العلاقات بين الدول هي علاقات متعددة ومتنوعة وتختلف حسب المصالح والأهداف التي تسعى إليها كل دولة. وتتراوح هذه العلاقات بين التعاون والصراع، وتندرج في إطار تحديد المصالح المشتركة والتعاون في تحقيقها أو تقاسمها، أو التنافس والصراع في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة.
فيما يتعلق بالتعاون بين الدول، فهو يتنوع بين العلاقات الحميمة والمتينة والدافئة والفاترة والطبيعية. وتتميز العلاقات الحميمية بالثقة العميقة والتفاهم المتبادل والتعاون الوثيق والمستمر. وتتميز العلاقات المتينة بالاستقرار والثبات والتعاون الجيد والدائم بين الدول. وتتميز العلاقات الدافئة بالتعاطف والاهتمام والتعاون الجيد والمستمر، والعلاقات الفاترة بالتعاون المحدود والاهتمام الضعيف وعدم التزام كبير بالتعاون بين الدول، وأخيرًا، العلاقات الطبيعية هي العلاقات التي تتميز بالتعاون في المصالح الطبيعية المشتركة، مثل التجارة والاقتصاد والتنمية.
أما بالنسبة للعلاقات التي تقوم على الصراع، فتتنوع بين العلاقات الحذرة والمتناقضة والعدائية والمتحاربة. وتتميز العلاقات الحذرة بالحذر والانتباه والحذر وعدم الثقة بين الدول، والعلاقات المتناقضة بالتضارب والتعارض في المصالح والهدف الرئيسي لكل دولة، والعلاقات العدائية بالعداء المفتوح والصراع الدائم بين الدول، والعلاقات المتحاربة تتميز بالاستخدام المفتوح للقوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية. وتؤدي هذه العلاقات إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد والمؤسسات وتشجيع الفساد والعنف والفوضى.
ومن المهم ملاحظة أن العلاقات بين الدول لا تكون دائماً ثابتة، بل يمكن تغييرها وتعديلها بناءً على المصالح والظروف السياسية والاقتصادية. على سبيل المثال، قد تكون هناك دول متحاربة في مرحلة معينة، ولكن بعد توقيع اتفاق سلام وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، يمكن أن تتحول هذه العلاقات إلى علاقات تعاونية.
ومن هنا، يجب أن يتم التعامل مع العلاقات بين الدول بحكمة وذكاء وعدم الاستعجال في تحديد العلاقات بين الدول. ويجب أن يكون التعاون هو الهدف الأساسي لتلك العلاقات، وذلك بالعمل على تحقيق المصالح المشتركة وتجاوز الخلافات وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
العبرة: في الفتن، نحتاج جدا الى تحرير هذه العلاقات وتحديدها بين الدول أكثر مما هو مطلوب في الأيام المعتادة، فلا يجوز القول كلهم أصدقاء، ولا كلهم أعداء هكذا بالعموم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنّما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشرّ الشرين، ويعلم أنّ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلّا فمن لم يوازن ما في الفعل والترك، فقد يدع واجبات ويفعل محرمات، ويرى ذلك من الورع”.
فشل الرهان على سقوط الأنظمة المعتدلة
▪حين سقط نظام الملك فاروق بتوجيه ومشاركة الشيوعية العالمية والعربية والاخوان…. فرح الكثيرون، فكانت النتيجة وبالا على الاخوان وعلى المسلمين والدول السنية الاخرى.
▪وحين سقط (نظام شاه) ايران بتوجيه ودعم من القيادة الشيوعية في موسكو، فرح المسلمون فرحا شديدا الا قليلا، ظنّا منهم انه النظام الاسلامي المنشود.. فكانت النتيجة وبالاً على العالم الاسلامي وخاصة في لبنان والعراق واليمن وسوريا…
▪واليوم للأسف، ينتظر من ينتظر من المسلمين سقوط النظام السعودي والنظام الأردني وامثالهما بفارغ الصبر، ويظنون أن البديل سيكون لصالحهم…
قلت: بل سيخيب ظنهم وسيكون البديل وبالا عليهم وعلى المنطقة العربية.
عدنان الصوص