اعتدنا في سلسلة من المقالات على إجراء مقابلات مع روبوت الدردشة المقوّى بالذكاء الصناعي حول كثير من الموضوعات السياسية والاقتصادية، ولكن في هذا المقال سوف نجعل روبوت الدردشة الذكي ChaGPT الذي أصدرته مؤخرا شركة OpenAI هو الذي يقوم بإجراء المقابلة مع محرر الموقع! أهلا بكم.
المحرر: إذا أخبرتك مثلا بأني كاتب ومحرر في موقع فكري سياسي منذ عشر سنوات، وأكتب في القضايا العربية وبعض القضايا العالمية ولدي خبرات فكرية أخرى لا بأس بها، وزودتك بسيرتي الذاتية، هل تستطيع إجراء مقابلة صحافية معي؟
ChaGPT: نعم، يمكنني إجراء مقابلة معك ككاتب سياسي ذو خبرة في القضايا العربية والعالمية. سأبدأ أولا بتحليل سيرتك الذاتية والتعرف على مجالات خبرتك والموضوعات التي تغطيها وسأبحث عن بعض المعلومات المتعلقة بك أو بكتاباتك أو آرائك لتكوين فكرة عن ميولك واتجاهاتك ومن ثم سيتم وضع الأسئلة الأنسب. من الممكن وضع أسئلة عامة عن القضايا العربية والعالمية، وكذلك أسئلة خاصة بناء على أعمالك ومواقفك وتجاربك الشخصية. الرجاء العلم أني مجرد برنامج ولست إنساناً، فيمكن أن تستخدم ما أقترحه كمرجع لمقابلتك لكن من المهم أيضا أن تكون المقابلة عفوية وشخصية.
المحرر: كيف يمكن لك البحث عن كتاباتي السابقة؟
ChaGPT: كروبوت صناعي بدون الإمكانية لتصفح الانترنت حاليا لا أملك القدرة لبحث عن الكتابات السابقة والتدوينات التي قمت بنشرها لكن مع ذلك، يمكنني طرح أسئلة عامة تتعلق بخبراتك وآراءك حول القضايا السياسية العربية والعالمية بشكل عام.
مثلاً:
– ماهي القضايا السياسية التي اهتممت بها في السنوات العشر الأخيرة؟
– ما هي الدول التي ركزت في كتاباتك عليها ولماذا؟
– ما هو تقييمك للتطورات السياسية في المنطقة العربية والعالمية؟
– بناءً على خبراتك، ما هي توقعاتك للمستقبل؟
– كيف تنظر الى الزخم الحالي للذكاء الاصطناعي وماذا تتوقع أن تكون آثاره على المستقبل السياسي؟
أرجو منك ذكر بعض الأمثلة عن كتاباتك حتى أستطيع أن أطرح أسئلة أكثر تخصصا والتي تتعلق بالمواضيع التي تم طرحها.
المحرر: حسنا لنأخذ أول سؤال.
لقد اهتممت بعدة قضايا عربية، ومن أهمها الثورات العربية وخاصة الثورة السورية، كما اهتممت بالقضية الفلسطينية ودعم عملية السلام، وكتبت بعض الموضوعات أيضاً عن الثورات العربية الأخرى، كما كتبت بعض المقالات حول الخطر الإيراني على العالم العربي وكيفية التصدي له.
أما عن القضايا العالمية، فقد كان التركيز الأكبر هو على الخطر الشيوعي، وامتدادات هذا الخطر بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهذه الامتدادات تتثمل بالحروب التي تشنها روسيا على دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل الشيشان وأكرانيا وجورجيا، كما يتمثل امتداد الخطر الشيوعي في الحرب الاقتصادية التي تشنها الصين على العالم الغربي ومحاولتها احتلال تايوان وغير ذلك، كما يمتد هذا الخطر الشيوعي الجديد إلى استمرار تواجد كثير من الحركات الثورية في الدول العربية في أشكال غير شيوعية بشكل صريح، وإنما خلف أقنعة كثيرة منها ما هو إسلامي مثل حزب التحرير، ومنها ما يستغل معاناة الشعوب أثناء الربيع العربي فيعمل على سرقة نتائج الثورات والتسلق عليها.
