هذه الآيات تنسف التقييم والرؤية الطبقية في الرزق بين مكونات المجتمع الواحد، قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا).
أي: أن الله (فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق، والمحاسن والمساوئ، والمناظر والأشكال والألوان، وله الحكمة في ذلك، من باب البلاء والاختبار، كما قال ابن كثير.
وهذا بخلاف موقف الإسلام من المفسدين في الأرض ناهبي الثروات، فإن الإسلام دعا إلى الحفاظ على المال العام والخاص على حد سواء، وجعل من قتل دون ماله شهيدا.
لذا، ما يجري من قبل الحراك ضد الفساد هذه الأيام لم يستند في دعواه الى النصوص القرآنية بقدر انطلاقه من فكر الصراع الطبقي المذموم، سواء كان ذلك الصراع بين الغني والفقير، أو السادة والعبيد، أو الحاكم والمحكوم.
فقد شاهدت فئة، من هؤلاء دعاة الطبقية، بحيث كلما مرّ عن فيلا أو مزرعة او سيارة فارهة أو قصر مشيد قال: من أين له هذا؟ فتراه، يوزع الاتهامات بالسرقة و”الحرمنة” على الناس بكل برود أعصاب.
لذا ترى دعاة الخطاب المادي يوجهون الناس لهذا النوع من الصراع، كي يؤججوا نار الحسد والغيرة المقيتة بين الناس تمهيدا للتحول إلى الصراع المادي المسلح من خلال ما يسمى تدبير وتجهيز الثورات الانقلابية.
فللأسف الشديد، مسخت عقول كثير من الطبيبن وباتوا جنوداً لهؤلاء الماديين يحركونهم لما يريدون من فتنة بحجة محاربة الفاسدين، ليس حباً في محاربتهم بل لاتخاذ محاربتهم حصان طروادة تغريراً وتضليلاً للناس.
عدنان الصوص
٢٠/٤/٢٠٢١