١- الدول التي تعادي الاسلام لأنه إسلام، أي تعاديه عداء أصيلا منهجياً وليس عداءً بسبب التنازع على المصالح الدنيوية، كعداء الانظمة الهدامة التي تستبيح الضرورات الخمس للانسان وعلى رأسها الانظمة الماركسية والرافضة الخمينية وكل نظام يستند الى التلمود وإن أظهر نوعا من التعايش المرحلي، هذه الدول تضحى بسرعة البرق بمصالحها مع الدول السنية المعتدلة وعلى رأسها السعودية إذا لاحت الفرصة للقضاء عليها.
أي ان روسيا والصين وايران واسرائيل وبقية الكتلة الشرقية، لن تكترث بمصالحها مع السعودية واخواتها من الدول السنية المعتدلة عند قدرتها على تغيير أحد هذه الانظمة السنّية، كلها او بعض منها، وخاصة السعودية كون السعودية في نظرهم اقوى دولة اسلامية دينيا وفكريا ومادياً.
٢- الدول التي لا تعادي الاسلام لأنه إسلام، أي تعاديه عداء طارئاً وليس أصيلا ولا عقائدياً، ولكنها تعاديه عداءً دنيويا بسبب التنازع على المصالح الدنيوية والاختلاف في التحليلات السياسية، كعداء الانظمة غير الهدامة التي لا تستبيح الضرورات الخمس للانسان وعلى رأسها الانظمة الغربية الديموقراطية المعاصرة، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإن وقع منها صداماً واقتتالاً مرحلياً لنا، هذه الدول ستتمسك بمصالحها مع الدول السنية المعتدلة وعلى رأسها السعودية، حتى لو اقتربت من فرصة القضاء عليها، وذلك لان أصل العداء طارئاُ وليس أصيلاً.
لذا فاننا نجد ان إدارة الرئيس الامريكي بايدن ابتعدت عن الصراع السياسي او تعميقه – حاليا- رغم تقرير الاستخبارات الامريكية الظالم بخصوص مقتل خاسقجي الذي ألقى بالمسؤولية على الامير محمد بن سلمان، نجدها ورغم هذا الخلاف الامريكي السعودي وغيره من ملفات حقوقية تزعمها امريكا، رجّحت الحفاظ على المصالح الامريكية مع السعودية.
مع العلم بأن النظام الديموقراطي يسمح بتغلغل اللوبيات الشرقية المذكورة – في النقطة الأولى – اعلاه في مفاصل الدولة مما يتوقع يوماً مّا أن يُمسكوا الثور من قرونه ويتصرفوا تصرف العدو الاصيل للإسلام والمسلمين فيُضحوا بمصالحهم في سبيل القضاء على السعودية أو/ واخواتها.
هذا الفرق المهم الذي قد يخفى على البعض، حريّ أن يُنتبه له عند تصنيف الاعداء والاصدقاء والمنافقين، والتعامل معهم وفق المصالح الوطنية المشتركة.
والله تعالى أعلم.
عدنان الصوص
٨/٣/٢٠٢١