ترفض أمريكا في كثير من المواقف والمناسب بشدة ما تقوم به حكومة الحزب الشيوعي في الصين من اضطهاد للمسلمين الإيغور في إقليم تركستان الشرقية والذي احتلته الصين سنة 1949 وأطلقت عليه اسم إقليم سنكيانج، وهو يتكون من غالبية من المسلمين، ولكن دولة الصين الشيوعية الملحدة التي لا تؤمن بحرية الأديان، وتحارب الإسلام والمسلمين وتمنعهم من إقامة شعائرهم مثل الصلاة والصوم، حيث تقوم بإجبار الموظفين وطلاب المدارس على الإفطار في رمضان، كما أنها تعتقل الملايين منهم في معسكرات كبرى، بالإضافة إلى أنها ترسل ملايين الموظفين إلى داخل بيوت الإيغور لمراقبتهم ومنعهم من تربية أطفالهم على عقيدة وأخلاق الإسلام.
لا شك بأنه لا يمكن التعويل كثيراً على قوة الموقف الأمريكي، فهو غير نابع من غيرة على العقيدة الإسلامية، بالإضافة إلى نقص المصداقية نسبياً في الدافع عن حقوق الإنسان، حيث يُقال بأن الصوت الأمريكي ضد هذا الاضطهاد الشيوعي البربري هو ناشئ نسبياً عن الامتعاض الأمريكي بسبب إخلاف الحكومة الشيوعية في الصين بالاتفاقيات الدولية التي تقتضي بقاء إقليم هونغ كونغ تحت حكم ذاتي ديمقراطي، وبالرغم من كل ذلك، فهو موقف لا بأس به وناتج عن تقاطع في المصالح، وضمن هذا الفهم يجب الترحيب به والاستفادة منه.
وقد بدأت سياسة أمريكا بهذا الشأن مع ترامب، ولم تتغير في عهد بايدن، حيث يقوم بإكمال مسيرة ترامب في تصنيف ما تقوم به الصين بأنه إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، كما أصدرت لائحة بأسماء مسؤولين صينين متورطين بهذه الجرائم، كما فرضت عليهم عقوبات مالية في أمريكا، ثم كان آخر هذه الإجراءات هو إصدار تشريع بمنع استيراد البضائع الصينينة التي يتم انتاجها بواسطة العمل القسري الذي تمارسه الحكومة ضد الإيغور، حيث أقره مجلس الشيوخ في شهر تموز من هذا العالم 2021.
زاهر طلب
12/12/2021