بعد اكثر من ربع قرن على تطبيقها، فالناظر المدقق في سياسة البيروسترويكا الشيوعية السوفيتية، سيوافق على ما ذكره جورباتشوف في كتابه “البيروسترويكا” أن هذه السياسة ليست هزيمة بقدر كونها تكتيك جديد سيبعث الشيوعية من جديد كي تتحدى العالم وكل الدول العربية المستهدفة وعلى رأسها السعودية التي باتت تدريجيا تتجه في علاقاتها الاقتصادية نحو المعسكر الشرقي.
ومن العوامل التي ساعدت على توجه السعودية للمعسكر الشرقي:
١- عوامل خارجية: وعلى رأسها تغيّر سياسات الدول العظمي تجاه السعودية.
– فأمريكا الصديقة أظهرت معارضة لسياسات السعودية في عدد من الملفات الساخنة، كملف القضية الفلسطينية، وملف ايران ، وملف اليمن، وملف خاشقحي، وملف هدم البرجين، و غيره ، علما بأن بعض هذه الملفات كانت بتأثيرات من لوبيات شرقية وصهيونية.
– روسيا والصين الشيوعية من خلال استخدام اسلوب التهدئة مع الخصوم وعدم الهجوم الساخن المعلن، وادّعاء الصداقة والدعوة للسلام، مع بقاء تغذيتهم للصراع مع الغرب وحلفائه عن طريق الوكلاء التقليديين والجدد.
٢- عوامل داخلية: قيام اشخاص سعوديون وآخرون يدّعون انهم سعوديون، منهم عوامّ ومحللين وسياسيين واقتصاديين وعسكريين في مختلف وسائل الإعلام والتوجيه، قيامهم بتزيين التوجه السعودي نحو الشرق من خلال استغلال معارضة المواقف الأميركية المخالفة للتوجهات السعودية وتسليط الضوء عليها انتقادا من جهة، والاشادة بالثبات والتحدي الشرقي للعجرفه الراسماليه الغربيه وكيل المدائح لقوتها الصاعدة، وأنها البديل والصديق الآمن عن أمريكا من جهة أخرى.
وعليه فان الشرق الشيوعي والعملاء في الغرب الديموقراطي كل من جهته وبحسب ذكائه، يدفعون السعودية دفعاً نحو الشرق الشيوعي بعيدا ً عن الغرب كمرحلة اولى، سيليها مرحلة اخرى ستعمل باتجاه المزيد من التفاهم والتقارب السعودي الشيوعي قد يصل الى حد التحالف السياسي والعسكري، والمزيد من التنافر مع أمريكا قد تصل الى حدّ التصادم الذي سيبدأ بفرض عقوبات أمريكية على السعودية.
واخيراّ، الأمل معقود بأن تستمر السعودية بسلوك الطريق المستقيم بعيداُ عن طريق الخداع اليميني واليساري.
هذا والله أعلم
عدنان الصوص
١١/١٠/٢٠٢١