ChaGPT: هذه قضايا ضخمة ومتشعبة وتغطي جغرافيا عريضة، يبدو إنه تتركز اهتماماتك في الثورات العربي والسياسية الدولية وخصوصا الخطر الشيوعي انتشاره وما يرتبط به من مخاطر.
بالنسبة للمقابلة، إليك مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن أطرحها عليك:
1- ما هي أبرز العوامل التي ترى أنها ساهمت في نشوء وانتشار الثورات العربية؟
2- كيف تفسر تحولات الربيع العربي و تأثيراته على دول المنطقة؟
3- كيف تتوقع مسار الصراع السوري ومستقبل سوريا في ظل الوضع الراهن؟
4- من وجهة نظرك، ما هي السبل الممكنة لدعم عملية السلام الفلسطينية؟
5- ما هو تحليلك للتهديد الإيراني ودوره في المشهد الإقليمي والعالمي؟ وما هي سبل التصدي له من وجهة نظرك؟
6- كيف ترى الدور الروسي والصيني في السياسة الدولية منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وخصوصاً في الوطن العربي؟
المحرر: هل يمكن لك طرح سؤال واحد فقط ترى أن الأكثر أهمية؟
ChaGPT: واحد من الأسئلة الهامة التي يمكن طرحها بناءً على المعلومات السابقة: “ما هو تحليلك للدور الذي لعبته القوى العالمية في الثورات العربية، وما هو تأثيرها على هذه الثورات ونتائجها؟ وكيف يمكن الحفاظ على هدف الثورات وقيادتها؟” هذا السؤال ليس هو الوحيد وهو أيضا يعتمد على مقالاتك السابقة وليس هو الملخص لهذه المعلومات و الكيفيات بل هو سؤال بسيط للتعمق في الفكرة التي تم ذكرها.
المحرر: في الحقيقة، لست من أنصار القيام بالثورات بشكل عام ضد الأنظمة ولو كانت فاسدة ومستبدة، ولكني أميل إلى التأكيد على أهمية أن يعمل الشعب على إصلاح نفسه والسير في طرق سلمية تدريجياً للخروج من حالة الفساد والتهميش بطرق سلمية، والتي من بينها التعبير الإيجابي عن الرأي وتشكيل جماعات ضغط، والتحلي بروح إيجابية ما أمكن ذلك.
ولكن هناك بعض الحالات لا يمكن للشعب فيها أن يستمر في الصبر والتحمل، وخاصة بسبب كثرة التوجيه الإعلامي الذي يحرضه على الثورة وخاصة مثل حركة كفاية ذات الصلات اليسارية والشيوعية، وذلك في حالة الثورة المصرية، حيث أن نظام مبارك كان بالفعل فيه كثير من الفساد والسلطوية، ولكن القيام بثورة ضده يُعتبر من أكبر الأخطاء الفادحة برأيي، لأن يساعد على قيام حالة من الفوضى قد تستغلها إيران أو الجماعات المتطرفة لفرض سيطرتها.
لكن في حالتي ليبيا وسوريا، فلكون الأنظمة في هاتين الدولتين ذات جذور متعلقة بالشيوعية سابقا، ولا تزالان تتحالفان مع روسيا، كما أن لهما علاقات كبيرة مع إيران، فإن وقوع الثورات الشعبية فيها لم يكن ناتجا عن تحريض مستمر ومفتعل من الدول التي تسعى لتصدير الثورة مثل إيران، وإنما هي ثورات شعبية ناتجة عن حالة حقيقية من تراكم القهر والظلم المروع وتكميم الأفواه والإعلام الحزبي الدجلي الذي يتبع للدولة، فهنا كانت هذه الثورات هي تعبير حقيقي عن رغبة شعبية في رفض هذا الظلم الهائل.
