يثير الفيلسوف والعالم السياسي الروسي ألكسندر دوغين تساؤلات كبيرة حول دوره في صنع السياسة الروسية وعلاقته بالرئيس فلاديمير بوتين. يعتقد البعض أن دوغين وبوتين يسعيان إلى إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي بطريقة جديدة، محاولين تحقيق نفس أهداف الشيوعية بأسلوب جديد. سنقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على دوغين وتفاصيل حياته وأفكاره، وسنبحث في مدى تأثيره على السياسة الروسية الحالية.
ألكسندر دوغين: الفيلسوف والسياسي:
ألكسندر دوغين هو فيلسوف سوفيتي وروسي بارز، وهو أيضًا عالم سياسي وعالم اجتماع ومترجم. يحمل درجتي دكتوراه في العلوم السياسية والعلوم الاجتماعية، وهو أستاذ جامعي بارز في روسيا. تميز دوغين بأفكاره السياسية المعقدة والمتنوعة التي تلقي الضوء على الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية للعالم الحديث.
رؤيته السياسية:
يُعتقد أن دوغين يهدف إلى إنشاء قوة عظمى أوراسية جديدة من خلال اندماج روسيا مع الجمهوريات السوفيتية السابقة في الاتحاد الأوراسي الجديد (EAU). هذه الرؤية تستند إلى مفهوم الأوراسية الذي يعتبره دوغين كمفتاح لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي في المنطقة. ومع ذلك تبدو هذه الأفكار كامتداد للفكر الشيوعي ولكن بثياب جديد وطنية وقومية الخ.
المساهمة في الفكر السياسي:
تعتبر مؤلفات دوغين العديدة ومشاركته في النقاشات السياسية العالمية جزءًا من دوره البارز في صنع السياسة. يُذكر أنه تم تصنيفه ضمن أفضل 100 مفكر عالمي في المجلة الأمريكية فورين بوليسي في عام 2014.
إشارات إلى الشيوعية:
تثير بعض أطروحات دوغين تساؤلات تشير إلى تأثير الشيوعية في أفكاره ورؤيته على الرغم من زعمه أنه يعارضها. يُعتقد أن بعض المصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها تشير إلى معتقد شيوعي لديه بشكل مخفي. ومن بين هذه المفاهيم مفهوم الأوراسية والاستراتيجية السياسية التي تستهدف الاندماج الاقتصادي والسياسي، والتي هي نفس فكرة الاتحاد السوفياتي بوجه مناسب لظروف القرن 21.
بخصوص حقيقة ألكسندر دوجين، الذي يقال بأنه عقل بوتين.. يمكن القول:
▪كما ان لينين الذي غير وبدل وقدم وأخر بالماركسية، شيوعي…
▪وكما ان ستالين السفاح الذي في عهده ألّب العالم ضد افعال الشيوعية الارهابية شيوعي.
▪وكما ان خرتشوف الذي قيل انه جاء لمحو الشيوعية بشعارة التعايش السلمي مع الغرب، شيوعي.
▪وكما أن جورباتشوف الذي قيل انه دفن الشيوعية بالبيروسترويكا وحولها للرأسمالية، شيوعي.
▪▪فإن ألكسندر دوجين الذي أعاد استخدام اسلوب القومية الروسية وادعاء احترام الاديان وغيره، هو كذلك شيوعي، رغم انه يتظاهر بأنه لا علاقة له بالشيوعية، بل يهاجمها ويدّعي زورا – إن صحّ النقل عنه – أنّ الشيوعية اداة غربية استعمارية.
لذا تجد ان قناة الجزيرة وابواق اليسار نفخوه ربما لأجل تضليل العرب والمسلمين عن حقيقته الشيوعية كونه استخدم الدين والقومية، واستبعد الشعارات الشيوعية المعادية لذلك. فأرادت الجزيرة إبعاد التفكير عن أن روسيا الحالية باعتباره امتدادا للشيوعية. ولا يقال ان دوجين وسطي، وإلا لقلنا ان خرتشوف وسطي من قبل، او انّ جورباتشوف كان رأسمالياً، وقد قيل ذلك، ولكن الحقيقة أنها ألاعيب شيوعية دجلية من الألف الى الياء
النتيجة:
في زمن تراجع الأيديولوجيات التقليدية، تكتسب “العقائد السياسية” الجديدة أهمية كبيرة، حيث تبدو أنها تتمحور حول القداسة والجغرافية الفكرية. لا تسعى لاقتناع الجماهير برؤاها، بل لفرضها عمليا عليها كما يحصل في الحرب الأكرانية. وإذا ما اتسع نطاق انتشارها، قد يكون مصير العالم في حال اتسعت هذه العقيدة أشد سوداوية من مصير العالم على يد الشيوعية.