حين تنحرف الفطرة عن التوحيد للشرك، فإن ذلك بحاجة الى عدد من العوامل.
١- زمن طويل، قد يمتد الى أجيال.
٢- حدث، كتصوير مجسم لذات روح، أو قبر، أو صورة، أو مجسم لحيوان، أو جماد.
٣- مُستقبِل، وهو صاحب التوحيد السليم.
٤- محرّك، وهو الشيطان وبمساعدة أعوانه من من الشياطين أو الإنس.
كل هذه العناصر توفرت عند حدوث أول شرك حدث في التاريخ بعد التوحيد.
قال الله تعالى:
(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) (23).نوح.
وفي التفسير عند ابن كثير:
☆ عن ابن عباس : هذه أصنام كانت تعبد في زمن نوح .
☆ وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن موسى عن محمد بن قيس ([يغوث] ويعوق ونسرا) قال:
كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون. انتهى
العبرة:
لهذا حذرنا القرآن الكريم من خطوات الشيطان، فإنه بارع في الإغواء والإضلال، درجة تلو اخرى، وعياً وفهماً تلو آخر، فكر تلو فكر، أسلوب تلو أسلوب، كل ذلك على مراحل تحتاج الى أجيال كي يتحول التوحيد الى الشرك، أو السنة الى بدعة ضلالة. أو الخير الى شرّ، أو النافع الى الضارّ. أو العلم الى الجهل، أو الحقيقة الى أوهام، وهكذا.
ومن شياطين الإنس ما تعلموه من شياطين الجنّ في هذا المضمار، وعلى رأسهم المفسدون في الارض.
عدنان الصوص
٢٤/٢/٢٠٢١