ليس دفاعاً عنه!

كلمة نسمعها كثيراً، بل نقولها في العديد من المناسبات والمواقف.
فهل هي مذمومة، أم محمودة، أم هي بحسب الحال والمآل؟

نعم، هي مذمومة، إذا كانت تقال في حقّ شخص دكتاتوري إرهابي، يريد قائلها تثبيته في الحكم بحجة انّه وطني او قومجي او لأجل البقاء على قانون الموازنات بين القوى الدولية او الأقطاب العالمية، كقول البعض ليس دفاعاً عن النظام السوري، أو النظام الايراني او النظام الروسي، فهذا النوع من القول مذموم، كون نتيجته بقاء المفسدة العظمى في الحكم.

أما إن كان القول (ليس دفاعاً عنه) صدر في حق شخص أو نظام قد خلط…
▪ بين الخير والشرّ،
▪بين العدل والظلم،
▪بين المعصية والطاعة،
وكان ذلك لأجل دفع ما هو أشرّ وأظلم، فإن ذلك ليس مذموماً، بل مطلوباً.

الحد الفاصل بين [العاقل] و [المُغفل النافع]

▪[المغفل النافع]، هو ذاك الشخص الذي لا ينتمي إلى فكرك أو قناعاتك، بل قد يُعارضها ويُحاربها، ولكن يمكن استغلاله لخدمة أهدافك دون أن يعرف أنه يفعل ذلك. وهم على قسمين
قسم يجهل أنه يخدم عدوه، وقسم آخر أسوء يظنّ أنه يخدم نفسه وقضيته.

وقد استخدمت الشيوعية هذا الأسلوب في حركة منها لتجنيد من عجزت عن إقناعم بالفكر الشيوعي من الأذكياء، لخدمة اهدافها هي من خلال ما يطلق عليه سياسة التقاء المصالح.

فالشيوعي يسعى لاسقاط نظام معين أو حاكم أو عالم او شخص معين، فيقوم باقناع البعض ممن عجزوا عن تجنيدهم للفكر الشيوعي من أصحاب التأثير الذين يحاربون الشيوعية، بأن هذا النظام او العالم او او، من خلال التكرار والزمن وإلقاء الشبهات والاشاعات بأنه عميل خائن يعمل ضد الاسلام والمسلمين، بل يصل الأمر الى إقناعه بأنه كافر مرتد وهو ليس كذلك.
فيرى هذا المغفل النافع انّ من مصلحته التحالف المرحلي مع الشيوعي لأجل القضاء على العدو المشترك وهو لا يعلم بأنه مغفّل نافع نافع، قد نفع بغثائيته عدوه الشيوعي الأكبر، أو أنه يظنّ نفسه أنه يُحسن صُنعاً.

▪أمّا الشخص [العاقل] الذي يقبل التعامل مع شخصٍ أو نظام فيه من الظلم والسوء ولا يقبل بتغييره، بل قد يدافع عنه لأجل دفع ضرر أكبر في حال زواله، فإنه لا يعتبر [مغفّل نافع] من جهة النظام، وإن استفاد النظام من دفاعه عنه.
وعليه، فإن اتهامه بأنه [مغفل نافع] أو عميل للنظام أو مُرجئ أو غيره لا واقع له هنا وإن توفرت بعض الشبهات، بل هو من الكذب والزور للأسف.

▪عامة القوميين العرب
▪وأفراد حزب التحرير بوعيهم السياسي
▪والخُمينيون المعجبون بأفكار الخميني
يُعتبرون مُغفلين نافعين بالنسبة للشيوعية من جهة، وهم أعداء بالنسبة للانظمة الغربية الديموقراطية من جهة ثانية.
وكذا كل من تأثر بأفكار ماركس او حزب التحرير أو بأفكار سيد قطب والخميني وأبو الأعلى المودوي وعلى رأسهم الاحزاب السياسية الثورية الأخرى كالاخوان المسلمين والمنهج السروري والقاعدة وحزب الله وحركة الجهاد الاسلامي وحماس وداعش وأمثالهم، يعتبرون مغفلين نافعين.
والله تعالى أعلم.

عدنان الصوص

ليس دفاعاً عنه!
تمرير للأعلى