وقفة مع الحِراكات والأحزاب الاشتراكية

بمناسبة تحرّك الدماء في عروق الاشتراكيين هذه الأيام، فهذه كلمة موجهة للحراكيين اليساريين في الوطن العربي وفي الأردن ممن…

١- يهاجمون تاريخ الأنظمة العربية.
٢- يصفونها بالرجعية والعمالة والخيانة.
٣- يصفونها بأنها أنظمة وظيفية غرسها الغرب لأجل الحفاظ على الكيان الصهيوني.
٤- وصورونها جلاداً والشعب هم العبيد.

وغير ذلك من الشتائم والمقررات والقوالب المعروفة الجاهزة في قاموسهم.

قلت: هل وقفتم ساعة تدبر وتأمّل في حقيقة الفكر الذي تستلهمون وأصوله؟

١- ألا ترون أن لا علاقة له بالعرب، بل هو من أصول ألمانية غربية؟!
٢- الا ترون أن لا علاقة له بالإسلام، بل بالصهيونية (الأشكنازيم) التي تزعمون انكم تعادون؟!
٣- ألا ترون أن النظرية الحتمية الاشتراكية التي يزعمون أنها ستنتج عن تطور طبيعي سلس وفق المنطق الجدلي والتاريخي، ألا ترونها قد فشلت منذ أول يوم في أروربا، ونجحت في مجتمع إقطاعي روسي؟
٤- وأن هذه الحتمية لا يمكن لها أن تتحقق على أرض الواقع بالانتقال السلس، إلا من خلال الطرق والأساليب والحروب الثورية التي يصنعون، ويجعلون منكم أدوات لتحقيقها؟!
٥- ألا ترون أن لا علاقة للفكر الاشتراكي بالعدل والعدالة وحرية التعبير التي تنشدون، بل دكتاتورية السلطة الحاكمة، وما وجود البرلمانات والمحاكم الا للتزويق؟!
٦- ألا ترون ان النظرية الاقتصادية الإشتراكية قد أنتجت أكبر قوة رأسمالية في التاريخ تعود للحزب الحاكم دون الشعب والكادحين؟!
٧- ألا ترون أن لا واقع لـ (جَنّة لينين) وحُسن توزيع الثروة، بل السلب والنهب والتجويع والافقار وخراب الديار تحت شعار التأميم؟!
٨- ألا ترون أن الأمن والأمان الذي تعِدون الناس به، أصبح حلُما لدى الشعوب المستعبدة في الأنظمة الاشتراكية؟!
٩- ألا ترون انهيار النظام الأخلاقي، واستبداله بأنظمة المافيا والجريمة والانحلال والاباحية والشذوذ، وفاقوا بذلك الغرب؟!
١٠- ألا ترون طوابير الشعوب أمام السفارات الغربية الرأسمالية لأجل الهجرة والمعاش، في حين لا يفكر أحدهم أن يأخذ الجنسية الصينية أو الروسية، إلا بعض الذوات الحزبيين؟

وغير ذلك مما يطول ذكره في تناقضات الفكر الذي آمنتم به.

يا قوم…
إن الفكر الذي أُشرِبتموه جُرعة جرعة، وبرشامة وراء برشامة، لأجل الانعتاق من العبودية ولأجل الحياة الفضلى كما ظننتم، ما هو إلا فكر باطنيّ ظلاميّ يسعى لتحقيق (المسألة اليهودية).

يا قوم…
إنها دعوة للتأمّل لأجل العودة إلى أصول ديننا وتاريخنا وتراثها وأخلاقنا بعيدا عن الأفكار الاستعمارية الباطنية الدخيلة.

واعلموا، أن مسيرتكم الحزبية هذه، ستأخذكم وتأخذنا جميعا من تحت (الدّلف) الى (المزراب)، ومن الأمن السياسي النسبي الى الفوضى والفتن، ومن كفاف العيش الى الجوع والفقر والتخلف، ومن بقية الدين و الأخلاق الى الإلحاد والانحلال والإباحية، ومن استقلالية القرار المنقوصة، الى رَهنِه بالمستعمر بالكلية.

عدنان الصوص
والحمد لله رب العالمين
٣/٦/٢٠٢١

Scroll to Top