حماس وإيران والعلاقة التي لا تنفصم!

مزاعم انتفاء علاقة حماس بإيران

انتشرت مؤخراً بعض الأقاويل والشائعات التي تزعم أن حماس قد قطعت علاقتها مع إيران وحزب الله، فمنها ما يزعم أنها قد استبدلتها بعلاقات مع الفصائل القتالية في ليبيا وسوريا، ومنها ما ذهب إلى حد القول بأنها صارت على علاقة ممتازة مع مصر ونظام السيسي! إلى غير ذلك من أقاويل لم تكن الأحداث التالية لها بحاجة إلى أكثر منها لإثبات بطلانها، وبأن علاقة حماس مع إيران قد أصبحت علاقة راسخة لا تنفصم.

شكر حماس لإيران

لم تعد حماس تهتم بنفي علاقتها مع إيران، بل ذهبت إلى حد تقديم الشكر الرسمي والعلني لإيران وإهدائها ما سموه النصر، بل ذهب السنوار إلى حد تأكيد انتظار مزيد من الدعم من إيران إذا وقعت المعركة الفاصلة! ناهيك عن آخرين لم يخجلوا من توجيه الشكر إلى النظام السوري الذي تفوق جرائمها جرائم إسرائيل وخاصة أسامة حمدان.

علاقات حماس مع فصائل ليبيا وسوريا

لم يعد هناك حاجة للقول بأن من ذكرتهم بعض الأقاويل من فصائل إسلامية مقاتلة في ليبيا أو سوريا، هم معروفون في بلادهم بالعلاقة مع إيران وتركيا، وأن هذا لا يغير من الحقيقة كثيراً، أو الرد على مزاعم الأقاويل أيضاً بأن المشكلة هي فقط بكون حزب الله شيعية، فقد تم وضع حماس وهذه الجماعات الإسلامية كمجرد واجهة سنة، وهذا أيضاً لا يغير الحقيقة بأنهم ينفذون مشروعاً إيرانياً وأن إيران الرسمية سعيدة بهم، وإن كان بعض عوام الشيعة يكرهون ذلك.

الاضطرار لأكل لحم الميتة

ثم تأتي قصة الاضطرار لإقامة العلاقة مع إيران، وخاصة التشبيه بأكل لحم الميتة في صحراء مقطوعة، فهذا التشبيه هو مغالطة بحد ذاته، فالتشبيه الصحيح للعلاقة مع إيران هي أكل اللحم المسموم الذي يقتل صاحبه بدل أن يعينه قليلاً حتى يصل إلى بر الأمان، فمن أكل لحماً مسموماً سيموت بغض النظر إذا كان مضطراً أم غير مضطر، ولكنه لو صبر قليلاً فلربما وجد شيئاً أفضل منه، فالدعم الإيراني للمقاومة في فلسطين ليس فقط أنه ملوث بدماء المسلمين السنة، بل هو كذلك مدروس بطريقة تؤدي لقتل منجزات القضية الفلسطينية.

المخطط الكبير للتحرير القدس

أما عن التدريبات الكبرى التي أعلن عنها حزب الله مؤخراً، وكذلك إعلان السنوار بأنهم يستعدون للمعركة الفاصلة، فماذا يمنع أن تكون هي معركة تسليم ما بقي من فلسطين لإسرائيل لإنقاذها من مصيرها الذي يقترب؟ فهذا ما عهدناه عبر التاريخ من المقاومة المزيفة، وذلك مثل ما فعله عبد الناصر والأسد بتسليم سيناء والجولان لإسرائيل في حروب مسرحية، وكذلك مثل ما نرى بوضوح كيف أن نتائج كل حرب يقوم بها حزب الله أو حماس تكون خسائرها أكبر بأضعاف من فوائدها، ثم يحتفلون بعدها بنصر شعاراتي موهوم!

27/5/2021

Scroll to Top