هل نصّ حزب التحرير على أنّ (إقامة الخلافة) ركن من أركان الإسلام؟ أم جعلها في مقام أركان الإسلام؟ وما مدى صحة من يُقال بأن حزب التحرير يعتبر (إقامة الخلافة) بمقابة “ركن الأركان” في الإسلام؟
أنقل لكم ما جاء في الفصل الأول من كتاب (حزب التحرير) المنشور على موقع المؤلف محمود عبد الرؤوف القاسم (رحمه الله)، حيث أجاب على هذه الأسئلة وغيرها من خلال نصوص حزب التحرير.
يقول المؤلف في الفصل الأول:
نستعرض الأفكار الأساسية التي يدعو لها حزب التحرير ويبني كل دعاياته عليها، والتي يبثونها بين الناس في مناشيرهم ومحاضراتهم ومحاوراتهم وبعض كتبهم. وليكن البدء بما ينادون به ليلاً نهاراً وصبحاً ومساءً: “الخلافة”.
حيث يظهر بوضوح كامل أنهم يدعون إلى دين يسمونه “الإسلام” لكنه يختلف جذرياً عن إسلام محمد ﷺ، فإسلام محمد ﷺ بُني على خمسة أركان معروفة، بينما بُني دين حزب التحرير على ركن واحد هو الخلافة.
وقبل كل شيء يجب أن نعرف ماذا تعني كلمة “أركان” وما تعريفها؟: قال ﷺ: “بُني الإسلام على خمس، أن يُوحد الله والصلاة والصيام والزكاة والحج”. وهذه هي أركان الإسلام. أي إن الأركان هي الفروض التي لا يقوم الدين إلا بقيامها، مثل أركان البيت إذا هدمت زال البيت.
وبعد هذا التعريف لمعنى “الأركان” الذي يجب على كل مسلم أن يعرفه، نستعرض بعض أقوال حزب التحرير في الخلافة في كتاب “منهج حزب التحرير في التغيير” ص16، ما يلي:
“إن معنى استئناف الحياة الإسلامية هو عودة المسلمين إلى العمل بجميع أحكام الإسلام من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات وأنظمة حكم واقتصاد واجتماع وتعليم وسياسة خارجية مع الشعوب والأمم والدول، وتحويل بلاد المسلمين إلى دار إسلام، وتحويل المجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي. ولا يتأتى استئناف الحياة الإسلامية إلا بإقامة الخلافة ونصب خليفة للمسلمين يبايع على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله…” أ.هـ
لننتبه في هذا النص إلى عبارة “استئناف الحياة الإسلامية، والتي هي العمل بجميع أحكام الإسلام العمل (بجميع أحكام الإسلام) من عقائد وعبادات وأخلاق (من عقائد وعبادات وأخلاق…) “.
إن من بدهيات الإسلام التي يجب أن يعرفها كل مسلم أن العقائد الإسلامية تتجمع كلها في أركان الإيمان “الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر” وكل الباقي هو فروع من هذه الأركان. ومن بدهيات الإسلام التي يجب على كل مسلم أن يعرفها أن العبادات الإسلامية تتمركز في أركان الإسلام “الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج للمستطيع”.
ثم لننتبه إلى المقطع الأخير “ولا يتأتى استئناف الحياة الإسلامية إلا بإقامة الخلافة ونصب خليفة…” ولنعرفَ ماذا تعني عبارة “استئناف الحياة الإسلامية” نعود إلى أول النص الذي يقول “إن معنى استئناف الحياة الإسلامية هو عودة المسلمين إلى العمل بجميع أحكام الإسلام من عقائد وعبادات وأخلاق…” (من عقائد وعبادات وأخلاق…) وعقائد الإسلام مجموعة في أركان الإيمان، وعبادات الإسلام مجموعة في أركان الإسلام.
حيث نرى بكل وضوح أن النص ينطق بكل وضوح وصراحة أن أركان الإيمان وأركان الإسلام وبقية والأحكام، لا يتأتى العمل بها إلا بإقامة خليفة!!؟؟ وهذا يعني بكل وضوح أنه في حال عدم وجود خليفة لا يتأتى العمل بأركان الإيمان وأركان الإسلام وبقية الأحكام، وهذا يعني بكل وضوح أن إقامة الدين الإسلامي تتوقف على إقامة الخليفة.
