من منّا يقبل بالولاية العامّة إذا عُرضت عليه؟

▪هل أنت مؤهّل وقادر على تحمّل هذا الحمل وهذه الامانة التي ستسأل عنها امام الله..؟
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه عن الإمارة : (إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذي عليه فيها). رواه مسلم.

▪وهل انت قادر على أن تأخذها بحقّها؟
أم انك تخشى على نفسك ظلم الرعية أو أن تغشّهم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة[1]، متفق عليه.

▪هل انت قادر على تجنّب الواسطات والمحسوبيات والضغوطات المجتمعية، فتقدّم الأصلح فالأصلح؟
▪هل انت قادر على الرفق بالرعية وعدم جلب المشقة إليهم؟.
كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
(اللهُمَّ مَنْ ولِي من أمْرِ أُمَّتِي شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ ، ومَنْ ولِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ بِهِ). مسلم.

إذن:
ادع الله تعالى لمن ولاه الله تعالى أمر المسلمين بالتوفيق والسداد، وان يرزقه البطانة الصالحة.

الرجم بالغيب في إصدار الأحكام

▪هذا البلد [الأردن مثلاً] شأنه شأن كل البلاد الاسلامية، فيه المصلح وفيه المُفسد، وعدد مواطنيه بالملايين…
▪رَبُّنا سبحانه أعلم بمن ضلّ فيه عن سبيله وهو أعلم بالمفسدين، وهو الذي يعلم نسبة المفسدين في الوطن ويعلم نسبة المصلحين.
▪فعلى فرض أنّ نسبة الفاسدين والمفسدين ٥٠% من عدد السكان، يبقى لدينا نصف المجتمع صالحين ومصلحين، بالتالي يكون لدينا الملايين من الصالحين والمصلحين.
▪ما يعني أن تتقي الله في إصدارك للحكم الجائر الظالم، الذي يزعم أنّ هذا الوطن – وكذا الاوطان الاسلامية – يقوم على الفساد حكومة وقيادة وشعباً.

▪فلا مزاح في إصدار الحكم الظالم هذا، فهو…
☆من الرجم بالغيب،
☆ومن التعدي على الأعراض
☆وحكم ظالم حين يحكم على الملايين بالفساد بغير حقّ
ومن كان هذا شأنه فهو مفتتح باب ضلالة في نفسه، وفتنة في بلده، كون أنّ هذا الادّعاء الباطل…
☆يُغذي التطرف في البلد،
☆وينشر الإحباط في الافراد،
☆ويشجع البعض على ارتكاب الجريمة كي يعيش، لظنّه أنه يعيش في غابة تسكنها الوحوش.

▪ولقد بيّنت بطلان هذا المذهب في العديد من مشاركاتي السابقة.
▪واعلم أن أول مُتضرِّرٍ من هكذا نظرة متشائمة للمجتمع هو صاحبها، ثم الوطن الذي يعيش فيه.
▪فاتقوا الله في أنفسكم ومجتمعكم ووطنكم، فحين تُخلص للوطن فانت لا تُخلص للمفسدين، بل تخلص لنفسك ا
أولاً، ثم لأهل بيتك ثم لمجتمعك.

عدنان الصوص

Scroll to Top