“لم يكن أشد المتشائمين يشك في أن مسألة سقوط النظام السوري قبل تاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2015 باتت أمرا حتميا أمام ضربات المعارضة السورية العسكرية وخسارته أكثر من ثلثي مساحة سوريا وتقهقر قواته للدفاع عن مراكز المدن الكبرى والعاصمة دمشق، قبل أن تقلب روسيا المعادلة رأسا على عقب”
قلت:
كيف سحقت روسيا الثورة، والمدنيين، والمزارع والمشافي، والمخابز؟
وكيف قتلت عشرات الآلاف من المدنيين وهجّرت مئات الالاف؟
وكيف أنقذت نظام البعث السوري؟
كيف غير التدخل الروسي ميزان القوى في سوريا، بعد أن فقد النظام حوالي ٨٠% من مساحة الارض السورية؟
كل ذلك وغيره حدث بذريعة محاربة الإرهاب (داعش).
والغريب المريب أن الميديا الغربية والشرقية لا ترقى تغطيتها لجرائم روسيا الى مستوى الأحداث. بل إن روسيا بذكائها ودهائها استطاعات إقناع الغرب وعامة العرب أن تدخلها هو لمصلحة الشعب السوري.
فحين تدعي روسيا محاربة الإرهاب وتُهلك الحرث والنسل تحت هذا الشعار، يتفهم العالم والعوام والشوارع والميديا ذلك. في حين تجدهم ينتقدون أمريكا حين تدعي محاربة داعش واخواتها بعكس روسيا.
لماذا؟
لروسيا أبواقها الإعلامية المدافعة عنها من أفراد وأحزاب وجماعات وقنوات سواء كانت يسارية ام يمينية تعيش في أوطاننا العربية والإسلامية، وفي الغرب، أكثر مما هو موجود في الغرب وأمريكا بمائة ضعف أو يزيد.
بالتالي صدّقنا الرواية والتحليل الروسي فوقعنا في حبائل التضليل الإعلامي الماركسي ونحن لا نشعر.
والله أعلم.
٢٨/١٠/٢٠٢١
عدنان الصوص