إذن فنحن أمام دين جديد مبني على ركن واحد هو الخلافة، وهو دين لم يعرفه رسول الإسلام محمدٌ ﷺ، وعلى أحسن التبريرات الغثائية، يكون ديناً فيه أركان إيمانٍ وأركان إسلامٍ، لكن لا قيام لها إلا بركن الأركان الذي هو الخلافة، والذي اكتشفه حزب التحرير بوحي مباشر من مجلس دراسات المحور السري “تل أبيب – موسكو” الواضح كل الوضوح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، الظاهر البين لكل من يرى بعينيه، بينما هو غامض خفي عند كل الغثاء الذين يرون بآذانهم، الذين اقتنعوا بأوهام لا وجود لها إلا أنهم سمعوها مئات المرات وألوفها طيلة السنين الممتدة، فصاروا يرونها بوهمهم حقائق واقعية.
وطبعا، هذا الدين الذي يقوم على ركنٍ واحد هو الخلافة، أو يقوم على ركنٍ لا تقوم بقية الأركان والأحكام إلا بوجوده، هذا الدين الذي سموه “الإسلام” لم يعرفه رسول الإسلام محمد ﷺ، وبدهيا أنه ليس من تعاليمه ولا وجود له في الدين الذي جاء به.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة في كتبهم، نذكر منها أيضاً (على سبيل المثال) في كتاب “حزب التحرير” ص 18-19، يقول:
“أما بغية العمل لإعادة دولة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود، فلأن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين التقيد بجميع الأحكام الشرعية، وأوجب عليهم الحكم بما أنزل الله، ولا يتأتى ذلك إلا بوجود دولة إسلامية، وخليفة يطبق على الناس الإسلام” أ.هـ
لننتبه في هذا النص، إلى عبارة “أوجب على المسلمين التقيد بجميع الأحكام الشرعية” وماذا تعني عبارة “جميع الأحكام الشرعية” التي تبدأ بأركان الإيمان وأركان الإسلام، كما يعرف ذلك كل المسلمين، ثم لننتبه إلى قوله “ولا يتأتى ذلك إلا بوجود دولة إسلامية، وخليفة…” حيث الوضوح كامل أن الخليفة هو الركن الوحيد، أو هو ركن الأركان الذي لا قيام للأحكام الشرعية كلها بدونه.
ونصٌ آخر في نفس الكتاب، ص19، يقول:
“والمسلمون منذ أن قضي على دولة الخلافة في الحرب العالمية الأولى يعيشون بدون دولة إسلامية، وبدون الحكم بالإسلام، ولذلك كان العمل لإعادة الخلافة، وإعادة الحكم بما أنزل الله إلى الوجود فرضاً حتمياً، يوجبه الإسلام، وهو واجب محتم، لا خيار فيه، ولا هوادة في شأنه، والتقصير بالقيام به من أكبر المعاصي… ولأن القعود عنه هو قعودٌ عن القيام بفرضٍ من أهم فروض الإسلام إذ يتوقف عليه إقامة أحكام الإسلام، بل يتوقف عليه إيجاد الإسلام في معترك الحياة…” أ.هـ
لننتبه في هذا النص إلى عبارة “…إذ يتوقف عليه (على قيام الخلافة) إقامة أحكام الإسلام، بل يتوقف عليه إيجاد الإسلام في معترك الحياة..” حيث يظهر فيها بوضوح صارخ أن وجود الإسلام وإقامة أحكامه يتوقف (يتوقف) على إقامة الخلافة، وهذا يعني أن إسلام حزب التحرير مبني على ركن واحد هو الخلافة، وهذا يعني أنه دين لم يعرفه رسول الإسلام ﷺ، لأن دين الإسلام الذي جاء به محمد ﷺ مبني على أركان إيمان وأركان إسلام ليس فيها ولا منها الخلافة.
وفي كتاب “الخلافة” ص9، نقرأ ما يلي:
“والقعود عن الإقامة خليفة للمسلمين معصية من أكبر المعاصي لأنها قعودٌ عن القيام بفرض من أهم فروض الإسلام، ويتوقف عليه إقامة أحكام الدين، بل يتوقف عليه إيجاد الإسلام في معترك الحياة…”
نلاحظ في هذا النص أنه يصف إقامة الخليف بأنها “فرض من أهم فروض الإسلام”، ويعرف كل من يعرف الإسلام أن أهم فروض الإسلام هي أركان الإيمان وأركان الإسلام، وبما أن قيام الخليفة هو من أهم فروض الإسلام، إذن فهو ركن من الأركان. وهذا شيء ما جاء به رسول الإسلام ﷺ.
