في ظل الوضع الراهن وتصاعد العنف والجهل والتطرف، موضوع هذا المقال هو ضرورة الابتعاد عن المعلومات الخاطئة والخداع الإعلامي الذي يسعى إلى تشويه الحقيقة وتحويل الرأي العام بعيدًا عن الواقع والحقائق المهمة حول الحركات الثورية والتكفيرية. المقال يحذر من اعتقادات مغلوطة ومعلومات خاطئة تستخدم لنشر الأكاذيب والخداع وتوجيه الرأي العام لصالح الجهات الخطيرة التي تريد تدمير الأمن والاستقرار في البلدان السنية المعتدلة.
اعلم أنّ الانظمة السنّية المعتدلة فسحت المجال للحركات الاسلامية ودعاتها بالعمل في الدعوة والاصلاح في البلاد، بل المشاركة في الوزارات و مؤسسات الدولة ومجالس الشورى، عدا حزب التحرير….
ولكنّ التكفيريين والثوريين استغلوا هامش الحرية وطوروا من برامجهم وخطابهم واساليبهم الرامية للخروج على انظمة الحكم وتكثير سوادهم، وفق مراحل مدروسة خطوة بعد أخرى.
فكانت الدول السنية تتعامل معهم بحسب المرحلة حتى اضطرت الى اتخاذ عدد من الخطوات في حقهم، بدأت في نصحهم، ثم منعهم من المنابر ثم اعتقالهم، ثم الى الحكم على من ارتكب منهم جرائم انسانية من قتل للابرياء أو استهداف للشرطة والمراكز المدنية والعسكرية والامنية…
فخرجت وسائل اعلامية ظلامية معارضة للدول السنية تعود جذورها للخمينية او الشيوعية او الصهيونية او العلمانية الثورية، خرجت بعناوين مخادعة لتضليل الرأي العام لصالح الحركات الثورية تصف رموز التكفيريين والثوريين بأنهم علماء ودعاة للاسلام بحقّ واخفت حقيقة تطرفهم ونواياهم بل ومواقفهم الخوارجية من السلطات السنية المعتدلة القائمة، وذلك لاقناع الرعاع بأن تلك السلطات عدوة للاسلام وللمسلمين.
فقام الكثيرون وبعضهم من المعتدلين للدفاع عن التكفيريين واقتنعوا مع التكرار والزمن بأن الانظمة المعتدلة ما هي إلّا انظمة عميلة زرعها الغرب لمحاربة الاسلام ودعاة الاسلام. ولكي يزيدوننا ضلالا فوق هذا الضلال، قامت الحرب الثورية بوصف كل المؤسسات الدينية في الدول السنية بالعمالة والخيانة كونهم جزء من النظام، او وصفهم بانهم مطايا للنظام يبيعون دينهم بدنيا غيرهم، وردّد هذا الضلال والإفك أناس نحسبهم على خير.
فالحذر الحذر من الخداع وأساليبه، فقد قال صىلى الله عليه وسلم:
”سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.
يمكن التغلب على الفكر المتطرف من خلال تثقيف الشباب وتوفير معلومات موثوقة ودقيقة للجمهور، دعم المؤسسات المعتدلة والأصوات العقلانية، والتعاون مع القادة الدينيين والعامة لتعزيز السلام والتسامح. بالإضافة إلى ذلك، يجب إنشاء برامج تعليمية وتوعوية تشجع على الفكر المعتدل، وتعليم الناس كيفية التفكير النقدي والتحليل السليم، والعمل على حلول عملية لمعالجة التطرف والعنف واحترام حقوق الإنسان.
في إطار الجهود الرامية لمحاربة الفكر التكفيري والمتطرف، أقام موقع الشيخ الدكتور سمير مراد دورة مصغرة حول كتاب “إعلام الموقعين” لابن قيم الجوزية، والذي يناقش الفكر التطرفي والتكفيري. وفي نهاية الدورة، قدم المحاضر التوصيات العديدة، منها وجود خطين خط الاعتدال وخط التطرف والحجر على حواضن التكفيريين، وزيادة الاهتمام الاقتصادي والصحي والترفيهي في المجتمع، والاهتمام بالأسرة والطفل من خلال برامج تلفزيونية تعزز المبادئ المعتدلة، وعلى المسؤولين عن البرامج الإعلامية زيادة مراعاة الحس الديني والوطني.
عدنان الصوص