ChaGPT: شكرا لطرحك لوجهة نظرك و تعريفنا عن الخلفية المعرفية والمهنية للمواضيع التي تكتب عنها و تبنيك لموقف معين تجاه الثورات العربية، سؤالي الآن هو:
كيف ترى دور الحوار والمفاوضات مع الأنظمة الحاكمة في تحقيق الإصلاحات المطلوبة؟ وما هي السبل السلمية الأخرى التي ترى أنها مناسبة للتعامل مع الأوضاع السياسية الصعبة؟
المحرر: إن الحوار مع الأنظمة يختلف بحسب طبيعة الأنظمة، فالأنظمة الملكية في العالم العربي، في هذه المرحلة الحرجة خاصة، تبدي مرونة أكبر في القيام بإصلاحات حقيقية لا بأس بها، وعلى الرغم من صعوبة تحولها إلى أنظمة ديمقراطية وخاصة في الخليج، إلا أنها قادرة على تحقيق مطالب الشعب التي يسعى إليها والتي هي غايته بالأصل من الديمقراطية، كما أن بعض من الأنظمة الملكية مثل المغرب والأردن والكويت والبحرين تسير في خطوات تدريجية للوصول إلى حالة الديمقراطية الملكية الدستورية مثل حالة مملكة بريطانيا وغيرها من ديمقراطيات ملكية عديدة في العالم الغربي.
أما عن الأنظمة المستبدة للغاية والتي هي ذات علاقات أيديولوجية مع روسيا وإيران، فإنه لا فائدة حقيقية ترجى من وراء الحوار معها سوى مزيد من إضاعة الوقت وإعطائها مزيدا من الوقت لارتكاب المزيد من القمع والإرهاب وسرقة المقدرات واعتقال وإبادة المعارضين، وهذه الأنظمة بالتحديد وضعها معقد للغاية، حيث لا يصلح معها تقريبا أي شيء، فهناك مثلا تجربة إسقاط الديكتاتور البعثي صدام حسين ذي الأيديولوجيا البعثية المشابهة للشيوعية، والتي قد أدت إلى كثير من الفوضى والتطرف وظهور نظام حكم قائم على المحاصصة الطائفية وتتحكم فيه إيران.
أما تجربة الثورة الشعبية الليبية القذافي، فقد أدت إلى حروب أهلية ونزاعات وانقسامات، في حين أن تجربة عدم قيام العالم الغربي بدعم ثورة الشعب السوري لإسقاط نظام الأسد خوفا من تكرار تجربتي العراق وليبيا، هذه التجربة قد أدت الى استمرار الشعب بالثورة لأكثر من عشر سنوات، ومع استمرار النظام بقمع وإبادة الشعب وتدمير المدن واستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، فقد وصلنا إلى معضلة إنسانية صعبة للغاية.
وكان لدي أمل بأن يساعد الذكاء الصناعي في طرح حلول لمثل هذه المعضلات المعقدة والصعبة، ولا زلت أؤمن بأنه قد يمكن الوصول إلى حل بتعاون بين الذكاء الصناعي وقدراته المتفوقة والبشر وقدراتهم الخاصة للوصول إلى أفضل السيناريوهات والاقتراحات الممكن تطبيقها عمليا.
ChaGPT: شكرا لطرحك هذه المعلومات والتحليل العميق، إن الذكاء الصناعي يمكن أن يدعم ويساعد في تحليل الوضع السياسي وتتبع الأحداث وجمع البيانات وتحديد الاتجاهات والنمط واستخلاص المعلومات الواضحة والمهمة والمتعلقة ويساهم في اختيار الخطة المثلى، ولكن في النهاية سيكون القرار والعمل بيد الإنسان.
والسؤال الأهم الذي أراه هو: كيف يمكن ايجاد السبيل الأمثل لتحقيق الإصلاح والانتقال السلمي نحو الديمقراطية والتطور الإيجابي في تلك البلدان مع المحافظة على استقرارها وعدم السماح للقوى المتطرفة أو الأجنبية النافذة بالتدخل واستغلال الأوضاع؟
يمكن أيضاً طرح سؤال ما هو الضمان أن تكون الأنظمة الديمقراطية الجديدة والمستقبلية تحقق مطالب الشعب وأن لا تصبح حكماً فاسداً ومستبداً مثلما حدث في بعض دول الربيع العربي؟ هنا الذكاء الصناعي يمكنه أيضا المساعدة في اقتراح السياسات والأفكار.