لكن الجملتين الأخيرتين اللتين هما: “يتوقف عليه إقامة أحكام الدين، بل يتوقف عليه وجود الإسلام في معترك الحياة” تجعلان إقامة الخليفة هو الركن الوحيد لإسلام حزب التحرير، وهذا يعني أن إسلام حزب التحرير يُبنى على ركن واحد هو الخلافة، وهذا يعني أنه غير دين محمد ﷺ.
وفي نفس الكتاب “الخلافة” في الصفحة 10 نقرأ:
“…استحقاق المسلم العذابَ على تركه أي فرض من الفروض التي فرضها الله (تعالى) عليه، لا سيّما الفرض الذي به تنفذ الفروض وتقام أحكام الدين…”.
نلاحظ من هذا النص أن حزب التحرير يجعل الخلافة هي الركن الوحيد، وذلك بوصفه لها أنها “الفرض الذي به تنفذ الفروض وتقام أحكام الدين”، وهذا دين جديد. إن في هذه النصوص كفاية كافية، ولو تتبعنا كتب حزب التحرير ومناشيره لرأينا فيها مئات النصوص بهذا المعنى، ويعرف الجميع أنه ليس لحزب التحرير أي شغل شاغل إلا الخلافة والحكام.
النتيجة:
دين حزب التحرير مبنيٌّ على ركن واحد هو الخلافة، وهذا الركن ليس من الدين الذي جاء به محمد ﷺ، بل اخترعه منظروا حزب التحرير (؟؟). وهنا نذكّر حزب التحرير والمخدوعين بحزب التحرير، نذكرهم بقول الله سبحانه “أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم” (الشورى:21) ونذكرهم أن الشرك لا يكون طريقا للإسلام.
وهنا قد يأتي غثائي (وما أكثرهم) ليقول: إن حزب التحرير لم يقل إن الخلافة ركن، فكيف يُتّهم هذا الاتهام؟
والجواب: إن عدم إطلاق حزب التحرير اسم “الركن” على الخلافة لا يقدم ولا يؤخر، لأنه يصفها بالوصف الذي لا يوصف به إلا الركن الذي لا ركن غيره، والذي رأينا أمثلةً منه صارخة.
وضرب المثل يفيد: فلو قال صياد أنه صاد حيواناً هو أقوى الحيوانات وله شعر كثيف بين كتفيه يُسمّى “اللبدة” وله صوت قوي يُسمّى الزئير… فهل، مع هذا الوصف، نحتاج إلى أن يقول لنا هذا الصياد اسمَ هذا الحيوان؟ طبعاً لا نحتاج، لأن هذا الوصف لا يوصف به إلا الأسد. وهل لو قال قائل إن هذا الحيوان هو الأسد، فهل يقال له إن الصياد لم يقل إنه صاد أسداً، فمن أين جئت بهذا؟ وكيف تفتري عليه؟! طبعاً، لا يقال له هذا القول إلا من قبل مازحٍ أو مكابر عنيد. وكذلك وصف حزب التحرير للخلافة، فهو يصفها بالوصف الذي لا يوصف به إلا الركن. وعندما نقول إنه يجعل الخلافة الركن الوحيد في الإسلام، أو، على الأقل، ركن الأركان، فهذا صحيح، لا يماري فيه إلا مازح أو مكابر عنيد، ونصوصهم في هذا الموضوع مبثوثة في كتبهم ومناشيرهم وأقوالهم وهي صارخة صارخة رأيناها.
وقد يأتي أيضاً غثائي (وما أكثرهم) ليقول: ألا تريد أن تقوم الخلافة الإسلامية؟
والجواب: إن وحدة المسلمين في دولة إسلامية واحدة مطلبٌ لكل مسلم، والعمل على تحقيقها بالأساليب الصحيحة السليمة واجب، لكن هذا لا يمكن أن يكون بتحريف الدين الذي أنزل على محمد ﷺ، حيث نكسب الإثم بدلاً من الأجر، ونبيع الآخرة بتقديم دنيانا للماركسية لتقيم إسرائيل الكبرى وتحقق نبوؤاتها بأساليبها الدجلية التي تخادعنا بها، ونكون قد خسرنا الدنيا والدين والآخرة، وإن كان يوجد من يظن أن هذا الطريق يمكن أن يؤدي إلى دولة الإسلام، فهو إما واهم مخدوع أو ماكر مخادع عدو للإسلام.
