض هذه الإرادة الدولية وأصرّ على رفضها ولا يزال. وهذا يفسر لنا بكل وضوح وبالاستقراء والتاريخ انه يرغب ببقاء المقاومة التي يعتاش عليها.
لو تدبرتها بهدوء بعيدا عن التأثيرات الجانبية والدعايات المضللة، لأبصرت أمامك، وزالت عنك الغشاوة.
نعم النصر قادم لا محالة…
لكن مع وجود فئة من الناس، تطالب الأردن ومصر اليوم بتحدي أمريكا بحجة نصرة أهلنا في قطاع غزة، لا بد لنا من نصحهم وبيان حقد بعضهم، و الردّ على تأويلاتهم الفاسدة… وذلك كي لا يتسع الخرق وتتضاعف المفاسد..
ومعظم هؤلاء أناس طيبون لكن غُرر بهم بواسطة الغربان الشرقية الموالية للخمينية ولحزب التحرير، والماركسية…
فالتحذير من مآلات دعواتهم المشبوهة واجب بحسب القدرة، كي لا تغرق سفن عربية أخرى.
قبل أن تطالب الجيوش العربية، طالب أصحاب مشروع المقاومة لمساندة حماس
عزيزي، أنظر الى خطر ما تدعو إليه… وسبق أن نشرته قبل سنة ونصف…
إن قتال الجيوش العربية لسلطة الاحتلال بحاجة الى شروط يجب تحقيقها قبل بدء المعركة…
١- تحييد أمريكا من المعركة.
٢- إخراج المنافقين العرب والعجم والفرس من المعركة، أو تحجيمهم إلى الحد غير المؤثر.
٣- إعداد القوة الكافية في حال تدخل روسيا والكتلة الاشتراكية لحماية العدو.
٤- الإيمان والتقوى.
☆اما الدعوة لتدخل الجيوش العربية، ويقصدون تحديدًا جيوش محور السلام لتحرير الأقصى دون اعتبار للشروط اعلاه، فإن هذه الدعوة مشبوهة أساسا، بل فيها دعوة صريحة (علم صاحبها أم لم يعلم) لإهلاك العرب وتقديم خدمة جليلة للعدو الذي سينتهز فرصة دعم ومساعدة أمريكا لأجل احتلال عواصم عربية واقعة بين الفرات والنيل لإستكمال أرض دولة إسرائيل.
¤ لذا، فإن محور المفاوضات لا يمكن له البدء بالهجوم، ما دامت الموانع أعلاه موجودة، وعلى رأسها التدخل الأمريكي.
هذا والله أعلم.
الخيارات المتاحة لتحرير فلسطين
١- الحرب على طريقة اللآت الثلاث المعلنة على طريقة عبد الناصر: قدم الأرض للعدو، وساعدها في العلو ودعم الغرب.
٢- الحرب المدعومة من مشروع محور (إيران – دمشق) مع إعلان رفض للسلام، المشابهة لطريقة ناصر: استمر من عام ٧٩ الى عام ٩٢ بلا فائدة.
٣- الحرب المدعومة من محور (ايران – دمشق) مع إمكانية التفاوض والهدنة بلا سلام: انقلاب حماس على السلطة وبدون فوائد.
٤- خيار (السلام والمفاوضات) مع المقاومة، على طريقة عرفات: أعاد قطاع غزة، وسبع مدن فلسطينية.
٥- خيار الحرب و (السلام والمفاوضات) على طريقة السادات: أعاد سيناء.
٦- خيار (السلام والمفاوضات) مع المقاومة المحتملة على طريقة الأردن ومصر ودعم من العرب. أعاد به الأردن أرضه.
الخيار الاول، فشل وأعطى العدو التوسع والعلو.
الخيار الثاني، لم يحرر شبرًا وأبقى العدو في العلو.
الخيار الثالث، لم يحرر أرضا، ولم يصر بسمعة العدو.
الخيار الرابع، حرر ارضا، وأضر بسمعة العدو.
الخيار الخامس، حرر ارضا، وأضر بسمعة العدو.
الخيار السادس، حرر أرضاً، واضر بسمعة العدو.
النتيجة:
الأول هو الأسوء
الثاني أقلّ منه سوءا
الثالث، أقل سوءا
الرابع، جيد
الخامس، جيد
السادس، جيد
العبرة:
من أراد المقاومة فأمامه خيارات سيئة بلا سلام، وهما (الأول والثاني والثالث). وثلاث خيارات مع السلام وهي جيدة وهي (الرابع والخامس والسادس).
فمن تمسك بخيارات المقاومة السيئة، مع وجود خيارات المقاومة الجيدة المرتبطة بالسلام، فقد اختار ما يضرّنا ولا ينفعنا، بل يكون قد اختار ما ينفع العدو جغرافيا وقدم له علوا ودعماً غربياً.
اللهم فقهنا بأمور ديننا وواقعنا، وبمعرفة عدونا م صديقنا.
واعلم بأنك تعيش السنوات الخداعات.
عدنان الصوص