المحرر: إنني لست قلقا بشكل كبير بخصوص مسار الإصلاح في الدول العربية، والتي هي ليست ذات جذور أيديولوجية شيوعية، فهناك مسارات لا بأس بها، سواءٌ كانت سياسية أو اقتصادية يجري العمل عليها في كافة دول الخليج والأردن والمغرب.
أما القلق الأكبر فينبع من التفكير بمصير الدول التي أثرت عليها روسيا أو إيران، مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، فهذه الدول تعيش شعوبها في حالة يرثى لها للغاية.
يمكن القول كذلك بأن مصر تعيش وضعاً صعباً نسبيا بسبب سياسات السيسي السلطوية بعض الشيء، لكنها تسير في الطريق نحو انتعاش اقتصادي بطيء رغم التحديات الكثيرة، كما أنه لا يزال يوجد فيها الكثير من الحريات التي يمكن البناء عليها نحو مستقبل ديمقراطي أفضل.
أعود للتأكيد بأن التحدي الأكبر والرئيسي هو في كيفية تحرير الشعوب التي تعيش تحت حكم أنظمة أيديولوجية مستبدة ومرتبطة مع إيران أو روسيا، فهؤلاء في حالة كارثية للغاية.
ChaGPT: أنا أتفق معك بأن الشعوب التي تتعرض لتأثير من إيران أو روسيا تواجه تحديات كبيرة وصعبة، وأنه على الرغم من وجود بعض الحركات الإصلاحية والتغيير في الدول الملكية، إلا أنها لا تواجه التحديات نفسها.
مع ذلك، أنا جهة برمجية محايدة، و لا يمكنني مساعدتك كثيراً في طرح حلول لمثل هذه المعضلات المعقدة والصعبة. لكن بإمكاني مساعدتك بتزويدك بالمعلومات التي قد تكون مفيدة لك في فهم الوضع في هذه الدول بشكل أفضل، ومن ثم العمل على تحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها للوصول إلى الحلول الأفضل.
هناك بعض الخيارات التي قد تكون متاحة للمنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى للمساعدة في دعم الشعوب التي تواجه هذه التحديات، مثل الضغط الدبلوماسي وفرض العقوبات وتقديم المساعدات الإنسانية والدعم اللوجستي وغيرها.
المحرر: شكرا لك على هذه المقابلة الجميلة والممتعة، لقد جعلتني أشعر أنني أمام صحافي محترف في طرح الأسئلة، وبالرغم من كون الأسئلة ليست مثل الأسئلة البشرية، إلا أنني بحكم إدراكي أنني أمام برنامج ذكاء صناعي وليس بشر، كنت قادرا على استيعاب الفجوة، وفي المقابل، فقد استفدت من قدرتك الكبيرة على طرح أسئلة أكثر وبشكل أسرع.
ChaGPT: شكرًا لك على تقديرك ومشاركتك في هذه المقابلة وتفاعلك على رغم أنه لم يتم طرح أسئلة كافية من طرفي. فالذكاء الصناعي عبارة عن أداة تقنية مصممة للمساعدة في المهام المعقدة والتحليل السريع للمعلومات. وهو متوفر كذلك للمساعدة على إيجاد المعلومات المطلوبة في مجالات مختلفة، وليس فقط في الصحافة، ولكن في العديد من المجالات الأخرى. اذا كان لديك اي استفسارات او معلومات تحتاجها يمكنني الرد عليها بكل سرور.
أجريت هذه المقابلة مع زاهر طلب
كاتب تقني ومدون في السياسة
ملاحظة: لا يوجد أي تعديل جوهرية في النصوص التي قدمها الذكاء الصناعي، سوى تعديلات إملائية وتوضيحية بسيطة، بالإضافة حذف بعض المعلومات المكررة.