وقد يقول قائل إنها ستقوم على دين الإسلام الذي جاء به محمد ﷺ، فنقول له إن الحق لا يوصَل إليه عن طريق الباطل، إذ الباطل لا يمكن أن يقود إلا إلى باطل، وما بني على باطل فهو باطل، والغاية لا تبرر الوسيلة، وطريق الشرك لا تؤدي إلى الإسلام، والله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيّبا. إن طريق حزب التحرير لا توصل إلا إلى الماركسية، وقد رُفع لهم شعار “الخلافة” لخداع المسلمين ودفعهم لإزالة الحواجز والأنظمة التي تقف أمام الماركسية، وبالتالي إسرائيل الكبرى.
ولقد مرّ على المسلمين أمثلة كثيرة كثيرة (في الاتحاد السوفياتي حيث تحرك المسلمون جهاداً في سبيل الله للقضاء على النظام القيصيري بدفعٍ ومدٍّ من البولشفيك، وفي مصر للقضاء على الملكية وفي سورية والعراق وليبيا وتونس – بل والجزائر أيضاً – وفي أفغانستان وإندونيسيا وأثيوبيا والصومال واليمن الجنوبي قبل الوحدة… وغيرها) حيث سار المسلمون فيها في مثل الطريق الذي يرسمه حزب التحرير، فكانت النتيجة هي الوصول إلى النظام الماركسي الذي أباد ملايين المسلمين، بل عشرات الملايين، بل مئاتها، وشرد الملايين من المسلمين، وحشر في سجون التعذيب الرهيبة الملايين، وفتن الملايين عن دينهم – (هذا عدا عن حوالي ثلاثين مليون من المسيحيين الذين أبيدوا ومئات الألوف الذين شردوا وسجنوا) – ثم لم يشعر المسلمون بكل هذا رغم وضوحه وعلنيته وصراخه وعويله؟!؟! وهذا أمر عجيب عجيب عجيب جدّاً جداً جداً.
وفيما يأتي من الأدلة البينة الكثيرة (وهي هنا بعض من كل) على أن حزب التحرير يعمل للماركسية وللقضاء على الإسلام بطرحه شبهات وضعها مجلس دراسات المحور السري “تل أبيب – موسكو” ظاهرها الإسلام، وتطبيقُها لا يقود إلا إلى النظام الماركسي، وبالتالي إلى إسرائيل الكبرى.
ونبدأ بهذه النقطة التي هي أن الإسلام وأحكامه لا يقوم إلا بالخلافة، والتي هي مناقضة لقوله تعالى في سورة النور: “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم…” (النور:55). أي إن الإيمان والعمل الصالح هما الذان يقودان إلى الاستخلاف في الأرض، وليس العكس الذي يقوله حزب التحرير.
ومقولة حزب التحرير هذه مناقضة لقوله تعالى في سورة الرعد: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وهذا يعني أن المجتمعات إن لم تكن أهلاً للاستخلاف فلا استخلاف، وهذا عكس ما يدعو له حزب التحرير. لكن الشيء المثير للدهشة والتساؤل هو أن حزب التحرير يأخذ مقولته هذه، التي تقترب كثيراً من العقائد الوثنية، يأخذها من الماركسية!!؟؟
فمثلاً، نقرأ قولاً للينين من أقواله الكثيرة في هذا الموضوع، فيقول: “إذا تصور المرء أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يمكن أن يتم دون إكراه ولا ديكتاتورية، لأغرق في الحماقة وأعطى البرهان على طوبويةٍ في منتهى الرعونة. ولقد عارضَتْ نظرية ماركس منذ زمن بعيد جداً، وبأكبر الوضوح، هذه الرعونة الديمقراطية البرجوازية الصغيرة والفوضوية ” أ.هـ
وقول آخر من أقوالهم الكثيرة، لِـ “سيليزنيوف” و”فيتيسوف” كاتبي كتاب “ما هي الشيوعية العلمية” يقولان: “إن مسألة إقامة السلطة هي المسألة الرئيسية في النضال الطبقي. فالكادحون، إذ يقيمون سلطتهم في المجتمع إبان الثورة، إنما يستخدمونها كوسيلة لتأدية المهام الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. عند ذلك يدور الحديث عن تحويل جميع مرافق الحياة الاجتماعية تحويلاً واعياً وهادفاً لصالح الكادحين ” أ.هـ
وأصل هذه الفكرة في البروتوكولات الصهيونية. فقد جاء في البروتوكول الأول:
“…إن الأتقراطي (الحاكم المطلق) وحده الذي يستطيع أن يرسم خططاً واسعة، وأن يعهد بجزء معين لكل عضوٍ في بنية الجهاز الحكومي، ومن هنا نستنبط أن ما يحقق سعادة البلاد هو أن تكون حكومتها في قبضة شخص واحد مسؤول..”.
إذن، فحسب لينين، ومن قبله ماركس وبروتوكولات حكماء صهيون، ومن بعدهم ستالين والماركسيين كلهم، لا تقوم الاشتراكية إلا بقيام الحاكم الذي يفرضها. فإذا ألبسنا هذه النظرية ثوباً إسلامياً تصير “لا تقوم أحكام الإسلام إلا بقيام خليفة يفرضها”، وهي مقولة حزب التحرير!.
فمقولة حزب التحرير، كما هو واضح، منبثقة من تعاليم البروتوكولات والماركسية ومنسجمة معها، ومناقضة لآيات القرآن الكريم!! فهل توجد علاقة بين حزب التحرير والبروتوكولات والماركسية؟؟
هنا، وقبل متابعة أفكار حزب التحرير وعلاقتها بالبروتوكولات والماركسية، نتوقف لنستعرض أهم قواعد الدعاية التي يعتمد عليها منظّرو الماركسية بجميع أسمائها، في إنشاء شعاراتهم وفي أساليب طرحها بين الناس لإقناع الناس بها، والتي اكتشفها، أو اكتشف فعاليتها مجلسُ دراسات المحور السري “تل أبيب – موسكو” بالتجارب الكثيرة المبنية على شعارات ينشرونها بين الشعوب، وخاصة بين الشعوب المقيمة في ما يسمونه “أرض الميعاد”، ينشرونها بأسلوب التكرار والتكرار والزمن، حسب قواعد الدعاية التي سنراها فيما يأتي، وبواسطة كوادرهم (التجمعات اليسارية بجميع أسمائها، منها حزب التحرير) الغافلة الغثائية في أكثر قواعدها وأفرادها، الواعية لما تفعل في قياداتها الفعلية التي تكمن وراء القيادات الظاهرة أو بين القواعد، وأحيانا في القيادات الظاهرة ذاتها.
وبروتوكولات حكماء صهيون المشهورة هي المنطلقات، أو الأسس التي بنيت عليها تجارب مجلس دراسات المحور السرّي “تل أبيب – موسكو” في القرن العشرين الميلادي، وقد كانت البروتوكولات خلاصة تجارب العهود التي سبقت مؤتمر بال سنة 1897م، ثم طُوّرت كثيراً بعد ذلك، فعُدّل بعضها وألغي بعض آخر وأضيف إليها الكثير. وقد بدأ تطويرها الواسع منذ أن سيطر البولشفيك على روسيا ومستعمراتها الإسلامية التي تزيد مساحتها على 16 مليون كم2، وذلك منذ أواخر سنة 1917م. (مساحة سيبيريا وحدها 12 مليون كم2).
وعندما أقول أنهم اكتشفوا قواعد البروتوكولات بالتجارب الكثيرة التي سبقت مؤتمر بال بزمن طويل، فأنا لا أقول هذا اعتماداً، فقط، على استقراء حقائق التاريخ الحديث المتعلق بهذا الموضوع، وإنما، أيضا، بناءً على تصريحاتهم. فمثلاً، نقرأ في البروتوكول الأول:
“إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا – ونحن نضع خططنا – ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.
وبين أيدينا خطة عليها خط استراتيجي موضّح، وما كنا لننحرف عن هذا الخط إلا كنا ماضين في تحطيم عمل قرون”. أ.هـ
– لننتبه إلى عبارة “عمل قرون”.
ونقرأ في البروتوكول الخامس:
“إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل. إن كان في معسكر أعدائنا عبقري فقد يحاربنا، ولكن القادم الجديد لن يكون كفؤاً لأيد عريقة كأيدينا.
إن القتال بيننا سيكون ذا طبيعة متهورة لم ير العالم لها مثيلاُ من قبل، والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم. وإن عجلات جهاز الدولة كلها تحركها قوة، وهذه القوة في أيدينا هي التي تسمى الذهب”. أ.هـ
– لننتبه إلى عبارة “لأيدٍ عريقة كأيدينا” وعبارة “والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم”.
ونقرأ في البروتوكول الرابع والعشرين:
“… كي يعرف الجميع أن من يستطيعون أن يحكموا إنما هم الذين فُقّهوا تفقيهاً في أسرار الفن السياسي وحدهم. وهؤلاء الرجال وحدهم سيعلمون كيف يطبقون خططنا تطبيقاً عمليا مستغلّين تجاربنا خلال قرون كثيرة..”. أ.هـ
لننتبه إلى عبارة “تجاربنا خلال قرون كثيرة”.
انتهى النقل.